صورة أرشيفية
تجاوزت أسعار النفط مستوى 81 دولارا للبرميل حيث تُسرع خطواتها نحو مستويات غير مسبوقة منذ 4 سنوات، الأمر الذي يثير حفيظة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في حين أن أعضاء "أوبك" بعيدين عن اتخاذ إجراءات لوقف هذه الموجة الصعودية.
وفي الأسبوع الماضي جدد دونالد ترامب مطالبه لأعضاء "أوبك" بالحد من ارتفاعات أسعار النفط وهي تصريحات تكررت عدة مرات في العام الجاري الذي اتسم بمكاسب أسعار الخام.
وعلى الرغم من الخسائر التي لحقت بسعر الخام عقب تلك التصريحات إلا أنه مع بداية الأسبوع الجاري عاودت الارتفاع من جديدة بوتيرة مرتفعة حتى تجاوزت 81 دولاراً للبرميل وهو أعلى مستوى منذ نوفمبر 2014.
ومع تلك التحركات..ما السبب وراء الارتفاع الأخير لأسعار النفط العالمية؟
تحدي "أوبك" للرئيس الأمريكي
يعد أحد الأسباب القوية لمكاسب النفط على مدار الساعات الأخيرة التحدي الواضح من جانب أعضاء "أوبك" لمطالب دونالد ترامب بشأن خفض أسعار الخام.
وفي اجتماع اللجنة الوزارية للأعضاء وغير الأعضاء بمنظمة "أوبك" يوم الأحد الماضي، أعلنوا أنهم غير عازمين على تنفيذ زيادة إضافية أو فورية للإنتاج لمواجهة العقوبات الإيرانية.
والأكثر من ذلك إعلان المنظمة رفضها لدعوات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب باتخاذ أي إجراءات لتهدئة سوق النفط.
وجاء في تصريحات ترامب الأسبوع الماضي إنه "يحمي دول الشرق الأوسط، ولن تكون آمنة لفترة طويلة بدون وجودنا".
وتابع ترامب: أنهم حتى الآن مستمرون في دفع أسعار النفط إلى أعلى وأعلى، مضيفاً أن احتكار أوبك يجب أن يخفض أسعار النفط الآن.
استجابة الدول للعقوبات الأمريكية ضد إيران
بدأت بعض الدول بالتفاعل مع العقوبات الأمريكية المرتقبة ضد إيران، وشرعت في خفض أو وقف صادراتها من هناك.
ومن المقرر أن تبدأ الولايات المتحدة في 4 نوفمبر المقبل تطبيق عقوبات اقتصادية ضد الشركات التي تستورد النفط الخام من إيران بسبب الانسحاب الأمريكي من اتفاق إيران النووي.
وتوقفت صادرات كوريا الجنوبية من طهران في أغسطس الماضي مقابل مستوى 194 ألف برميل يومياً في يوليو.
كما أن الهند تخطط لخفض شحنات الخام من إيران في الشهر الجاري وأكتوبر المقبل إلى مستوى أدنى من 12 مليون برميل شهرياً.
وأكد الأمين العام لمنظمة "أوبك" محمد باركيندو على أن هناك تهديدات تواجه معروض النفط بسبب بعض كبار منتجي الخام مثل إيران.
توقعات انخفاض المعروض العالمي
يعاني عدد من دول منظمة أوبك الرئيسيين إلى مشاكل تضغط على إنتاجها من الخام أبرزهم إيران وفنزويلا بسبب المشاكل الاقتصادية والعقوبات الأمريكية.
وحذرت وكالة الطاقة الدولية من مرحلة حاسمة للغاية على أعتابها سوق النفط العالمي، "الموقف في فنزويلا يتدهور بشكل أسرع، والصراع قد يعود إلى ليبيا، إلى جانب قرب بدء تفعيل العقوبات الأمريكية ضد إيران".
ويتوقع بنك "جي.بي.مورجان" من أن العقوبات الأمريكية ضد إيران قد تؤدي إلى تراجع الإنتاج بمقدار 1.5 مليون برميل يومياً.
فيما ترى شركة "ميركوريا إنيرجي تريدينج" إن إنتاج النفط الخام قد يتراجع بنحو مليوني برميل يومياً نتيجة العقوبات الأمريكية ضد إيران، "الأمر الذي قد يتسبب في زيادة أسعار النفط إلى مستوى 100 دولار للبرميل بحلول نهاية العام الجاري أو بحلول 2019".
أما بنك" بي.إن.بي.باريبا" فأعلن أن هناك في الوقت الراهن أدلة متزايدة بشأن أن السوق سيواجه فجوات في المعروض خلال الأشهر الثلاثة أو الستة المقبلة و"التي ستكون في حاجة إلى حلها عبر ارتفاع أسعار النفط".
كما توقع محلل بشركة "تافيجيرا" أن العقوبات الاقتصادية ضد إيران ستُخفض بشكل كبير صادرات طهران، كما يرى أن الإنتاج سيتراجع بنحو مليون برميل أو 1.5 مليون برميل يومياً.
فيما رفعت وكالة "رويترز" في مسحها الشهر الأخير تقديراتها لمتوسط أسعار النفط في العام الجاري بمقدار 90 سنتاً عن التوقعات السابقة وذلك بسبب العقوبات الاقتصادية المرتقبة.
وترى الوكالة أن متوسط سعر خام "برنت" القياسي في العام الجاري سيبلغ 72.58 دولار للبرميل في مقابل تقديرات سابقة عند 71.68 دولار للبرميل
أوبك لاتزال تتوقع زيادة الإنتاج
وفي أخر تقديراتها لإنتاج النفط العالمي قالت منظمة "أوبك" إن إنتاج النفط سيشهد ارتفاعاً في السنوات الخمسة المقبلة وسط توقعات انخفاض الطلب على الخام الخاص بالمنظمة.
وأرجعت المنظمة أن تراجع الطلب على النفط الخاص بها سيكون نتيجة للمعروض القوي للدول من خارجها في الفترة من 2017 وحتى 2023 "والذي سيكون ملحوظ بشكل أكبر من الولايات المتحدة"
وذكرت الوكالة أن "الولايات المتحدة لاتزال أكثر المصادر أهمية فيما يتعلق بالمعروض على المدى المتوسط..حيث تساهم بثلثي المعروض الجديد".
وأوضحت الوكالة إنها تتوقع الآن أن يكون نمو معروض النفط الخام ومشتقاته 4 ملايين برميل يومياً زيادة عن توقعاتها السابقة بعد 5 سنوات، مشيرة إلى أن الدول من خارجها ستنتج 66.1 مليون برميل يومياً من النفط في 2023 مقابل مستوى 57.5 مليون برميل يومياً في العام الماضي.
وعليه فإن المنظمة ترى الآن أن الطلب على الخام الخاص بها سيهبط عند مستوى 31.6 مليون برميل يومياً في 2023 مقابل مستوى 32.6 مليون برميل يومياً في 2017.
وبشكل عام، رفعت أوبك تقديراتها لنمو الطلب العالمي على النفط إلى 101.9 مليون برميل يومياً في عام 2020، بزيادة 1.2 مليون برميل عن تقديراتها في العام الماضي.