تدور اشتباكات متقطعة في مدينة كوباني السورية (عين العرب)، بعد ساعات من سقوط مربعها الأمني في أيدي عناصر تنظيم "الدولة الإسلامية" في مقابل نجاح المقاتلين الأكراد في صد "هجوم كبير" في جنوبها، بحسب ما أفاد، اليوم السبت، المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن، في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس: "تدور حاليًا اشتباكات متقطعة في شرق وجنوب وجنوب غرب كوباني الحدودية مع تركيا، والتي تتعرض منذ أكثر من ثلاثة أسابيع لهجوم من قبل تنظيم "الدولة الإسلامية" بهدف السيطرة عليها".
وأضاف عبد الرحمن أن: مجموعات من "وحدات حماية الشعب" الكردية التي تستميت للدفاع عن المدينة تشن في مقابل ذلك "عمليات نوعية" تشمل تنفيذ عمليات تسلل في شرق المدينة لقتل عناصر من تنظيم "الدولة الإسلامية" والعودة إلى مواقعها بعد ذلك. وتابع: "هناك محاولات متواصلة من قبل تنظيم "الدولة الإسلامية" للتقدم نحو وسط المدينة.
وبعد سيطرتهم على المربع الأمني الذي يضم مباني ومراكز تابعة للإدارة الذاتية الكردية، شن مسلحو تنظيم "الدولة الإسلامية" هجومًا "كبيرًا" من جهة الجنوب عند فترة منتصف ليل أمس، لكن المقاتلين الأكراد نجحوا في صد الهجوم بعد نحو ساعة ونصف من الاشتباكات العنيفة، بحسب ما أفاد المرصد السوري.
وذكر مصدر كردي أن مقاتلين أكراد يدافعون عن مدينة كوباني، تمكنوا من صد سبع هجمات لتنظيم "الدولة الإسلامية"، الليلة الماضية.
وقال الناشط الكردي فرحات الشامي، لوكالة الأنباء الألمانية (د ب أ) هاتفيًا من أرض المعركة: "إن الجهاديين كثفوا هجومهم الليلة الماضية ويخوضون قتالا جنوب وغرب وشرق المدينة".
وأضاف الشامي أن: "هناك قتال عنيف في مختلف أنحاء كوباني من جميع الجهات، لكن الأعنف هذا الصباح في الشرق". وقال رئيس هيئة الدفاع في كوباني عصمت حسن: "إن مقاتليه تمكنوا صباح اليوم السبت من إحباط هجومين انتحاريين على الأقل من قبل مقاتلي تنظيم "الدولة الإسلامية" بالقرب من وسط كوباني".
ونفذت طائرات الائتلاف الدولي العربي بعد منتصف الليل، غارتين جديدتين على مواقع داعش في شرق وجنوب المدينة، وفق المرصد ذاته، بيد أن هذه الغارات الجوية لم تفلح إلى غاية اللحظة، في وقف تقدم المقاتلين الجهاديين.
وتبدو المعركة بين الطرفين غير متكافئة، إذ يشن التنظيم هجومه على المدينة الواقعة في محافظة حلب، مستعينًا بآلاف المقاتلين المزودين بأسلحة ثقيلة، في حين يقوم مئات المقاتلين الأكراد بالدفاع عن مدينتهم بأسلحتهم الخفيفة وسط نقص في الإمدادات.
|