للأسبوع السادس على التوالى، استكملت أسواق المال العالمية، سلسلة خسائرها في الأسبوع الماضي، بسبب استمرار القلق في الأسواق إزاء ضعف التعافي الاقتصادي الأمريكي ومدى تأثيره على النمو العالمي.

اتخذت أسواق المال الأمريكية منحنى هبوطيًا للأسبوع السادس على التوالي ليحقق مؤشر داو جونز الصناعي اطول هبوط له منذ عام 2002 إثر قلق المستثمرين بسبب زيادة تباطؤ نمو الاقتصاد العالمي.

وفقد مؤشر ستاندرد آند بوورز500 نحو 2.2% من قيمته ليصل إلى 1270.98 نقطة وهو أدنى مستوى له منذ 16 مارس الماضي، كما تراجع مؤشر داو جونز الصناعي بمقدار 199.35 نقطة أو 1.6% إلى 11951.91 نقطة ليحقق اطول هبوط اسبوعي له منذ اكتوبر عام 2002.

قال "نيك سارجين" خبير الاستثمارات بشركة "فورت واشنطن انفستمنت ادفايزورز"، أن السوق مازالت تستوعب العلامات التي تشير الى ضعف النمو الاقتصادي بالولايات المتحدة وبعض الدول الآخرى في العالم، لافتا الى ان هذه الانباء الاقتصادية المحبطة جعلت المستثمرين أكثر حذرا في الاسواق.

من جهته أشار "اندرو روس" الشريك ومتداول الاسهم العالمية بشركة "فيرست نيويورك سيكيوريتيز"، الى سوء الاسبوع الماضي بالنسبة للبورصات الامريكية، وأضاف قائلا: " ان المتداولين في الاسواق تأثروا سلبا من ارتفاع القلق إزاء أوضاع الاقتصاد الكلي في ظل عدم الاستعداد للدفع بجولة أخرى من المحفزات الاقتصادية".

وتراجعت الاسهم الاوروبية أيضا للاسبوع السادس على التوالى، متأثرة بعدم قيام رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي الامريكي "بن برنانكي" بتقديم أي اشارات حول الكشف عن حزمة جديدة من المحفزات لدعم التعافي الاقتصادي الذي يرى المستثمرون انه يشهد ضعفا خلال الوقت الراهن.

وسجلت اربعة بنوك يونانية منهم "البنك الوطني اليوناني" أكبر بنك في البلاد، تراجعا بأكثر من 7% بالاسبوع الماضي لتسحب معها مؤشر ستوكس 600 للبنوك الى الهبوط.

وتراجع مؤشر ستوكس يورو بـ600 بنسبة 2% ليصل الى 268.13 نقطة خلال الاسبوع الماضي وهو أطول تراجع له منذ عام 2008 حيث يتوقع المستثمرون استمرار التباطؤ في تعافي الاقتصاد العالمي، ويعد المؤشر منخفضا بنحو 7.9% عن مستوياته المرتفعة التي سجلها في 17 فبراير بالعام الحالى.

كما شهدت جميع اسواق الاسهم الاوروبية في دول اوروبا الثماني عشر، تراجعا خلال الاسبوع الماضي، وهوى مؤشر الفاينانشيال تايمز100 لاسواق المال في بريطانيا بنسبة 1.5% وتراجع مؤشر داكس لبورصة المانيا بنحو 0.6% ، كما فقد مؤشر كاك 40 للاسهم الفرنسية 2.2% من قيمته ليسجل اكبر خسارة له في 12 اسبوع، وتكبد مؤشر ASEلاسواق المال اليونانية خسائر فادحة قدرت بنسبة 6.1% خلال الاسبوع الماضي.

وعلى  صعيد اسواق المال الآسيوية، فقد استكملت سلسلة التراجع للاسبوع السادس في ظل المخاوف حول تباطؤ نمو التعافي الاقتصادي الامريكي الذي سيؤثر سلبا على النمو العالمي.

وهبط مؤشر "ام اس سي أي آسيا الباسيفيك" بنسبة 1.4% ليصل الى 132.08 نقطة في الاسبوع الماضي بعد الارتفاع غير المتوقع في معدلات البطالة وعدم تحدث برنانكي عن اي اشارات لحزمة جديدة من الحفزات وسط التباطؤ في نمو التعافي الاقتصادي الامريكي.

وفي اسواق الاسهم الآسيوية، تراجع مؤشر S&P/ASX 200لبورصة استراليا بنسبة 0.5%،  كما انخفض مؤشر كوسبي لاسواق المال بكوريا الجنوبية بنحو 3.2%. وفقد مؤشر هانج سينج لبورصة هونج كونج نحو 2.3% من رصيده، إلا ان أسواق المال اليابانية استطاعت تحقيق مكاسب، حيث قفز مؤشر نيكاي225 بنحو 0.2%, وفقا لبلومبرج.

وقال المحللون ان سلسلة التراجع في الاسواق كانت مدفوعة من البيانات التي اشارت الى تباطؤ نمو القطاع الصناعي في الصين والولايات المتحدة واوروبا خلال شهر مايو الماضى، وفي ظل التكهنات بارتفاع وتيرة التضخم الذي قد يدفع السلطات الصينية لرفع اسعار الفائدة.