إرشادات لتعيشي تجربة اغتراب مثمرة

 


هي تجربة مرهقة أن تعيشي في الخارج حتى وإن كان البلد يتكلّم لغتك الأم.


حتى لو كنتِ امرأةً تتكيّفُ مع الظروف حولها، من المتوقع أن تعاني من الحنين للوطن والإحباط وما إلى ذلك. ولكن مع القليل من الجهد، يمكنكِ أن تتخطي تلك المشاعر وأن تستمتعي حتى.


معرفة ما هو متوقّع: تأكّدي من البحث بدقّة عن بلدك الجديد. 


ينبغي أن تتعرّفي مسبقًا إلى كل عاداتهم، لكي لا ترتكبي أيّ خطأ ثقافي بينما أنتِ هناك. تعرّفي إلى طعام البلد الجديد، فنّه، نمط الحياة، وسائل التسلية الوطنية، وتاريخه إذا كنتِ مهتمّة. 


وإذا كانت اللغة المحكيّة هناك مختلفة عن لغة وطنك، تأكدي من أنّكِ قادرة على تكلّمها ولو بطريقة غير جيّدة في البداية. 


إن لم تتمكني من التواصل الصحيح في بلدك الجديد، فسيؤدّي ذلك إلى كارثة! معرفة ما يمكن توقّعه قبل الانتقال إلى بلدٍ آخر تساعدكِ كثيرًا وتقلّل من الصدمة الثقافية.


تذكّري أن الحنين إلى الوطن أمر طبيعي: أمرٌ طبيعي أن تشعري بالاضطراب وبعدم معرفة ما يجب القيام به. 


أعطي نفسك الوقت للتكيّف مع محيطك الجديد، ولا تستعجلي الأمور. 


لكن حين تستقرّين، يفضّل أن تجدي شيئًا لتشغلي وقتك به مثل هواية معيّنة. 


سيلهي ذلك عقلكِ بطريقة منتجة عن الشعور بالحنين إلى الوطن، بينما جلوسك كئيبة في المنزل سيزيد من شعورك بالأسف حيال نفسك. 


إليكِ بعض الأفكار الجيدة:


• مارسي اليوجا، ستساعدكِ على الاسترخاء ولها العديد من الفوائد الصحيّة.


• قومي بالأعمال التطوّعيّة. فهذا يعطيكِ شعورًا جيّدًا حيال نفسك كما يبقيكِ مشغولة. 


أمّا الميزة الإضافيّة لهذا العمل فهي لقاءُ أشخاصٍ جدد!


• اعزفي على آلة موسيقية، غنّي، ألّفي أغنية. الموسيقى جيّدة للرّوح.


• اكتبي قصيدة، قصّة، مقالًا، أو أيّ شيء تشعرين به. 


الاحتفاظ بمجلة فكرة عظيمة أيضًا.


اسمحي للسكان المحليّين بالتعرّف إليك على طريقتهم الخاصّة: يمكن للثقافات الأخرى أن تكوّن صداقات بطرقٍ مختلفة عن طرق بلدك. 


حاولي أن تحترميهم من دون أن تتغيّري.


تصرّفي مثل مواطني بلدكِ الجديد: راقبي السكّان وتصرّفي مثلهم. 


على سبيل المثال، اذهبي إلى مكتب البريد وستلاحظين أن ليس هناك من خطٍّ معيّن للانتظار، بل يتصارع الجميع للوقوف.. قد تشعرين بعدم الارتياح، ولكن إذا كنتِ ترغبين في شراء الطوابع وحزم بريدكِ الخاص، يجب عليكِ أن تأخذي نفسًا عميقًا وتنضمّي إلى الحشد. 


هذا ليس دائمًا بالأمر السهل للقيام به. فالمسألة هي إمّا أن تتأقلمي مع الثقافة الجديدة أو لن تكوني قادرة على عمل ما ترغبين فيه.


توقعي صدمة ثقافية، وتسلّحي بإستراتيجيات فعّالة للتعامل معها عند نشأتها:عند خروجكِ من الطائرة، تكونين متحمّسة جدًّا لمغامرة على وشك أن تبدأ في بلدٍ جديد.


كل ما يتعلّق بالبلد الجديد سيبدو غريبًا، جديدًا ورائعًا. هذا الأمر يعرفه البعض بأنه المرحلة التي يراها المغترب جميلة في البداية كالمرحلة التي تواجه العروسين الحديثين.


لكن حين تبدئين بالتأقلم في العيش في بلدك الجديد، تزول تلك السعادة وتنتابكِ المشاعر السيّئة. قد تقرّرين انّك مريضة ومتعبة من هذا البلد، وترغبين في العودة إلى ديارك، إلا أنه لا يمكنك العودة، هذا ما يسمّى الصدمة الثقافية. 


هذا أمرٌ طبيعي وقد عانى منه الكثيرون، يحاول الكثير من الناس التعامل مع هذه الصدمة الثقافية من خلال إعادة إنشاء وطنهم. يحاولون التواصل فقط مع الأشخاص المنتمين إلى بلدهم، يطهون الأطعمة التي يشتهر بها بلدهم ويتناولون الطعام في المطاعم التي تقدّم هذا الطعام المألوف. يريدون من أطفالهم اللّعب مع أطفالٍ من بلدهم فقط. هذه الإستراتيجية مقدَّر لها أن تفشل. 


تكرار هذه الجملة: "لا أستطيع إعادة إنشاء وطني وإذا حاولتُ التأقلم هنا فسيؤدّي ذلكَ إلى عدم سعادتي وسعادة الآخرين حولي". 


ليس هناك الكثير يمكنكِ القيام به حيال مشاعرك، وبالتأكيد لا يمكنكِ السيطرة تمامًا على بيئتكِ.


كوني صبورة مع الآخرين ومع نفسك: أحبّي نفسك، فتجربة العيش خارج وطنك قد تكون غنيّة ومربحة.


جميع الحقوق محفوظة لموقع الخبر الاقتصادي