السادات يتساءل مشروع قطار المونوريل طفرة حضارية أم غياب للرؤية وإهدار للموارد

 


أعلن وزير الإسكان قبل أيام عن إطلاق مشروع جديد لربط العاصمة بمدينة 6 أكتوبر عبر محور روض الفرج الجديد بطول 52 كيلو متر وتكلفة اجمالية قدرها مليار ونصف المليار دولار امريكي (حوالي 12 مليار جنيه)، ويمول هذا المشروع العملاق بقرض يتم سداده على مدى 14 عام. وربما يبدو هذا المشروع وكأنه طفرة حضارية ستغير وجه الحياة في مصر.


 


ولكننا نتساءل عن جدوى المشروع من الناحية الاقتصادية؟ فمن التجربة، نتوقع الا تزيد عربات هذا القطار عن 100 عربة بقدرة 50-100 راكب للعربة يعني ان تكلفة المشروع لكل عربة ستصل الى 120 مليون جنيه للعربة الواحدة، وهو أمر جنوني بكل مقاييس.


 


وان تكلفة اوتوبيس النقل العام العادي لا تتجاوز المليون جنيه، وتكلفة الفاخر لا تتجاوز ال2 مليون جنيه. يعني ان تلك التكلفة تستطيع توسيع اسطول النقل العام بمقدار 6 الى 12 ألف اوتوبيس على الأقل، وهذا الكم من الاوتوبيسات يكفي لحل مشكلة الازدحام بشكل جذري للعاصمة بأكملها والمدن المحيطة بها وليس مجرد خط واحد يعمل بين مدينتين.


 


وإذا كان المشروع غرضه تخفيف الضغط على المحور الجديد، فنتساءل هنا هل سيتسبب هذا العدد المحدود من العربات في ضغط غير محتمل على المحور الجديد المتطور والذي تكلف أيضا مئات الملايين لدرجة تجبرنا على انشاء كوبري لقطار معلق بطول خط المحور وبتكلفة 12 مليار جنيه.


 


وأضف الى ذلك أيضا توسع الدولة في مشروعات النقل المتطور ووعدها بإنهائه في فترة قياسية في الوقت الذي تعجز أجهزة وزارة النقل عن إدارة مرافق النقل وتتكرر تحت قيادتها واشرافها كوارث وحوادث فادحة دون محاسبة لأحد.


 


ونتساءل أيضا، لماذا الإصرار على ربط 6 أكتوبر بالقاهرة والجيزة وتجاهل فتح محاور جديدة للمدينة الصناعية تصلها بالفيوم وبني سويف الأكثر فقرا واحتياجا لفرص العمل.


 


وأخيرا، من حقنا ان نتساءل في ظل انعدام الجدوى الاقتصادية للمشروع واضطرارنا للاستدانة من اجل تنفيذه، هل هناك مصالح خفية تحرك اتخاذ القرار في الدولة، فمشروع بهذا الحجم بالطبع سيحقق أرباحا طائلة للشركات المنفذة له وبعض الفئات المستفيدة منه؟ هل من إجابة على هذه التساؤلات؟


 


جميع الحقوق محفوظة لموقع الخبر الاقتصادي