فى ظل تحذيرات متجددة من أضرار التبغ على المدخن والدائرة المحيطة به، وتحديد خبراء لـ8 خطوات لمساعدة المدخنين على الإقلاع عن تلك الآفة التى تنهى حياة ملايين الأشخاص كل عام.
وتقول منظمة الصحة العالمية فى بياناتها، إن التدخين يتسبب فى مقتل 6 ملايين نسمة كل عام، بينهم أكثر من 5 ملايين ممّن يتعاطونه، أو سبق لهم تعاطيه (التدخين الإيجابى)، وأكثر من 600 ألف شخص يموتون بسبب التدخين السلبى.
وتضيف: "إذا لم تتخذ التدابير اللازمة، فسيزهق هذا الوباء أرواح أكثر من 8 ملايين شخص سنوياً حتى عام 2030، وستسجل نسبة 80% من هذه الوفيات فى صفوف الأشخاص الذين يعيشون فى البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل".
وتشير تقديرات المنظمة الدولية أيضا إلى أن "معدل انتشار التدخين بلغ مستوى يزيد عن 47٪ بين الذكور والإناث من الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 13-15 سنة فى بعض دول الشرق الأوسط، فى حين وضعت الزيادة فى استهلاك النرجيلة إقليم شرق المتوسط فى المرتبة الثانية على مستوى العالم فى استهلاك التبغ بين الذكور، بعد إقليم غرب المحيط الهادئ".
ومن المتوقع أن تكون كل من مصر وإيران وباكستان من بين البلدان ذات الزيادة الأعلى فى تعاطى التبغ، فى جميع أنحاء العالم، فى السنوات الأربعين المقبلة، حسب بيانات المنظمة.
تلك الأرقام المزعجة، يضاف لها أن دخان التبغ يلحق أضرارا بالدائرة المحيطة بالمدخن قد تصل إلى حد الإصابة بالسرطان، إذ كشفت منظمة الصحة العالمية مؤخرا أن دخان التبغ يحتوى على نحو 4 آلاف مادة كيميائية، منها 250 مادة ضارة، وأكثر من 50 مادة منها تسبّب السرطان، وتتطاير تلك السموم فى الأماكن المغلقة، حيث يستنشقها كل الأشخاص الموجودين، ممّا يعرّضهم جميعاً لآثاره الضارة.
وتظهر تقديرات المنظمة أنّ نحو 700 مليون طفل، أى ما يعادل نصف أطفال العالم تقريباً، يستنشقون هواءً ملوّثاً بدخان التبغ، والملاحظ أيضاً فيما يخص أكثر من 40% من الأطفال، أن أحد الوالدين على الأقل يدخن.
وفى عام 2004، شكل الأطفال 31% من مجموع الوفيات المبكرة الناجمة عن دخان التبغ غير المباشر، والبالغ عددها 600 ألف حالة وفاة.
ويتسبّب التدخين السلبى فى إصابة البالغين بأمراض قلبية وعائية وأمراض تنفسية خطيرة، بما فى ذلك مرض القلب التاجى وسرطان الرئة، كما يتسبب فى إصابة الرضّع بمتلازمة موت الرضيع الفجائى، وفى إصابة الحوامل بضرر يؤدى إلى انخفاض وزن أطفالهن عند الميلاد، وفق منظمة الصحة العالمية.
وفى هذا السياق، ينصح مختصون أطباء ونفسيون ببذل الجهد للإقلاع عن التدخين من أجل إنقاذ النفس والمحيطين من تلك الآفة، أما عن طريق التوقف المفاجئ عنه أو التوقف التدريجى.
ويشير المعهد القومى للسرطان إلى أن التوقف المفاجئ عن التدخين أسلوب ناجح بالنسبة لبعض المدخنين، لكنه صعب بالنسبة للآخرين، فهناك من يستفيد أكثر من الخطوات التدريجية وتلقى الإرشادات من مختصين طبيين أو نفسيين.
وبصفة عامة، حددت جهات بحثية وصحية أمريكية بناء على دراسات طبية ونفسية، وقصص نجاح لمن أقلعوا عن تلك الآفة، بعد الخطوات لمساعدة المدخن فى الإقلاع عن التدخين هى:
1- حدد الأسباب التى من أجلها تريد ترك التدخين
الحافز هو أهم عامل فى مقاومة إغراءات التدخين، لذا من المهم أن تضع قائمة من الأسباب التى لأجلها تريد الإقلاع عنه، كحماية عائلتك مثلا، أو توفير المال، أو طموحك بأن تصبح قدوة جيدة لعائلتك.
2- حدد أوقات رغبتك فى التدخين
هل تشتهى السيجارة حين تكون متوترا أو مكتئبا؟ أو حين تكون مع أصدقائك المدخنين؟، مع شرب القهوة؟ أو بعد تناول وجبة؟، حدد الأوقات والظروف التى تحفزك على التدخين، وضع خطة لاستبدال التدخين، بعادات أخرى تلهيك عنه، كالمشى لمدة ربع ساعة، أو الاندماج فى لعبة إلكترونية على هاتفك الذكى، أو تناول قطعة فاكهة أو مضغ العلكة، أو تحدث مع شخص تثق به ونفّس له عن مشاعرك.
