الميدان هو واحد من الأعمال التي شاهدناها خلال السنوات الأخيرة. وإلى جانب الحضور السياسي وإنسانية القصص، فلقد أقنعتنا أيضا لغة الصور البارزة في الفيلم"، هكذا عللت لجنة التحكيم قرارها بمنح فيلم "الميدان" الجائزة الخاصة بمنظمة العفو الدولية (إمنستي) ضمن إطار مهرجان برلين السينمائي في دورته الرابعة والستين.
قبل ثلاث سنوات انطلقت المخرجة الأمريكية - المصرية جيهان نجيم بين حشود المحتجين في ميدان التحرير لتوثيق الأحداث المبكرة للثورة المصرية، لكنها لم تكن تعرف آنذاك أن فيلمها الوثائقي "الميدان" على موعد مع حصد عدة جوائز والحصول على تقدير عالمي.
وجمعت نجيم (39 عاما)، التي نشأت في مكان يبعد عشر دقائق من ميدان التحرير، طاقم العمل معها من الميدان مدركة أنه لا يمكنها الاستعانة بأناس من الخارج وتطلب منهم تحمل مخاطر التصوير في وسط الثورة. وربما يبدو فيلم (الميدان) بالنسبة للمشاهد دورة دراسية مكثفة في فهم مصر اليوم يقوم بالتدريس فيها المحتجون الذين بدؤوا التجمع في ميدان التحرير في يناير 2011 للمطالبة بإنهاء حكم حسني مبارك الذي دام ثلاثة عقود.
يركز الفيلم على ثلاث شخصيات هي رجل من الطبقة العاملة في أواسط العشرينات يتسم بالدهاء لكنه يواجه صعوبة في الحصول على وظيفة و ممثل بريطاني مصري في أواسط الثلاثينات ويمثل جسرا بين النشطاء والإعلام الدولي و عضو في جماعة الإخوان المسلمين في منتصف الأربعينات تعرض للتعذيب في عهد مبارك ويمر بأزمة ثقة بخصوص الثورة والإخوان.
وعقب عرض الفيلم في عدة مناطق في العالم، بقي مكان واحد مهم لا يمكن فيه عرض الفيلم حتى الآن ألا وهو مصر. وقدم الفيلم إلى هيئة الرقابة على المصنفات الفنية وتنتظر نجيم التصريح بعرضه منذ أشهر. وقالت نجيم "أهم شيء بالنسبة لنا ولكل فريقنا من المخرجين المصريين هو أن يعرض هذا الفيلم في مصر. لذلك سنفعل كل ما بوسعنا من أجل هذا".
يذكر أنها المرة العاشرة التي تمنح فيها منظمة العفو هذه الجائزة ضمن فعاليات مهرجان برلين. وتبلغ القيمة المالية للجائزة 5000 يورو.
|