رغم القناع الذى تتستر وراءه قطر، وسعيا وراء مجد زائف على حساب دماء الفقراء، كشفت صحيفة «ديلى ميرور» البريطانية تفاصيل جديدة عما تفعله قطر من انتهاكات لاستضافة مونديال كأس العالم لعام 2022.
و ذكرت الصحيفة، أن قطر تقوم باستغلال «مفزع وقاتل»، لأكثر من مليون عامل من المهاجرين الذين يقومون بأعمال الإنشاءات الرياضية وإجبارهم على العمل فى ظروف «مزرية»، مقابل رواتب بسيطة، إلى جانب تسخير 1200 عامل هندى ونيبالى، للعمل حتى الموت، وذلك منذ فوزها باستضافة كأس العالم عام 2010 مع توقعات أن يصل عدد الضحايا إلى 4 آلاف قتيل قبل انطلاق المونديال . ورسمت «ديلى ميرور»، فى تحقيقات أجراها كيفين ماجوير الصحفى البريطانى، صورة واقعية لوضع العمال فى قطر، مشيرةً إلى أن الحكومة القطرية تجبر العمال على العيش فى ظروف سيئة للغاية لدرجة تصل إلى إجبارهم على شرب المياه المالحة بدلاً من توفير مياه صالحة لهم، فضلاً عن الزج بهؤلاء العمال فى معسكرات عمل ضيقة ودورات مياه غير آدمية، بالإضافة إلى مصادرة جوازات سفرهم لمنعهم من الهروب و سوء المعاملة التى تصل إلى الاعتداء عليهم بالضرب.
ويقول كيفين ماجوير ، إنه وخلال مهمة فى معسكرات العمال بقطر، نظمها «الاتحاد الدولى لعمال البناء» ـ الذى يتخذ من جنيف مقراً له ـ شاهد واستمع إلى شهادات مؤلمة تصرخ من سوء المعاملة التى يتعرض لها العمال المهاجرين وغالبيتهم من الهند ونيبال، ويسرد ماجوير، فى تحقيقاته أنه عند تسلله إلى أحد الأحياء الفقيرة فإنه عثر على معسكرات العمال تحت جنح الظلام، وما جذب انتباهه هو الخوف المرسوم على أوجه العمال الذين يبدو أنهم تعرضوا لأشكال مختلفة من الاضطهاد والتعذيب.
ويصف، أحد المعسكرات فى العاصمة الدوحة، التى عثر فى أحدها على غرفة صغيرة غير آدمية تجوب فيها الحشرات فى كل مكان ويعيش فيها 9 من العمال، فى حين وجد بعد بضعة أمتار من هذه المنطقة أغنى أغنياء قطر فى المطاعم يتسامرون ويضحكون.
وفى ما يطلق عليه اسم «معسكر الصين»، كشف عمال، طلبوا عدم ذكر أسمائهم، أنهم مجبرين على شرب مياة مالحة واستخدام دورات مياه غير آدمية . وينقل ماجوير عن أحد العمال من نيبال قوله:«نحن نتعامل كالعبيد، فهم لا يتعاملون معنا على أننا بشر، وحياتنا رخيصة الثمن، فى حين يقول آخر : إننا محاصرون، فقد حصلوا على جوازات سفرنا لمنعنا من السفر.. حتى رواتبنا لا نتقاضاها لمدة شهور. وتشير الصحيفة البريطانية إلى أنه منذ بدء العمل بالمشروع فى 12 استاد لكرة القدم، من المرجح أن يصل عدد العاملين فى مناطق العمل إلى ما بين 500 ألف ومليون عامل مهاجر.
ومن جانبه، حاول الاتحاد الدولى لكرة القدم«الفيفا»، مراراً «غسل يديه من دماء ضحايا قطر»، حسب وصف الصحيفة، ويواجه الاتحاد حالياً ضغوط جديدة لإنذار قطر وإعطائها «كارت أحمر».
|