الشركات الأمريكية "المُتعددة الجنسيات" تُقرر زيادة التشغيل في الخارج

 


 



قرّرت الشركات الأمريكية المتعددة الجنسيات الكبرى التي تشغل حوالي نصف العمال بالولايات المتحدة، زيادة التعيينات في الخارج، في حين قامت بتخفيضها بالولايات المتحدة مما أشعل الجدل حول تأثير العولمة على الاقتصاد الامريكي.



وخفضت الشركات العمالة في الولايات المتحدة بحوالي 2.9 مليون وظيفة في العقد الماضي, بينما زادت التعيينات في دول ما وراء البحار بنحو 2.4 مليون وظيفة، وفقا للبيانات الحديثة من وزارة التجارة الامريكية. ويعتبر هذا تحولا كبيرا منذ عقد التسعينيات الاسبق عندما اضافت هذه الشركات حوالي 4.4 مليون وظيفة في الولايات المتحدة و2.7 مليون في الخارج.



وقامت الشركات المتعددة الجنسيات الكبرى بتشغيل نحو 21.1 مليون شخص في الولايات المتحدة بعام 2009 و10.3 مليون موظف في الدول الأخرى ومنهم عدد كبير من العاملين الأجانب الماهرين.



وذكرت صحيفة وول ستريت الأمريكية أن هذا الاتجاه يؤكد تنامي اهمية الاقتصادات الآخرى خاصة السريعة النمو في آسيا بالنسبة للاقتصاد الامريكي مثل شركة جنرال اليكتريك وكاتربيلر ومايكروسوفت و"وول مارت".



وتؤكد البيانات أيضًا على المخاطر التي قد يتعرض لها الاقتصاد الامريكي، خاصة في وقت ترتفع فيه معدلات البطالة وعدم زيادة الاجور.



وأظهر ملخص التقرير السنوي الاخير لوزارة التجارة الامريكية أن عام 2009 التي تراجعت فيه مبيعات الشركات متعددة الجنسيات والانفاق الرأسمالي, قامت فيه بخفض العمالة بنحو 1.2 مليون وظيفة بنسبة 5.3% من القوى العاملة لديها في الولايات المتحدة ونحو 100 ألف بنسبة 1.5% في الخارج.



وقالت "كيمبرلي بينيدا" مدير العلاقات العامة بشركة "اوراكل كورب" إن نمو القوى العاملة في الخارج تعتبر نقطة حساسة بالنسبة للشركات الامريكية، لافتة الى أن العديد من الشركات لا تكشف عن عدد القوى العاملة لديها بالخارج أو لا ترغب بالتحدث عن هذا الامر. وأشارت الى أن شركتها سترفض التعليق عن عدد التعيينات المستقبلية.



وبعض من الشركات التي ترغب في التحدث عن هذا الامر في بعض الاحيان تعكس ارتفاع انتاجية الشركات الامريكية بشكل عام. وقال "جيم دوجان" المتحدث باسم شركة "كاتربيلر" انه بسبب ارتفاع المبيعات بنسبة اكبر في الخارج عن الولايات المتحدة, نمت القوى العاملة في الخارج بشكل قوي.



جدير بالذكر أن شركة "جنرال اليكتريك" قللت حجم القوى العاملة داخليا وخارجيا، ففي الفترة بين عام 2005 و2010 خفضت الشركة نحو 1000 عامل في الخارج و28 ألف في الولايات المتحدة.



وأوضح "جيفري ايميلت" المدير التنفيذي لشركة جنرال اليكتريك أن هذا الخفض في العمالة لا يعكس البحث عن الاقل أجرا وأن عصر العولمة حول العمالة الرخيصة قد انتهى, لافتا الى استثمارات الشركة في البرازيل والصين والهند بسبب وجود العملاء بتلك الدول وغيرها.



واشار الى أن شركته بدأت ومازات مستمرة باضافة 16 ألف وظيفة في الولايات المتحدة بعامي 2010 و2011.



من جانبها، قامت شركة "سيسكو للانظمة" بتوفير فرص العمل بشكل أكبر في الخارج عن الولايات المتحدة وعلى مدار الخمس سنوات الماضية أضافت نحو 10900 عامل في الولايات المتحدة و21350 وظيفة في الخارج.



جميع الحقوق محفوظة لموقع الخبر الاقتصادي