ارتفعت أسعار الغذاء العالمية 4 % بين يناير وأبريل 2014، مدفوعة في المقام الأول بتنامي بواعث القلق المتعلقة بالأحوال الجوية والطلب على الواردات، بحسب أحدث إصدار من تقرير "مراقبة أسعار الغذاء".
وتضع هذه الزيادات السعرية حداً لاتجاه الأسعار نحو الهبوط والذي استمر منذ أغسطس 2012 قد شهدت الأسعار العالمية للقمح والذرة أكثر الزيادات حدةً خلال ربع السنة الحالي، بنسب بلغت 18 % و 12 %، على الترتيب.
وجاءت هذا الزيادات على الرغم من استمرار التوقعات بتسجيل أرقام قياسية في المحاصيل، وقوة المخزونات المتوقعة خلال عام 2014، وما شهده عام 2013 من وفرة في المحاصيل. وتمثل الأحوال الجوية في الولايات المتحدة، والأوضاع الناجمة عن ظاهرة النينو على مستوى العالم، وتداعيات التوترات الأوكرانية قضايا لابد من متابعتها خلال الأشهر المقبلة.
وقالت آناريفنغا، القائمة بأعمال نائب الرئيس لشؤون شبكة الحد من الفقر وإدارة الاقتصاد بمجموعة البنك الدولي "بواعث القلق المتعلقة بالأحوال الجوية، والضبابية السياسية، وتقلبات أسعار العملات لا توجد في فراغ – مثلما تثبت هذه الزيادة ربع السنوية في أسعار الغذاء العالمية.
وأضافت آنا أنه خلال الأشهر القليلة المقبلة، لابد لنا من مراقبة هذه الأسعار بعناية، لنتأكد من أن أي زيادات أخرى لا تلقي بضغوط إضافية على كاهل من هم أقل حظاً بمختلف أنحاء العالم."
وظلت الأسعار المحلية في معظمها مستقرة بين يناير وأبريل 2014، ولكنها شهدت التقلبات المعتادة من بلد لأخر. فعلى سبيل المثال، شهدت الأسواق التي تجري متابعتها في أوكرانيا وإثيوبيا والسودان وقيرغيزستان بعض أكبر الزيادات في أسعار القمح، في حين انخفضت الأسعار في الأرجنتين وباكستان. وارتفعت أسعار الذرة بأكبر نسبة في بلدان مثل أوكرانيا وروسيا، لكنها تراجعت بدرجة ملحوظة في موزامبيق. وزادت أسعار الأرز في ميانمار والصومال، لكنها انخفضت في تايلند وكمبوديا.
ووفقاً لما ورد بتقرير مراقبة أسعار الغذاء، فقد ظلت أسعار الأغذية التي يجري مبادلتها دوليا في أبريل 2014 أقل بنسبة 2 % عما كانت عليه في أبريل 2013، وأدنى بنسبة 16 % من ذروتها التاريخية التي بلغتها في أغسطس 2012.
يناقش أحدث تقارير مراقبة أسعار الغذاء ما قد يكون لأسعار الغذاء ونقص الأغذية من تأثير على أعمال الشغب ذات الصلة بالغذاء، وهو ما يؤكد على مدى أهمية متابعة أسعار الغذاء لا بالنسبة للأمن الغذائي ورفاه البشر فحسب، بل وبالنسبة أيضاً للاستقرار السياسي وبواعث القلق الأمنية.
فقد تفجرت العشرات من أعمال العنف في أنحاء العالم أثناء قفزات أسعار الغذاء عامي 2007 و 2008، وتلتها أعمال شغب أخرى، ويمكن لصدمات أسعار الغذاء أن تشعل وتفاقم الصراعات والاضطرابات السياسية، ومن المهم للغاية التشجيع على اتباع السياسات المشهود لها بالنجاح من أجل تخفيف وطأة هذه التأثيرات، وتمثل المتابعة الكافية أولى الخطوات اللازمة في هذا الاتجاه.
|