اهتمت صحف الخليج في افتتاحياتها اليوم الاربعاء بعملية السلام في منطقة الشرق الأوسط ولقاء الرئيس الفلسطيني محمود عباس ووزير الخارجية الأمريكي جون كيري في لندن وذكرى نكبة فلسطين ..إضافة إلى تأزم الوضع في سوريا.
ففي الإمارات، تساءلت صحيفة "الخليج" لماذا يلتقي الرئيس الفلسطيني محمود عباس ووزير الخارجية الأمريكي جون كيري في لندن مجددا؟ وهل هناك إمكانية لاستئناف المفاوضات بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل؟؟ لافتة إلى أن الإعلان عن لقاء عباس وكيري يأتي وكل الآفاق مسدودة أمام أي حل وإسرائيل تمضي في مخططات التوسع والتهويد والاستيطان غير مهتمة بما إذا كانت هناك مفاوضات أم لا.
وأضافت أنه خلال تسعة أشهر من المفاوضات كان يفترض أن تخرج باتفاق يؤدي إلى ولادة " دولة فلسطينية " لكن إسرائيل لم تترك وسيلة لتدمير أية إمكانية للتوصل إلى تسوية فهي تعمدت تسريع الاستيطان وعملية التهويد للقضاء على إمكانية قيام أي شكل من أشكال الدولة الفلسطينية لأنها تقوم بقضم الأراضي والسيطرة عليها بشكل منهجي يجعلها ممزقة وغير متصلة وتشكل كيانا قائما يمكن الاعتداد به كدولة قانونية .
وقالت إنه خلال المفاوضات وبعدها تعمدت الحكومة الاسرائيلية إصدار قوانين عنصرية ضد الشعب الفلسطيني من بينها منع إطلاق الأسرى وقيام "الدولة اليهودية"، بالاضافة الى طرد مئات الفلسطينيين من أرضهم وهدم منازلهم ورفضها مناقشة قضايا الحل النهائي والربط بين أمنها والانسحاب من الضفة الغربية برغم أن ذلك يستدعي إبقاء احتلالها لمنطقة الأغوار .
وحول الأزمة السورية، قالت صحيفة "البيان"الاماراتية إن القوى الدولية تهربت كثيرا في وضع حل جدي للأزمة السورية بمقولة توافقت عليها كل الأطراف المتناقضة وهي أن "الحل يقرره السوريون بأنفسهم" .. مضيفة أن السوريين منقسمون حول صيغة الحل، وترك الأمر لهم يعني إدامة الصراع إلى ما لا نهاية.
وأشارت إلى أن هذا المبدأ لا يخفى فيه التواطؤ متعدد الأطراف لإبقاء الصراع مفتوحا على مصراعيه وتعطيل كل صيغ الإلزام الدولية لوضع حد للمأساة السورية المستمرة منذ ثلاث سنوات، معتبرة ان ذلك هروب من المسؤولية، مؤكدة ضرورة وجود إلزام دولي وتهديد بعقوبات جدية رادعة، فسوريا تشهد واحدة من أكبر الكوارث الإنسانية في العالم بتجاهل غير مبرر من المجتمع الدولي.
وفي قطر، أكدت صحيفتا "الشرق" و"الراية" أنه بعد مرور ستة وستين عاما على نكبة فلسطين التي تصادف غدا الخامس عشر من مايو فان القضية الفلسطينية تعيش "نكبة حقيقية" تقضي على كل امال السلام ومشاريع التسوية التي بدت حلما في وقت من الاوقات بعد اطلاق رؤية "حل الدولتين" التي تبنتها ورعتها الادارة الامريكية دون جدوى .. وحذرتا من أن المسجد الأقصى المبارك بات يواجه خطر التهويد والتقسيم أكثر من أي وقت مضى على غرار الحرم الإبراهيمي الشريف في مدينة الخليل.
وقالت صحيفة "الشرق" إن إسرائيل تصر على أن تبقى دولة احتلال إلى الأبد" فهي تضع نفسها فوق كل القوانين والشرائع الدولية.. كما أنها مستمرة في تقويض أسس الدولة الفلسطينية التي باتت أمرا واقعا وعضوا مراقبا في الأمم المتحدة، وذلك بالتهام أراضيها، وتزييف تاريخها.
وحذرت "الشرق" من أن القدس هي خط أحمرليس للفلسطينيين فقط بل للعالم أجمع وفي مقدمته العالم الإسلامي الذي لن يقبل بالمساس بها ..وقالت " إن الاستمرار في جرائم المس بحرمتها يمكن أن يفجر قنبلة نهاية كيان إسرائيل".
ومن جانبها، قالت صحيفة "الراية" إن المسجد الأقصى المبارك يواجه خطر التهويد والتقسيم أكثر من أي وقت مضى في ظل الإجراءات الأخيرة التي تجري في كواليس الكنيست الإسرائيلي والتي تسمح لليهود بإقامة شعائرهم التلمودية داخل الأقصى والاقتراب أكثر من إقامة الهيكل المزعوم .
واشارت إلى أن مؤسسة الأقصى للوقف والتراث قد دقت ناقوس الخطر بعد أن قامت عضو بالكنيست الإسرائيلي تدعى ميري ريجب من حزب الليكود المتطرف الحاكم بطرح مقترح مسودة قانون يقضي بتقسيم المسجد الأقصى رسميًا بين المسلمين واليهود.
وشددت الصحيفة على ان المسجد الأقصى بكامل مساحته هو حق خالص للمسلمين وحدهم وأن مقترحات "ريجب" وغيرها مصيرها الفشل إذا ما اتحد العالم الإسلامي وهبَّ لنجدة الأقصى بشتى الوسائل لمنع الأطماع اليهودية التهويدية المتواصلة .
وطالبت "الراية" بالعمل على وقف كل الجرائم الإسرائيلية التي تطال المسجد الأقصى من خلال القيام بحملة دولية تفضح إسرائيل وتجبر العالم على الوقوف موقفا حازما من إسرائيل حتى لا تحاول الاقتراب من المقدسات الإسلامية.