أظهر تحليل جديد نشر فى مجلة (BMJ) أن الأشخاص المنتمين لطبقات اقتصادية منخفضة فى المملكة المتحدة ترتفع معدلات استهلاكهم للملح، بالمقارنة بنظرائهم من الفئات الاجتماعية والاقتصادية العليا، على الرغم من انخفاض إجمالى الاستهلاك المحلى للملح فى بريطانيا على مدى السنوات العشر الماضية. ووفقا لمعدى الدراسة بقيادة البروفيسور فرانشيسكو كابوتشيو مدير منظمة الصحة العالمية (WHO)، بالتعاون مع "مركز التغذية" فى كلية "وارويك" الطبية فى المملكة المتحدة، فإن ارتفاع ضغط الدم يعد النتيجة الأكثر شيوعا لزيادة استهلاك الملح، والوقاية منه تكون بالاعتدال فى معدلات الاستهلاك، فضلا عن كونه المسئول عن أكثر من نصف الوفيات الناجمة عن أمراض القلب التاجية والسكتة الدماغية والأوعية الدموية.
وأوضح الباحثون أن خطر الأمراض القلبية الوعائية يتحول بسرعة ليصبح الأكثر انتشارا فى البلدات ذات الدخل المتوسط والمنخفض، بالإضافة إلى انتشار بين الفئات المحرومة اجتماعيا.
ومع ذلك، فقد توصلت الدراسة إلى أدلة متزايدة على أن الحد من تناول الملح باعتدال يقلل من ضغط الدم المرتفع، وهو ما يعمل بدوره على خفض إصابات القلب الوعائية والسكتات الدماغية.
وعلى هذا النحو، ففى عام 2003 نفذت وكالة المعايير الغذائية فى المملكة المتحدة (FSA)، برنامجا للحد من استهلاك الملح من خلال اقتصار الاستهلاك على 6 جرامات يوميا بين البريطانيين، موضحين أنه فى البلدان الغربية، مثل المملكة المتحدة، فإن حوالى 75% من الملح المستهلك تأتى من الوجبات السريعة، فى حين تأتى 15% الباقية من إضافة الشخص نفسه للملح أثناء تناول الطعام. وتعد هذه الدراسة الأولى من نوعها التى ترصد الفوارق الاجتماعية والاقتصادية فى معدلات استهلاك الملح فى أعقاب برنامج وطنى للحد من الملح، حيث قيم الباحثون التوزيع الجغرافى لتناول الملح الغذائى بين الشعب البريطانى وعلاقات مع التعليم، مؤشرات الوضع الاجتماعى والاقتصادى ومحددات الصحة.
فقد حلل الباحثون 1027 رجلا وسيدة تراوحت أعمارهم ما بين 19 إلى 64 عاما من خلال مسح النظام الغذائى من قبل برنامج "التغذية الوطنى البريطانى" خلال الفترة من 2008 - 2011، حيث تم تحديد كمية الملح للمشاركين فى الدراسة من خلال اليوميات التى تستمر 4 أيام.
وأظهرت النتائج أن تناول الصوديوم الغذائية تختلف بين المجمعات الاجتماعية والاقتصادية المختلفة، حيث وجد ارتفاع معدلات الاستهلاك بأكثر من 5% بين البريطانيين المنتمين لطبقات اجتماعية واقتصادية متوسطة ومنخفضة.
|