يترقب عشاق السينما في العالم عرض فيلم "33"، الذي يتناول واحدا من أكثر الأحداث شهرة في تاريخ تشيلي، حيث انهار أحد مناجم الذهب والنحاس وظل33 من العمال محبوسين تحت الأرض، إثر الانهيارات التي ظلت تتوالى على مدى 69 يوميا.
ويروي الفيلم معاناة هؤلاء العمال في رحلة مليئة باللحظات الصعبة والألم لهم ولذويهم وأيضا الحكومة التشيلية، خصوصا بعدما بثت تلفزيونات العالم مباشرةً عملية البحث عن هؤلاء، وأيضا التجربة الرائدة من نوعها لإنقاذهم.
تبدأ أحداث الفيلم قبيل الرحلة الأخيرة إلى أعماق ذلك المنجم الذي يقع في منطقة كوبيانو بجمهورية التشيلي، حيث يقع منجم سان خوسية الذي كان صاحبه يتجاهل مراراً التحذيرات من الانهيارات المتكررة لأجزاء من ذلك المنجم المتهالك حتى تأتي الكارثة، حيث تحصل انهيارات كبيرة تقتل الكثيرين وتجرح المئات، بينما ظل 33 من عمال ذلك المنجم معزولين عن العالم بعد أن أغلقت من حولهم كافة الأبواب والمنافذ.
عندها تبدأ المهمة المستحيلة.
أولا من قبل تلك المجموعة التي وجدت نفسها في عزلة تامة عن العالم، وهي لا تمتلك إلا القليل من المأكل والمشرب الذي لا يغطي إلا أياما قليلة، بالإضافة لعدم وجود الأدوية الخاصة بعدد من العمال الذي يعانون من أمراض متعددة أما الجزء الآخر من المهمة المستحيلة فيتصل بذوي وأُسَر تلك المجموعة من العمال الذين يواجهون عدم الاهتمام والجدية في إنقاذ ذويهم.
من أجل إنجاز هذا العمل الذي يوثِّق تلك الكارثة، اشتغلت المخرجة المكسيكية باتريسيا ريجين مطولا على بلورة مضامين متعددة للسيناريو الذي تعاونت في كتابته مع كل من ميكو آلان وكريج بورتون وميشيل توماس.
كما حشدت فريقا من أهم نجوم السينما في العالم، يتقدمهم الإسباني أنطونيو بانديراس والنجم البرازيلي رودريجو سانتورو وجيمس برولين، وأيضا الفرنسية جولييت بينوش التي حلت مكان جينيفر لوبيز في الفيلم ويتابع المشاهد في هذا الفيلم مجموعة من المسارات المحورية، من بينها مسار شخصية ماريو (الذي يؤدي دوره أنطونيو بانديراس) وهو العامل الذي قام بمهمة تصوير الحدث بشكل يومي وإرسال الأخبار إلى خارج المنجم لحظة بلحظة، بالإضافة لمسار المهندس أندريه (الذي أدى دوره جابرئيل بيرن) الذي هندس لعملية الإنقاذ بشكل أذهل العالم.