قضت محكمة جنايات الإسكندرية في جلستها المنعقدة اليوم، بمعاقبة محمود حسين النجار (قائد سيارة نقل) بالسجن المشدد لمدة 10 سنوات وتغريمه مبلغا وقدره 50 ألف جنيه، وذلك لإدانته بإحراز مخدر الحشيش بقصد التعاطي أثناء القيادة، على نحو تسبب في حادث التصادم المروع الذي وقع مطلع الشهر الجاري بطريق الإسكندرية / القاهرة الزراعي بالبحيرة وأسفر عن مصرع 18 شخصا وإصابة عدد مماثل من المواطنين.

كما قررت المحكمة تأجيل نظر الدعوى فيما يتعلق بالاتهام الآخر المسند إلى ذات السائق بارتكابه لجرائم القتل والإصابة الخطأ وإتلاف ممتلكات الغير، وذلك إلى جلسة 9 ديسمبر المقبل.

وكان المستشار هشام بركات النائب العام قد سبق وأن أمر بإحالة السائق المذكور، وسائق آخر يدعى فوزي عيسى محمود عمرو، إلى المحاكمة الجنائية العاجلة، في أعقاب انتهاء تحقيقات النيابة العامة في الحادث.

وكانت النيابة العامة قد أجرت المعاينات اللازمة وناظرت جثامين الضحايا، واستمعت إلى 31 شاهدا من بينهم الطلبة مستقلى حافلة الرحلات الخاصة بمدرسة الأورمان الثانونية الفندقية، وخبراء الأدلة الجنائية وأعضاء لجنة مهندسى إدارة المرور، وخبراء المعمل الاقليمى المختص بفحص تحليل عينات السائقين، وضباط مباحث المديرية وقسم شرطة المرور، وضمت التحقيقات التقارير الفنية التي تم تكليف الجهات المختصة بإعدادها.

وكشفت التحقيقات عن التصور النهائي لكيفية وقوع الحادث والجناة المتورطين في ارتكابه، من أن المتهم فوزي عيسى محمود عمرو – ( 25 سنة ) ومقيم قرية جواد حسنى بمركز أبو حمص، كان يقود الحافلة رقم 12667 رحلات الإسكندرية التابع لشركة طيبة للرحلات بمدينة كفر الدوار، والمخصص لمدرسة الأورمان الثانوية الفندقية بالإسكندرية، عبر يسار الطريق الزراعي السريع قادما من مدينة دمنهور إلى الإسكندرية، بمنتهى التهور والسرعة بسبب التأخير عن ميعاد وصوله إلى المدرسة، رغم تحذيرات الطلبة مستقلى الحافلة.

وأظهرت التحقيقات أنه لدى تجاوز السائق المذكور قرية بولاد فوجىء بالمتهم "محمود حسين النجار" قائد سيارة النقل رقم م 4153 س ل م والمقطورة رقم 920245 غربية، يقطع عليه الطريق للعبور إلى الاتجاه المقابل ولم ينتظر أي منهما مرور الآخر، فاضطر سائق الحافلة إلى العبور من ذات الفتحة إلى الاتجاه المقابل بعد أن فقد السيطرة عليه تماما، واصطدمت به سيارة خاصة رقم 9647 س ف ن، ثم سيارة نصف نقل رقم 162931 غربية، ثم سيارة نقل رقم 8317 س ل م.

وتوصلت التحقيقات إلى أن شدة الاصطدام تسببت في تلف وصلات وقود السيارات الأربع، وتسربه أسفلها حتى اشتعل الحريق فيما بين مقدمة السيارة الخاصة ومؤخرة حافلة المدرسة، ثم امتدت آثار النيران إلى سيارتى النقل ونصف النقل تحت تأثير الشرر الناتج من شدة الاحتكاك وحرارة المحركات ومواسير العادم " الشكمانات".

كما أكدت التحقيقات شدة إهمال ورعونة السائقين المتهمين، وأنهما خالفا كل القواعد المنظمة للمرور، مما تسبب في وقوع الحادث وفق التصور سالف البيان، وأن المتهم الأول محمود حسين النجار قائد سيارة النقل كان تحت تأثير مخدر الحشيش.