كشفت "جلف نيوز" فى أحدث تقاريرها عن أن مبيعات الكتب عبر الانترنت فى الدول العربية شهد انتعاشًا كبيرًا، لاسيما تلك التى كانت محظورة فى ظل أنظمة الحكم المخلوعة.
حيث كان نمو مبيعات الكتب لافتًا، لاسيما الكتب السياسية التى حُظرت فى عهد نظام الرئيس السابق حسنى مبارك، والتى سجلت ارتفاعًا قويًا فى مبيعاتها منذ اندلاع الثورة المصرية.
وورد بالتقرير أن تكنولوجيا المعلومات تغير من سلوك الشعوب وعاداتها وتصوراتها، بما فى ذلك كيفية شراء الكتب، فعلى سبيل المثال، أصبح الانترنت وسيلة مقبولة للبيع والشراء، وخاصة بعد الدور الذى لعبه فى تغيير أنظمة الحكم فى تونس ومصر والبلدان العربية الأخرى.
واليوم، ترتفع مبيعات الكتب أكثر وأكثر على شبكة الانترنت من قبل العديد من دور النشر المصرية، وتعد أكثر الكتب مبيعًا هى تلك التى تم حظرها خلال نظام حسنى مبارك.
من جهتها قالت داليا ابراهيم، نائب رئيس مجلس إدارة نهضة مصر-أحد أكبر دور النشر فى مصر- أن العالم تغير، فى إشارة إلى تأثير تكنولوجيا المعلومات على مناحى الحياه اليومية.
وأضافت "ابراهيم" أن هناك ارتفاعًا فى الطلب على شراء الكتب الكترونيًا، وأن منحنى الطلب فى ارتفاع، ولكنه لايزال أقل من المتوقع، نظرًا لأنه مازال هناك بعض الأفراد الذين يفضلون شراء الكتب من المكتبات التى طالما اعتادوا عليها.
ولفتت "إبراهيم" إلى تزايد عدد مستخدمى الإنترنت فى مصر، مشيرةً أن الانترنت أصبح جزء من سلوك المراهقين والمراهقات-من تتراوح أعمارهم بين 14 و35 عامًا- بل ويحظى الانترنت باهتمام كبير للغاية من قبل الشباب، نظرًا لأنه أضحى مصدر من مصادر استقائهم للثقافة والمعلومات، وهو ما يحدو بشريحة كبيرة من جيل الشباب نحو عدم شراء الطبعات المطبوعة من الصحف، مفضلين قراءتها على شبكة الانترنت، بل ويسألون والديهم لماذا يشترون الصحف وهو بمقدورهم قراءتها على الإنترنت.
وقد شهد عدد مستخدمى الانترنت فى مصر زيادة حادة فى أعقاب ثورة 25 يناير، ليرتفع عدد مستخدمى الانترنت من 20 مليون مشترك إلى 24 مليون فى غضون بضعة أشهر.
كما لعبت وسائل الاعلام الاجتماعية، بما فى ذلك الفيسبوك، ويوتيوب ، وتويتر، دورًا أساسيًا فى تجميع المصريين المحتجين وتعبئتهم فى جميع أنحاء البلاد وعلى مدار الثورة لمدة 3 أسابيع تقريبًا.
وتشير بيانات موقع سوق دوت كوم "www.souq.com" فى مصر، إلى أن قسم الكتب والمنتجات الثقافية سجل نموًا هائلًا خلال الأسابيع القليلة الماضية بلغت نسبته 300%.
وقال وائل سعد محمد محمود، مصمم جرافيك فى مكتبة الشروق-إحدى كبرى المكتبات فى مصر- أنه بالعودة بعض السنوات الى الوراء، نجد أن مبيعات الكتب على الانترنت كانت تسجل مستويات قريبة من الصفر، وكانت دور النشر المصرية تعول على "معارض الكتاب داخل مصر وخارجها".
إلا أن اليوم، وعلى الرغم من اضطرار المشترين عبر الانترنت لدفع رسوم اضافية لشحن الكتب، إلا أن الكثير من الناس يعتبرون الانترنت سوقهم الرئيسية لشراء الكتب.
ودلل "سعد" على ذلك بأن مكتبة الشروق باعت 100 كتاب على الانترنت على مدار الأشهر القليلة الماضية، مقابل بيعها 500 كتاب عبر مكتباتها ومنافذ بيعها المختلفة.
|