أكد وزير العمل والسياحة والآثار الأردني الدكتور نضال القطامين على أن زيارة بابا الفاتيكان فرانسيس الأول إلى المملكة في الرابع والعشرين من مايو الجاري سيكون لها مردود إيجابي سينعكس بدوره على العملية الاقتصادية في المملكة وتحقيق إيرادات تعود على خزينة الدولة من إنفاقات الحجيج، إضافة إلى الترويج للأردن ولمخزونه السياحي المتنوع والمتميز بالانفرادي.
وقال القطامين، في تصريحات لوكالة أنباء الشرق الأوسط في عمان:إننا قمنا بكافة الاستعدادات اللازمة لزيارة بابا الفاتيكان، مشيرا إلى أن وزارة السياحة والآثار قامت بتشكيل لجنة خاصة للتحضير لهذه الزيارة بالتنسيق مع الجهات ذات الاختصاص والمسئولة.
وأضاف إن هذه الزيارة لها أهمية كبيرة من الناحية الدينية والتاريخية كون المغطس موقعا معتمدا للحج المسيحي، موضحا أنه تم تجهيز مسار الحج (من جدارا وحتى المغطس) بما يلزم، كما تم عقد العديد من اللقاءات مع رجال الدين المسيحي ومن مختلف الطوائف للوقوف على احتياجات الوزارة ومتطلبات رجال الدين في هذا الإطار.
وأشار إلى أنه التقى العديد من سفراء الدول العربية والصديقة المعتمدة لدى المملكة وحثهم على دفع رعاياهم للمشاركة بهذا الحدث الديني الكبير، مؤكدا على أهمية المواقع الدينية التي يزخر بها الأردن الذي يعد بلد الأنبياء ومحط الرسل وحاضنة الصحابة والشهداء.
وعن أهمية المغطس، أفاد القطامين بأنه تم العمل على تجهيز كافة البني التحتية من حيث المسارات والممرات والطرق والقاعات واللوحات مثلما تم إعداد فيلم وثائقي عن موقع المغطس يروي قصة تعميد السيد المسيح ويحكي عن عظمة هذا المكان وما عليه من كنائس تقيم الطقوس الدينية، منوها بأنه قد تم تجهيز موقع دخول قداسة البابا للمغطس وبناء منصة مطلة على موقع العماد ليخاطب منها المؤمنين.
وقال إنه قد الانتهاء من كافة التجهيزات الفنية لغايات استقبال البابا مجموعة من اللاجئين العراقيين والسوريين وغيرهم، حيث اختير موقع كنيسة اللاتين التي وضع حجر أساسها البابا بندكتوس 2009 أثناء زيارته لهذه الغاية مثلما تم إعداد كتيب ونشرات بها شرح مفصل عن المغطس ومرافقه وسيتم توزيعها على وسائل الإعلام.
وعن الاستعدادات التي قامت بها الوزارة، أفاد القطامين بأن هيئة تنشيط السياحة الذراع الأهم لوزارة السياحة والآثار قامت بالترويج للحج المسيحي وزيارة البابا حيث تم وضع (ويب سايت) لموقع المغطس ليشاهد الجميع ما يجري فيه وتم دعوة إعلاميين من شتى وسائل الإعلام من جميع أنحاء العالم ليقوموا بنقل وقائع الاحتفال الكبير مثلما تم إعداد نشرات سياحية متخصصة بالموقع وأهميته دينيا وتاريخيا واقتصاديا كما قامت الهيئة بحجز إستاد عمان الدولي ليقام فيه القداس.
وعلى صعيد آخر وردا على سؤال حول التأثيرات التي خلفتها أحداث الربيع العربي على قطاع السياحة في المملكة، أجاب وزير السياحة الأردني بأن بلاده كانت بعيدة عن هذا الحراك
وهو ما جعلها تشكل واحة للأمن والأمان ومنطقة جذب سياحي خاصة إلا أن هذه الأحداث ألقت بظلالها المباشرة على السياحة الأردنية ووضعتها في مأزق وتراجع واضح وملموس.
وقال إن عائدات السياحة الأردنية تراجعت جراء التأثير المباشر لأوضاع دول الجوار خاصة وأن برامج الرحلات السياحية غالبا ما تشمل زيارة مصر، الأردن، سوريا، لبنان، ضمن حزمة واحدة، معربا عن أمله في استقرار الأوضاع في هذه الدول كي يتحسن القطاع السياحي الذي هو رهن بانتهاء أعمال الأزمات وتقصير المراحل الانتقالية في بعض الدول.
وأشار إلى أن الاقتصاد الأردني يعتمد إلى حد كبير على دخل قطاع السياحة الذي يشكل نحو 14% من إجمالي الناتج المحلي، كما أنها تمثل المصدر الثاني للعملات الأجنبية في المملكة بعد التحويلات المصرفية من المواطنين الأردنيين العاملين في الخارج خصوصا في دول الخليج وآسيا والمحيط الهاديء.
وقال إنه على الرغم من أحداث المنطقة إلا أن السياحة الأردنية شهدت خلال الربع الأول من العام الجاري 2014 تحسنا ملحوظا حيث بلغ عدد السياح 728 مليون سائح مقابل 655 مليونا أي بنسبة زيادة 11%.مضيفا "إننا نتطلع العام الحالي أن تتضاعف الأعداد بسبب الإجراءات التي اتخذتها الوزارة والتي تمثلت في الاتفاقيات ومذكرات التفاهم وفتح المسار الديني وإلغاء القيود".
|