قال عادل الصقر، المدير العام للمنظمة العربية للتنمية الصناعية والتعدين، إن البلدان العربية لا تزال فى آخر قائمة دول العالم القائم على المعرفة وفى مجال الإنفاق على البحث العلمى والتطوير والابتكار، لافتا إلى تواضع مشاركة القطاع الخاص العربى فى الاستثمار بهذا القطاع الحيوى.
وقال الصقر، فى كلمة ألقاها اليوم فى الجلسة الافتتاحية لملتقى بناء القدرات التكنولوجية فى مجال التقنيات الحديثة بالدول العربية، الذى تنظمه غرفة صناعة عمان، وبالتعاون مع المنظمة العربية للتنمية الصناعية والتعدين على مدى يومين، إن معدل إنفاق الدول العربية على البحث العلمى والتطوير والابتكار يتراوح ما بين 0.2 إلى 0.3% من الناتج المحلى الإجمالى، وهو دون معدل المتوسط العالمى المقدر بنحو 1.8% حسب آخر تقرير لمنظمة اليونسكو العالمية.
وأشار إلى أن بعض الدول تمكنت من الوصول خلال فترة قياسية نسبيا إلى الاقتصاد المعرفى، رغم التحديات والمعوقات الهيكلية التى كانت تعانى منها، حتى أصبحت تنافس فى هذا المجال الدول المتقدمة كالولايات المتحدة واليابان وغيرهما، موضحا أن الصين بلغ إنفاقها على البحث والتطوير العام الماضى 2.08% من الناتج المحلى الإجمالى، مقابل 4% لكوريا الجنوبية.
ونبّه الصقر إلى أن الملتقى تحت رعاية الأمير الحسن بن طلال يُعقد فى ظروف بالغة التعقيد على الصعيدين العربى والدولى، نظرا للتنافس المحموم بين مختلف أقطاب القوى العظمى والركود الاقتصادى العالمى، وتراجع أسعار النفط، وأيضا ما تشهده المنطقة العربية من اضطرابات وأثرها على الجهود العربية فى التنمية والبحث والتطوير.
ويهدف الملتقى إلى إيجاد رؤية موحدة لمنظومة المعرفة الملائمة والآليات اللازمة لبناء القدرات التكنولوجية العربية، وإبراز الحاجات الملحة لبناء استراتيجية عربية خاصة بالقدرات التكنولوجية، وإقناع أصحاب القرار فى القطاعين العام والخاص لمواجهة تحديات التنمية والتنافسية، تشخيص الفرص الاسثمارية الجاذبة للقطاع الخاص فى مجال التكنولوجيات الحيوية والنانوية والمواد المتقدمة.
كما يهدف إلى تحديد المشاريع البحثية ذات الأولوية والاهتمام العربى المشترك، وتحويل البحوث التطبيقية المتميزة إلى مبادرات رائدة ومنتجات منافسة خاصة فى القطاعات الاستراتيجية، مثل الصناعات الغذائية والطاقات الجديدة والمتجددة والمياه وغيرها، إضافة إلى تشجيع التعاون وتبادل الخبرات بين مؤسسات ومراكز البحوث فى الدول العربية فى مجال بناء القدرات التكنولوجية.
ويشارك فى المؤتمر عدد من الباحثين والمتخصصين العرب من دول مصر وهم؛ العالم فاروق الباز، والدكتور ممدوح حلاوة عميد المعهد العالى للهندسة والتكنولوجيا بالأقصر، والدكتورة ليلى منتصر أستاذ رئيس قسم الباثولوجيا الإكلينيكية السابق، المؤسس للباثولوجيا الإكلينيكية بكلية الطب جامعة المنوفية، إضافة إلى خبراء من السعودية، الأردن، ليبيا، العراق، الجزائر، فلسطين، السودان، قطر، المغرب، تونس ومنظمتى الإسكوا والإيسيسكو.
ويشهد الملتقى عقد ست جلسات عمل، الأولى حول أهمية بناء القدرات التكنولوجية فى عملية انتقال الدول العربية إلى الاقتصاد القائم على المعرفة، فيما تتمحور الثانية حول سبل تحقيق الشراكة بين القطاعين العام والخاص فى بناء القدرات التكنولوجية فى المنطقة العربية.
أما الجلسة الثالثة تدور حول تشخيص الفرص الاستثمارية الجاذبة للقطاع الخاص فى المجال الصناعى، لتحويل البحوث التطبيقية المتميزة إلى منتجات صناعية أو مشاريع رائدة، والمحور الرابع حول أهمية التقنيات الحديثة والمواد المتقدمة فى مواجهة التحديات المتعلقة بالمياه.
وبالنسبة للجلسة الخامسة تتركز على تعريف وتقييم مصادر الطاقة المتجددة فى الدول العربية وفرص الاستثمار فيها، فيما تدور الجلسة السادسة التى سيترأسها الدكتور عادل الحيثى، أمين عام اتحاد المهندسين العرب، حول دراسة تجارب بعض الدول الناجحة فى بناء القدرات التكنولوجية وإمكانية الاستفادة منها.
والجدير بالذكر أن تقنية النانو تقوم على استخدام الجزيئات فى صناعة كل شىء بمواصفات جديدة وفريدة ومتميزة وبتكاليف تصل فى كثير من الأحيان إلى عشر التكلفة الحالية، حيث بلغ حجم ما يباع فى سوق تكنولوجيا النانو العالمية رغم حداثتها ما يقرب من 700 مليار دولار أمريكى، ويتوقع أن تصل القيمة فى نهاية هذا العام 2014 إلى ما يقرب من 2.9 تريليون دولار أمريكى، وهو ما يعادل 17% من إنتاج العالم من السلع الضرورية للبشر.
|