البنك الدولي: الدعم الحكومي بالشرق الأوسط يتسبب في تراجع القطاع العام

 


رأى البنك الدولي أن تراجع القطاع العام في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا يرتبط مباشرة بمسألة الدعم الحكومي مما أدى إلى ارتفاع معدلات البطالة وأبطأ من تطور القطاع الخاص.


كما ذكر البنك في تقريره لشهر أبريل بعنوان "نحو عقد اجتماعي" أنه بينما كان القطاع العام تقليديا أكبر رب عمل في مختلف أنحاء العالم العربي فإن مزيجا من الدعم المرتفع التكلفة والفواتير الباهظة لأجور القطاع العام شكل عبئا كبيرا على موازنات الحكومات بما لم يعد بإمكانها تحمله.


وأضاف التقرير أن العجز المالي يتزايد وبالتالي ومن أجل تجنب تناميه أكثر من ذلك حصل تباطؤ في التوظيف بالقطاع العام الذي بدأت حصته في إجمالي العمالة بالانخفاض.. وأشار إلى مزيد من تآكل الثقة لدى مقدمي خدمات الطاقة "الذين لن يكونوا مسؤولين أمام الشعب طالما لايزال الدعم الحكومي موجودًا".


هذا وشدد عميد مجلس المدراء التنفيذيين في البنك الدولي ميرزا حسن في جلسة نقاش حول خلاصات وتوصيات البنك الواردة في التقرير على أن العقد الاجتماعي الجديد في المنطقة يجب أن يقوم على المساءلة والحوافز لافتًا إلى أنه من الضروري أن ينصب تركيز هذه العملية على المواطنين، وحذر حسن في الجلسة التي عقدت على هامش اجتماعات الربيع بين البنك الدولي وصندوق النقد الدولي من أن الطريقة الحالية التي يتم فيها دعم السلع بالمنطقة غير مستدامة موصيًا الحكومات بأن تكون صارمة جدا وأن تعيد توجيه الاستثمار إلى السكان مباشرة.


من جهته اعتبر كبير الاقتصاديين لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في البنك شانتا ديفاراجان أن هذه هي اللحظة المناسبة للدول العربية سواء المستوردة أو المصدرة للنفط لكي تقوم أخيرا بإصلاح تلك الإعانات التي شكلت وزرا كيرا على السكان خلال السنوات ال10ـ إلى الـ15 الماضية.. ولفت ديفاراجان إلى أن إعانات الوقود تضر بقطاع التوظيف لأنها تذهب إلى الصناعات ذات الكثافة برأس المال وليس ذات الكثافة العمالية.


بدوره أوضح نائب الرئيس لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في البنك الدولي حافظ غانم أنه "إذا رفعنا الدعم عن الوقود وأعطينا المال للناس فإن ذلك سينتشلهم من الفقر".


وأضاف أنه في حين قد يتسبب هذا الأمر بمشاكل سياسية في المنطقة، إلا أنه سيساعد فعلا الناس المحتاجين، وأكد أن قطاع التعليم في العالم العربي متاح للرجال والنساء وان العرب يعتبرون من أكثر الأشخاص المثقفين في العالم إلا أن شبابهم يتخرجون دون أن يكونوا مستعدين للعمل في بيئة تنافسية.


جميع الحقوق محفوظة لموقع الخبر الاقتصادي