شهدت أسواق المال العالمية المزيد من الخسائر الأسبوع الماضي في ظل استمرار تنامي القلق إزاء أزمة الديون الاوروبية وضعف البيانات الاقتصادية على ضفتي الاطلنطي.
وحققت الأسهم الأوروبية تراجعا للاسبوع الرابع على التوالي، حيث إن تنامي القلق إزاء الديون السيادية في اليونان وايطاليا الى جانب أسوأ هزيمة يشهدها الحزب الاشتراكي الحاكم في اسبانيا منذ 30 عاما أدت جميعها الى التأثير السلبي على ثقة المستثمر.
وتراجع مؤشر ستوكس يورو بـ600 بنسبة 0.2% ليصل الى 279.05 نقطة في الأسبوع الماضي، حيث حققت مؤشرات البورصات الأوروبية في جميع دول غرب أوروبا هبوطا باستثناء اسبانيا والنرويج. وقد هوى المؤشر بنسبة 1.7% منذ بداية الشهر الجاري.
وقال "نيك نيلسون" الخبير الاستراتيجي ببنك "يو بي إس" إن أداء الأسواق خلال الفترة قريبة الأجل مازال غير متوقع في ظل تذبذب المؤشرات الرئيسية للبيانات الاقتصادية بالاضافة الى استمرار القلق ازاء أزمة الديون السيادية في دول اليورو.
وسجلت بورصات وول ستريت هبوطا في أطول انخفاض تشهده الاسواق في 15 شهرا مع ازدياد أزمة ديون دول اليورو سوءًا والتي غطت على مكاسب شركات السلع وتوقعات مجموعة الثمانية بحدوث نمو اقتصادي سريع.
وهوى مؤشر ستاندرد آند بوورز 500 بنسبة 0.2% ليصل الى 1331.10 نقطة في الاسبوع الماضي وقد هبط في شهر مارس بعد أن بلغ أعلى مستوياته في ثلاثة أعوام، وفقد مؤشر داوجونز الصناعي نحو 70.46 نقطة بنسبة 0.6% ليصل الى 12441.58.
وشهد مؤشر ستاندرد آند بوورز تراجعا بنسبة 2.4% في الشهر الحالي بسبب معاناة اليونان لتجنب التعثر عن سداد الديون بالاضافة الى البيانات الاقتصادية الضعيفة.
وعلى الصعيد الآسيوي، شهدت الأسهم الآسيوية أكبر الخسائر الاسبوعية في عامين بالاسبوع الماضي مع تنامي القلق حول أزمة الديون الاوروبية ووسط التكهنات التي تشير الى أن تباطؤ التعافي الاقتصادي العالمي سيؤثر سلبا على ارباح الشركات.
وأوضح "أنجوس جلسكي" المحلل بشركة "وايت فاندس مانجمنت" في سيدني أن بعض القضايا مثل تباطؤ وتيرة نمو أنشطة الشركات ومشاكل ديون اوروبا دفعت المستثمرون الى عمليات البيع.
وتهاوى مؤشر "إم إس سي أي آسيا الباسيفيك" بنسبة 0.2% ليصل الى 134.34 نقطة في الاسبوع الماضي ليواصل سلسلة تراجعه للمرة الرابعة على التوالي وليستكمل أكبر الخسائر الاسبوعية منذ يونيو عام 2009. وهوى المؤشر على مدار الثلاثة أسابيع الماضية بعد أن أظهرت البيانات انكماش الاقتصاد الياباني بالاضافة الى البيانات الاقتصادية الأمريكية الضعيفة والتي أشعلت القلق إزاء التعافي الاقتصادي وقيام الصين بالتشديد على الاقراض المصرفي.
أما بالنسبة للبورصات الاقليمية في آسيا، تراجع مؤشر نيكاي225 الياباني بنسبة 0.9% كما انخفض مؤشر "كوسبي" لاسواق المال في كوريا الجنوبية بنحو 0.5%. وفقد مؤشر S&P/ASX 200لبورصة استراليا نحو 1% في الاسبوع الماضي. وتراجع مؤشر "هانج سينج" لاسواق المال في هونج كونج بنحو 0.4%، وفقا لـ"بلومبرج".
وقال "براساد باتكار" الخبير بشركة "بلاتيبس أسيت مانجمنت" إن أكبر المخاوف في أوروبا خلال الوقت الراهن تكمن في مخاطر انتقال العدوى وشح السيولة في أسواق الائتمان العالمية.
|