أشار تقرير صادر عن "ساكسو بنك"، حذر فيه المستثمرين في الربع الثاني من العالم الجاري، من "التمديد والتظاهر" حيث أن نموذج الاقتصاد المخطط للسنوات الثماني الماضية قد وصل إلى نقطة الانهيار.
وجاءت توقعات كبير المحللين الاقتصاديين في "ساكسو بنك"، ستين جاكوبسون ، للربع الثاني بشكل عنيد. حيث يعتقد أن الدورة الحالية من سياسة التمديد والتظاهر قد قاربت على الانتهاء.
وأضاف التقرير ، أنه لفترة طويلة، اشترى صناع القرار والبنوك المركزية الوقت عن طريق ضخ أسواق الأصول من خلال معدلات فائدة صفر والتيسير الكمي، وهو ما اضطر المستثمرين بالتوجه لمخاطرة أكبر في ظل غياب البدائل والسماح للشركات بزيادة أسعار الأسهم من خلال عمليات إعادة شراء ضخمة، والتي تتم عادة بأموال مقترضة بأسعار منخفضة. بدءاً من الربع الثاني، ننظر إلى مخاطر متزايدة لعمليات إعادة تسعير للأصول وفترة بعائدات صفر أو حتى عوائد سلبية.
وتنبأ ستين جاكوبسون، كبير المحللين الاقتصاديين في "ساكسو بنك"، استناداً على أحداث سابقة مشابهة: "أن السوق العالمي هو أقرب إلى الاتحاد السوفياتي في عام 1989 في هيكله السياسي والاقتصادي بشكل أكبر من أن يكون سوقاً حر التداول.
وتبقى عدم القدرة على تحريك كل هذه الأموال التي تم طباعتها إلى داخل الاقتصاد الحقيقي تشكل المشكلة الرئيسية وحل للمعضلة الاقتصادية. وقد يتحول تحرك المركزي الأوروبي إلى أسعار الفائدة السلبية خلال عام 2014 إلى حافز للتغيير، خاصة وأن 35% من جميع ديون الحكومة الأوروبية يتم تداولها حالياً بعوائد سلبية.
وأضاف جاكوبسن "في حال كنت تمتلك شركة، فإنه من الصعب الحفاظ على ارتفاع حجم المبيعات حينما يكون المستهلكين لديك غير مشاركين في التعافي. ويجب أن يكون الاستنتاج أن النظام الاقتصادي الذي لا يخصص رأس المال إلى أعلى تكلفة حدية لرأس المال والذي يستمر بدعم واحد في المائة مقابل 99 في المائة يصل بدورة كاملة في نهاية المطاف إلى نقطة يتوقع عندها أن عائد كل شيء مجدداً هو صفر".
وبناءً على ما سبق، نشر البنك توقعاته للأسواق والأفكار الرئيسية لتداول هذه الأسواق للربع القادم.
قال أولي هانسن، رئيس استراتيجيات السلع في "ساكسو بنك": أن انهيار أسعار النفط في الأشهر الستة الماضية فاجأ الاقتصاد العالمي مع استمرار الآثار المترتبة على هبوطه بنحو 50٪ في المعايير الرئيسية.
وتركت هذه البيئة السوق مفتوحاً لتأجيل بعض الفرص خلال الربع الثاني، التوقعات المبنية على فرضية أن الأسعار سترتفع في المستقبل، بشكل خاص في السوق الأميركية. سيكون التركيز خلال الربع الثاني على استعادة التوازن السليم بين العرض والطلب من السلع السوداء.
ويتوقع" ساكسو بنك" أن سعر الذهب سيستمر في الاعتماد على الدولار واتجاه عائدات السندات الأمريكية وتوقيت أول رفع لأسعار الفائدة الأمريكية مع عدم وجود توقع لأي تأثير إيجابي كبير.
اقتصاد كلي
تؤدي الاستفادة من أسعار النفط المنخفضة واليورو الضعيف والاقتصاد الأقل ضعفاً بشكل كامل إلى تعديل إيجابي لآفاق النمو في منطقة اليورو إلى 1.5%.
وأشار مادس كوفود، رئيس استراتيجيات الاقتصاد الكلي في "ساكسو بنك": "في الولايات المتحدة أبقي نظرتي لنمو بنحو 3% فيما أبقي أقل من التوقعات بتوقع 6.7% للنمو في الصين."
وأضاف كوفود "هناك وفرة من المخاطر المرتبطة بالأحداث في الربع الثاني تنتظر لزيادة التقلبات في الأسواق. قد يجد اليونانيون ظهورهم على الجدار من جديد في أواخر يونيو "حزيران" وفي الولايات المتحدة، تستعد لجنة السوق المفتوحة الفيدرالية لأول رفع للفائدة منذ عام 2004 حيث يعتبر شهري يونيو وسبتمبر المرشحين للقيام بذلك".
العملات الأجنبية
على صعيد العملات، ينظر جون هاردي، رئيس استراتيجيي الفوركس في "ساكسو بنك" إلى ارتدادٍ قوي من المستويات العليا لقوة الدولار النيوزلندي والمستويات الدنيا لضعف الكرونا السويدية خلال الربع الثاني.
ومن جهة أخرى، يبدو أن الارتفاع في الدولار الأمريكي مستمر خلال الربع الثاني، ولكن يرجح أن يكون بوتيرة أقل بشكل كبير بعد الارتفاعات المبالغ بها خلال الأشهر الستة الماضية.
وتحمل النظرة للين الياباني علامة استفهام كبيرة، حيث يبقى الدولار الأمريكي مقابل الين الياباني في فراغ فني خلال أواخر الربع الأول وهو نهاية السنة المالية في اليابان. وقد يبقى الجنيه الاسترليني تحت الضغط مع اقتراب موعد الانتخابات في مايو.