واصلت أسواق المال العالمية سلسلة خسائرها، لتحقق أطول فترة من الهبوط لمدة ثلاثة أسابيع متتالية نتيجة عدم التوصل بعد لحل للمشكلات المالية لليونان، بالإضافة الى البيانات الاقتصادية السلبية من الولايات المتحدة، الأمر الذي يعزز المخاوف حول صحة نمو الاقتصاد العالمي.
واتخذت أسواق المال الأمريكية منحنى هبوطيًا للاسبوع الثالث على التوالي لتحقق أطول فترة من التراجع منذ شهر أغسطس الماضي مع تنامي قلق المستثمرين حول التأثيرات السلبية لتعثر اليونان عن سداد الديون وتوقعات تراجع ارباح الشركات على الثقة في الاقتصاد العالمي.
وتراجع مؤشر ستاندرد آند بوورز500 بنسبة 0.3% ليصل الى 1333.27 نقطة في الاسبوع الماضي كما فقد مؤشر داوجونز الصناعي حوالي 83.71 نقطة بنسبة 0.7% من قيمته ليصل الى 12512.04 نقطة.ومازال مؤشر ستاندرد آند بوورز500 مرتفعا بنحو 6% حتى الآن في عام 2011 وقد فقد نحو 2.2% في الشهر الحالى حتى الآن.
وقال "مالكولم بولي"، خبير الاستثمارات بشركة ستيوارت كابيتال: إن هناك ادراكًا عامًا بأن الاقتصاد العالمي ككل مازال يواجه بعض القضايا وليس الاقتصاد الامريكي فحسب الى جانب المشكلات في اليونان والتي من غير المتوقع ان تتم معالجاتها بشكل كامل خلال وقت قريب.
وقفزت أسهم شركات الطاقة في مؤشر ستاندرد آند بوورز500 بنسبة 0.9% خلال الاسبوع الماضي بعد أن فقدت 8.3% من قيمتها في أول اسبوعين من شهر مايو. وتجاوزت اسعار النفط 100 دولار للبرميل في 18 مايو السابق بعد أن أظهر تقريرا لوزارة الطاقة الامريكية هبوط المخزون الامريكي بشكل غير متوقع في ظل تراجع الواردات وارتفاع نشاط شركات التكرير.
وحققت الاسهم الاوروبية انخفاضا للاسبوع الثالث على التوالي بعد أن خفضت وكالة فيتش للتصنيف الائتماني تقييم ديون اليونان بالاضافة الى التقارير الاقتصادية المحبطة في الولايات المتحدة والتي عززت القلق ازاء ركود التعافي الاقتصادي.
وتراجع مؤشر ستوكس يوروب 600 بنسبة 0.3% الى 279.65 نقطة في الاسبوع الماضي. وسجل مؤشرASEلبورصة اليونان بنحو 4.3% لتصل الى أدنى مستوى لها في 14 عامًا ويعتبر أكبر هبوط بين مؤشرات اسواق المال الاوروبية الثمانية عشر.
وأوضحت "كلوديا بانسيري" الخبيرة الاستراتيجية ببنك "سوسيتيه جنرال" أن أزمة الديون السيادية الاوروبية مازالت لم يتم حلها بعد.
وفي المانيا، قال البنك المركزي "البوندسبنك" إن أكبر اقتصاد في اوروبا من المحتمل أن يفقد بعض زخم النمو على مدار الاشهر القادمة بعد البداية القوية في العام الحالى.
وقد تراجعت مؤشرات 13 من 18 سوقا للمال في غرب اوروبا بالاسبوع الماضي. وهوى مؤشر داكس الالماني بنسبة 1.8% وهو أعلى مستوى هبوط يشهده في شهرين كما تراجع مؤشر كاك40 الفرنسي بنسبة 0.7%، بينما قفز مؤشر الفاينانشال تايمز 100 لاسواق الاسهم البريطانية بنحو 0.4%.
وفي آسيا، حققت بورصاتها تراجعا لتسجل أطول سلسلة اسبوعية من الخسائر منذ شهر نوفمبر الماضي مع تنامي أزمة الديون اليونانية وانكماش الاقتصاد الياباني والبيانات الاقتصادية الامريكية المحبطة والتي عززت القلق ازاء التعافي الاقتصادي.
وانخفض مؤشر "إم أس سي أي آسيا الباسيفيك" بنحو 1.1% ليصل الى 134.61 نقطة في الاسبوع الماضي ليحقق ثالث هبوط اسبوعي له على التوالي. وهبط المؤشر بنحو 1% في الاسبوع الاسبقمع تشديد الصين للاقراض المصرفي، الامر الذي أشعل القلق ازاء سياسات مكافحة التضخم التي قد تؤدي لتباطؤ النمو في ثاني أكبر اقتصاد في العالم.
من ناحيته، أشار نادر نعيمي الخبير الاستراتيجي بشركة "أيه أم بي كابيتال انفستورز" الى قلق الاسواق حول قضية اليونان، حيث إنه من الواضح أن المشاكل التي تشهدها لم يتم معالجتها بعد.
وعلى صعيد البورصات الآسيوية، تراجع مؤشر نيكاي225 بنسبة 0.4% كما هبط مؤشر كوسبي لأسواق المال بكوريا الجنوبية بنحو 0.4% في حين قفز مؤشرS&P/ASX 200لبورصة أستراليا بنحو 0.4% في الأسبوع الماضي.. وانخفض مؤشر هانج سينج لبورصة هونج كونج بنحو 0.3% كما فقد مؤشر شنغهاي المجمع للبورصة الصينية 0.4% من رصيده، وفقا لـ"بلومبرج".
|