الأثرياء يدفعون 1.8 مليار دولار لاقتناء أعمال الفن المعاصر في معرض "آرت بازل"

 


عادت معدلات الأسعار والطلب على الفن المعاصر إلى مستوياتها من جديد والتي سجلتها عام 2008 قبل الأزمة المالية، فقد أنهى معرض الفن المعاصر "آرت بازل" في "بازل" السويسرية فعالياته الليلة الماضية وقد أنفق مليارديرات العالم حوالي 1.8 مليار دولار لاقتناء أفضلأعمال الفن المعاصر المعروضة في أكبر معرض في العالم للفن الحديث والمعاصر.



وطبقًا لما أفادت به وكالة "بلومبرج"، فقد حظيت أعمال الفنانين ماركروثكو، وماوريتسيو كاتلان، وأنيش كابور وبريدجيت رايلي بأعلى إقبال، حتى تجاوزت قيمة القطعة الواحدة من أعمالهم 2 مليون دولار.



وتبين تلك الأرقام بشكل جلي أن سوق الفن الحديث والمعاصر عادت وبقوة إلى ذروةالطفرة التي كانت انطفأت جذوتها عام 2008، بعد أن انخفضت أسعارأعمال بعض الفنانين بنسبة وصلت إلى 50% في أعقاب انهيار بنك ليمان براذرز وبداية الأزمة المالية العالمية.



من جهته ذكر أمير شاريت، الرئيس التنفيذي لشركةأكتور كابيتال بارتنرز، أن هذا المعرض كان الأكثر ازدحامًا في تاريخ معارض الفنون في بازل منذ فترة طويلة.



واشترى "شاريت" قطعًاعديدة تنتمي للفنانين الناشئين، مشيرًا إلى أنه لاحظ حالة من الطموح للشراء من جانب جامعي الأعمال الفنية لم يرها من قبل، لاسيما أن السوق أصبحت أعمق وأوسع نطاقًا الآن، كما أن ذلك الوضع يعد عرضًا من  أعراض الفجوة المتزايدة بين الأغنياء والفقراء في العالم.



وتأتي تلك الانتعاشة في مبيعات الأعمال الفنية، بعد ارتفاع قيمة المبيعات في مزادات الأعمال الفنية وزيادة عدد المعارض الفنية، فضلًا عن التقرير الذي أصدرته مؤسسة "Bain & Co." والتي توقعت فيه أن تشهد مبيعات السلع الفاخرة ارتفاعًا نسبته 8% خلال عام 2011.



ويرى التجَّار أن كبار المنفقين على الأعمال الفنية يقومون في أحيان كثيرة بالاستثمار في الفن، لمقاومة التذبذب في أسعار الفائدة وتقلب أسعار الأسهم وضعف النمو الاقتصادى.



جدير بالذكر أن مدينة بازل بشمالي سويسرا تتحول في هذا الوقت من كل عام إلى جهة تجتذب المهتمين بالفنون التشكيلية على جميع أنواعها من رسامين ونحاتين وتجار وهواة لمشاهدة توجهات الفنون المعاصرة من جميع أنحاء العالم، كما يسعى الفنانون إلى الحصول على فرصة التألق في هذا المعرض، إذ توصف المشاركة فيه بأنها "شهادة ميلاد أي فنان نحو العالمية"، نظرًا لأن الأعمال الفنية تخضع لمعايير صارمة وتقييم دقيق من اللجنة المشرفة عليه قبل اعتماد عرضها.



فمن بين كل 100 تشكيلي يتقدمون للحصول على فرصة للمشاركة لا يحصل سوى 10% فقط على الموافقة، حتى وصل عدد من شاركوا هذا العام إلى2500  فنان تشكيلي من 35 دولة تفاوتت أعمالهم الفنية والموضوعات المطروحة فيها.



جميع الحقوق محفوظة لموقع الخبر الاقتصادي