كشف محللون وخبراء، أن نقص إمدادات المعروض من النفط ربما يكون آخر ما يخطر ببال المستثمرين في الوقت الحالي، لكن قدرة منظمة "أوبك" على التعامل مع زيادة مفاجئة في الطلب تتقلص بشدة.
وعلى مدى سنوات ضخت منظمة البلدان المصدرة للبترول "أوبك" النفط بأقل من قدرتها الإجمالية -أقل من طاقتها القصوى ما يصل إلى 4 ملايين برميل يوميا- وهو ما ترك أمامها مساحة كبيرة للتحرك إذا حدثت قفزة مفاجئة في الاستهلاك.
وأعلنت وكالة الطاقة الدولية إن بوسع المنظمة حاليا إنتاج نحو 33.5 مليون برميل يوميا وهو أعلى كثيرا من الطلب على نفطها في العام الحالي البالغ نحو 29.5 مليون برميل يوميا.لكن محللين يعتبرون إن هذه الطاقة الفائضة قد تهبط إلى النصف في العام الحالي إذا استمرت التوجهات الحالية وقد تصل إلى 1.7 مليون برميل يوميا.
وعلى هذا الأثر أعلن محلل شئون النفط لدى شركة "انرجي أسبكتس" المتخصصة في استشارات السوق، فيرندرا تشوهان، أن على الأرجح بدأت طاقة إنتاج النفط الفائضة بالتقلص. وزاد إنتاج "أوبك" بشدة في الشهرين الماضيين نتيجة تكوين المخزونات وتحسن هوامش أرباح التكرير -وهو ما عزز عمليات المعالجة- فضلا عن زيادة الطلب المحلي لدى المنتجين أنفسهم.
كما عزز ضعف أسعار النفط -التي هوت نحو النصف خلال الشهور الـ9 الماضية- الطلب وساعد في تحسين أرباح التكرير، وفوق هذا كله زاد بعض أعضاء "أوبك" -وعلى رأسهم السعودية- الإنتاج للحفاظ على حصصهم بالسوق تحسبا لزيادة إيران إنتاجها بشدة إن رفعت عنها العقوبات هذا العام.
وفي نفس السياق أعلنت شركة "بيرا" الأمريكية المتخصصة في استشارات الطاقة في تقرير للعملاء أن زيادة الطلب السعودي على حرق الخام -لتوليد الكهرباء- قد تدفع حجمه هذا الصيف إلى مستويات تقلص الطاقة الفائضة العالمية كثيرا، في وقت ستكون فيه امدادات المعروض في أسواق النفط أقل وتتزايد فيه المخاطر السياسية على الإمدادات، وتشير تقديرات "بيرا" إلى أن السعودية أنتجت 10.3 مليون برميل يوميا من الخام في مارس وهو معدل قريب من مستوى قياسي.
|