3- تخلص مما يذكر بالتدخين
تخلص من جميع منتجات التبغ وأعواد الكبريت والولاعات وصحون السجائر، حاول التخلص من روائح الدخان من بيتك وسيارتك، تجنب الأماكن التى يكثر فيها المدخنون، وأخبر أصدقاءك أنك نويت الإقلاع عن التدخين، واطلب منهم أن لا يدخنوا أمامك، إن كان ذلك لن يسبب إحراجا.
4- اطلب الدعم
ينصحك موقع (smokefree.gov) التابع لمعهد السرطان القومى بأمريكا، بأن تخبر عائلتك وأصدقاءك، بخطوتك الإيجابية، وتطلب منهم الدعم، كأن يقللوا من الضغط النفسى عليك، وإذا كنت تعرف أحدا ترك التدخين فتحدث معه عن تجربته، فالدعم النفسى يقلل من التوتر الناتج عن مقاومة الإدمان.
5- ابدأ برنامجا رياضيا
كشفت دراسة أجريت فى جامعة إكسيتر فى بريطانيا أن الرياضة قد تقلل من شهيتك لإشعال السجائر إلى الثلث، وقد وجدت دراسة أخرى أن المدخنين الذين يمارسون الرياضة تزداد فرص نجاحهم فى الإقلاع عن التدخين بنسبة55%.
6- استعن بمتخصصين
زر عيادة للإقلاع عن التدخين للاستعانة بنصائح طبيب متخصص فى الإقلاع، أو اتصل بخط الإقلاع عن التدخين، إن كان موجودا فى بلدك، فهو يقدم دعما نفسيا واستشارات.
7- أدوية الإقلاع عن التدخين
هناك العديد من أدوية "علاج التعويض عن النيكوتين"، التى تضاعف فرص إقلاعك عن التدخين، بتقليل الرغبة وأعراض الإقلاع، وهى متوافرة بكثرة، ومصرح بها من قبل إدارة الغذاء والدواء الأميركية، مثل لصقات النيكوتين ولبان النيكوتين وبخاخات النيكوتين وأجهزة استنشاق النيكوتين والحبوب التى توضع تحت اللسان.
8- حلول ذكية
ادخل الهاتف الذكى فى المعادلة، عبر توافر العديد من التطبيقات التى تقدم النصح والتشجيع لك كمدخن، وتعطيك خطة مناسبة لظروفك، وتتيح لك فرصة للتحاور مع آخرين يحاولون الإقلاع وتبادل الخبرات معهم.
ومن هذه التطبيقات المجانية باللغة العربية لأجهزة آندرويد "أضرار التدخين ملف شامل" و"نصائح لترك التدخين"، و"التدخين وأضراره". ومن التطبيقات المجانية باللغة الإنجليزية:
(LIVESTRONG MyQuit Coach -Dare to Quit Smoking -Quit It Lite )
وبالإضافة إلى تلك النقاط، رفعت منظمة الصحة العالمية، فى احتفالها باليوم العالمى لمكافحة التبغ هذا العام والموافق 31 مايو من كل عام، شعار: "زيادة الضرائب على التبغ سياسة سلمية لمحاربة التدخين وإنقاذ الأرواح"، فى محاولة للقضاء على ذلك الوباء.
وقال علاء العلوان، المدير الإقليمى لمنظمة الصحة العالمية فى شرق المتوسط: "من خلال رفع الضرائب على التبغ يمكننا الحد من تعاطيه، ووقاية الشباب من البدء فى التدخين".
وأضاف، فى بيان حصلت "الأناضول" على نسخة منه، أن "فرض الضرائب من أكثر الطرق فعالية للحد من تعاطى التبغ، عن طريق تثبيط البدء بتعاطيه بين من يحتمل أنه سيتعاطاه، وتشجيع من يتعاطاه بالفعل على الإقلاع عنه، ومساعدة من أقلع عن تعاطيه على عدم الانتكاس والعودة إلى تعاطيه ثانية".
وتابع: "تعاطى التبغ آخذ فى الازدياد فى العديد من بلدان المنطقة، والسجائر هى الشكل الأكثر انتشاراً من بين منتجات التبغ، ولكن غيرها من أشكال التبغ منتشرة أيضاً فى الإقليم، مثل النرجيلة والتبغ غير القابل للتدخين (القات)".
وأوضح أن "تعاطى تبغ النرجيلة هو الشكل الأكثر شعبية من بين منتجات التبغ الأخرى؛ حيث تشير التقديرات إلى أن مصر والسعودية يمثلان أكثر من 40٪ من السوق فى جميع أنحاء العالم، أما تعاطى التبغ غير القابل للتدخين (القات)، فهو سائد فى دول أخرى مثل أفغانستان وباكستان واليمن".
وبموجب اتفاقية منظمة الصحة العالمية الإطارية بشأن مكافحة التبغ، التى وقعت عليها 168 دولة عام 2005، ينبغى للبلدان تنفيذ فرض الضرائب وتطبيق سياسات سعرية على منتجات التبغ باعتبارها وسيلة للحد من تعاطى التبغ.