قال لامبرتو زانيير الأمين العام لمنظمة الأمن والتعاون الأوروبى عمق علاقات التعاون والشراكة التى تربط مصر بدول الاتحاد الأوروبى، مشيرا إلى أن مصر ودول حوض البحر المتوسط تمثل عمقا استراتيجيا للاتحاد الأوروبى، كما ترتبط منظمة الأمن والتعاون الأوروبى بوجه خاص بعلاقات وبرامج تعاون مشترك مع الجامعة العربية بهدف المساعدة فى التنمية وايجاد حلول للصراعات فى الشرق الأوسط .
ووجه زانيير – فى حديث خاص لوكالة أنباء الشرق الأوسط من مقر المنظمة فى فيينا اليوم /الخميس/ – التهنئة للمصريين على إقرار دستورهم الجديد، متمنيا أن تخطو العملية السياسية فى مصر خلال الفترة القادمة نحو الاستقرار والتنمية وتفعيل ونجاح العملية الديمقراطية من خلال الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المقبلة.
وقال زانيير “إننا نهتم بالعمل على تسوية الصراعات فى المنطقة العربية لأنها أيضا تؤثر على الأمن والاستقرار فى أوروبا، مؤكدا أن الأمن قضية دولية ولا يمكن النظر للأمن فى منطقة دون الأخرى فى العالم، لافتا إلى أن الصراع فى سوريا يؤرق العالم أجمع والمنظمة الأوروبية بصفة خاصة، معربا عن أمله فى أن تتوصل اجتماعات “جنيف 2″ فى سويسرا إلى حل وتسوية لهذه الأزمة”.
وشدد على ضرورة الدراسة الجيدة للأسباب السياسية والاجتماعية والاقتصادية للصراعات فى المنطقة العربية ومحاولة المساعدة فى حلها من أجل الوصول إلى مجتمع دولى أكثر أمنا، لافتا إلى أن المنظمة الدولية تساعد الكثير من الدول العربية على تحقيق الديمقراطية وحماية حقوق الإنسان.
وفى هذا الصدد، قال زانيير “إننا نساعد فى تدريب الكثير من المصريين والعرب من خلال معاهد الديمقراطية الأوروبية على استيعاب النظم المتطورة والموضوعية فى إجراء الانتخابات مما يضمن أقصى درجات الحيدة والشفافية ونزاهة العملية الانتخابية، منوها بحضورعدد كبير من مراقبى الانتخابات وقيادات الجمعيات الأهلية ورموز المجتمع المدنى للتدريب وتبادل الخبرات مع منظمة الأمن والتعاون الأوروبى”.
وأضاف أن المتدربين اكتسبوا العديد من المعارف المهمة من الخبرات المتقدمة لمنظومة عمل المجتمع المدنى لدينا كما نقدم العون لكثير من ممثلى الحكومات من أجل الوصول إلى الشفافية الكاملة فى اتخاذ القرار السياسي وفى إجراء العملية الانتخابية، مؤكدا أن استقرار منطقة الشرق الأوسط مرهون بالتقدم على هذه الأصعدة وفى مقدمتها إرساء الديمقراطية والشفافية فى اتخاذ القرار السياسى.
وبين زانيير أن المؤسسات الدولية ترحب بالتعاون مع كافة القوى والأنظمة السياسية بشرط أن تلتزم بمنظومة القيم الدولية، وفى مقدمتها التسامح، وحرية الاعتقاد والحوار، وقبول الأخر، لافتا إلى أن منظمة الأمن والتعاون الأوروبى لديها العديد من برامج التعاون التنموى الجيدة مع المغرب والأردن وغالبية دول شمال أفريقيا، كما تشمل برامج التعاون الجانب السياسى، حيث أن المنظمة هي هيئة معنية بالعمل السياسى بالدرجة الأولى.
وأشار إلى أنه زار القاهرة عدة مرات من قبل والتقي بالدكتور نبيل العربى الأمين العام لجامعة الدول العربية، حيث تم تبحث قضايا التعاون المشترك، والاتفاق على تبادل الزيارات بين قيادات المنظمتين من أجل الوصول إلى تبادل الخبرات فى كل مجالات التنمية وتسهيل التقارب والتفاهم بين المنظمتين.
وأعرب زانيير عن سعادته بمشاركة الجامعة العربية وبقية الدول الأخرى فى الشرق الأوسط فى مجالات حيوية تساعدهم على مجابهة تجارة السلاح، وتخفيف الصراعات الأهلية، وتحقيق الاستقرار والتنمية، إلى جانب دعم المؤسسات الدستورية والبرلمانية المنتخبة، منوها بسعي منظمة التعاون الأوروبي إلى انتقال دول الشرق الاوسط إلى دول مؤسسات قوية تعبر عن الجماهير وتدار بشكل مؤسسى ناجح، وأن يتم التخلص نهائيا من حكم الفرد وانفراده بكل مقاليد السلطة وإدارة البلاد.
وأكد أن التغيير فى العالم العربى هو قرار أبنائه، مضيفا “ونحن نحترم التحولات التى حدثت دون تدخل أو فرض نماذج خارجية، لافتا إلى أن أوروبا نفسها عاشت الكثير من هذه التحولات التى جاءت بعد حروب وصراعات داخلية”.
|