أكد خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمى بسيناء ووجه بحرى بوزارة الآثار ، أن البحر الأحمر شريان رئيسى للملاحة العالمية ومعبر التجارة بين الشرق والغرب ومفتاح التجارة عبر قناة السويس للعالم حيث تمر به أكثر من 20 ألف سفينة سنويا ، مشيرا الى أن عمر البحر الأحمر يتراوح ما بين 25 إلى 40 مليون سنة ، ويمثل جزءا من فلق أو صدع لأخدود فى سطح أفريقيا وشبه الجزيرة العربية تكّون منذ تلك الفترة ويسمى الفلق الإفريقى العربى .
وأوضح ريحان فى تصريح له اليوم أن الدول العربية والأفريقية تمتلك موانئ قديمة وحديثة على البحر الأحمر كما يضم ثروات بحرية هائلة علاوة على تفرد البحر الأحمر بالشعاب المرجانية وهى عبارة عن حجر جيرى مرجانى من أصل عضوى ذات الأهمية الاقتصادية كأجمل مناطق غوص فى العالم ونسبة ملوحة ما بين 35 إلى 40 جزئ فى الألف ، مما يساعد على توفر الأسماك وتنوعها وكل أنواع الغذاء البحرى وهو منفذ الحجاج عبر ميناء السويس إلى الأراضى المقدسة لذا فمسئوليته حمايته والاستفادة من خيراته مسئولية عربية مشتركة.
وعرض أهم الموانئ القديمة على البحر الأحمر والتى تحتاج إحياء وإعادة تشغيل ومنها ميناء عيون موسى الذى يبعد 35كم جنوب السويس وكان به محجر صحى قديم للحجاج ، وميناء أبو زنيمة على الجانب الشرقى من خليج السويس 135كم جنوب السويس وهو ميناء شركات استخراج المنجنيز من منجم أم بجمة الواقع على بعد 30 كم منه ، لافتا الى أنه كان فى مصر القديمة ميناء مستخرجى الفيروز فى سرابيت الخادم وخدمة منطقة استخراج المعادن من سيناء ، وميناء الطور منذ العصر المملوكى ويبعد 269كم عن نفق أحمد حمدى (648 -922هـ ، 1250 - 1516م) ، وكان يخدم التجارة بين الشرق والغرب فى العصر الإسلامى حيث ترد منتجات جنوب شرق آسيا عن طريق البحر الأحمر إلى ميناء الطور على خليج السويس.
وقال إن منتجات الغرب كانت ترد عن طريق ميناء القلزم (السويس حالياً) إلى ميناء الطور وظل عامراً حتى عام 1930م رغم افتتاح قناة السويس 1896 ، كما كان ميناء خدمة الحجاج المسلمين والمقدّسين المسيحيين وكانوا يبحرون سويا من القلزم إلى ميناء الطور على السفن التجارية القادمة من أوروبا عبر الإسكندرية .
وأضاف أن ميناء نبك يبعد 25كم شمال ميناء شرم الشيخ وهو أقرب ميناء إلى الحجاز حيث يواجه ميناء الشيخ حميد بالسعودية بينهما 9كم ، وكان مصدراً لتجارة الإبل والغنم مع قبائل سيناء ، وميناء ذهب ويبعد 75كم شمال شرم الشيخ ، وكان ميناء العرب الأنباط بجنوب سيناء ويعود تاريخها إلى القرن الثانى قبل الميلاد وبداية الأول الميلادى ، وكانت بضاعة الهند تأتى إلى اليمن عن طريق عدن وكان أهل اليمن ينقلونها مع محاصيلهم إلى الحجاز وكان الأنباط ينقلونها من الحجاز إلى البتراء ومنها إلى مصر حتى تنقل للإسكندرية ومنها لأوروبا .
وتابع أن ميناء عيذاب على البحر الأحمر يقع داخل الحدود المصرية فى الحد الفاصل بينها وبين السودان وكان طريق الحجاج عبر مصر حيث يسير الحجاج من قوص (بمحافظة قنا) إلى عيذاب ليجتازوا البحر الأحمر إلى جدة ومنها إلى مكة المكرمة.
وأشار ريحان لموانئ البحر الأحمر بالدول العربية المختلفة ومنها ميناء أيلة (العقبة حالياً) وكان يمثل مدخل مصر الشرقى فعن طريقها جاء ولاة مصر من المدينة المنورة ، كما كان محطة رئيسية على درب الحاج المصرى القديم عبر وسط سيناء للأراضى الحجازية وقد سميت أيلة فى هذا العصر بعقبة أيلة ثم اقتصر على اسم العقبة الحالى ، وميناء ينبع بالسعودية وكان من المحطات الهامة فى طريق الحاج البرى وكانت هناك صلات تجارية بين عيذاب والطور وينبع وانتقلت العديد من الأسر العربية التجارية بمصر خاصة من صعيد مصر إلى ينبع واستوطنت بها وميناء جدة لخدمة قوافل الحجيج وتجارة الحجاز وميناء عدن ركيزة التجارة الهندية والصينية.
|