اتصالات واسعة يتم إجراؤها، ونداءات عاجلة تتكرر على كل شبكات التواصل الاجتماعى، للمطالبة بـ"واسطة" توفر سريرًا فى أى مستشفى لحالة عاجلة تصارع الموت، ليتحول حق كل مواطن فى الحياة والعلاج من شىء بديهى وطبيعى إلى طلب خاص يتطلب وسائط ومساعى رفيعة لتحقيقه.
الأسباب وراء ذلك كثيرة، ويمكن تلخيصها بـ"قصور النظام الصحى بمصر" الذى نتج عن سنوات من الإهمال وغياب الضمير والفساد وسوء الإدارة، وهو ما لا يرضى الكثير من الشرفاء العاملين بالنظام الصحى نفسه، ودفع الطبيب "عمرو طه" إلى إنشاء مجموعة "واسطتك للعلاج المجانى".
وتضم المجموعة أكثر من 100 طبيب متطوع من مختلف أنحاء مصر وفى مختلف التخصصات، لتقديم المشورة الطبية مجانًا للمرضى من غير القادرين، فضلاً عن مساعدتهم للحصول على العلاج على نفقة الدولة بالمستشفيات الحكومية.
ويقول "د. عمرو"بعد سنوات من العمل فى مصر، اضطررت للسفر والعمل خارجها، ووجدت نفسى بعد كل هذه الدراسة غير قادر على خدمة وعلاج المصريين، ففكرت فى إنشاء المجموعة لخدمة المرضى غير القادرين من خلال الإنترنت، ولأن هؤلاء المرضى بالطبع غير قادرين حتى على التواجد على الإنترنت، تقوم الفكرة على أن كل من يعرف حالة مرضية بحاجة إلى مساعدة أو استشارة، يبلغنا بظروف الحالة والأعراض التى تعانيها، مع وسيلة للتواصل معه، بعدها نتصل نحن بالحالة ونقدم لها الاستشارة اللازمة، أو نربط بينه وبين أحد الأطباء داخل مصر، الذى يتطوع بالكشف عليه مجانًا، ويقدم له العلاج اللازم، كل هذا فى سرية تامة لنحافظ على خصوصية المريض".
ويضيف "أما الدور الثانى للمجموعة، وهو تسهيل الحصول على علاج على نفقة الدولة فيتم من خلال خبرتنا بالإجراءات والخطوات المطلوبة للحصول عليه، فضلاً عن الأمراض أو الحالات التى يقدم لها علاج على نفقة الدولة، والأخرى التى لا يتوفر لها، بالتالى نسهل على المرضى الخطوات المطلوبة".
ويشدد "هذا لا يعنى أننا نطلب أى استثناء للحالة على حساب حالة أخرى، كل ما نقوم به هو نربط بينها وبين طبيب فى مكان حكومى، ويتعهد الطبيب بأنه سيتابع حالاته ويتأكد أنه سيأخذ دوره من دون أى اعتداء على حقوق آخرين".
ومن الجدسر بالذكر أن عشرات الحالات تمت مساعدتها من خلال المجموعة الناشئة، والتى يزيد عدد الأطباء المتطوعين بها يومًا بعد آخر، والتى يحلم مؤسسها أن تتحول إلى كيان على أرض الواقع فى شكل فرق طبية متطوعة فى مختلف محافظات مصر، تكون معروفة بالنسبة للناس يلجأوا إليهم حال احتياجهم أى مساعدة، خاصة مع قلة الأطباء المتطوعين من الأقاليم مقارنة بالقاهرة.
|