شهدت تعاملات نهاية الأسبوع الماضي تراجع قوي لشهية المخاطرة بالسوق بعد أن انتشرت شائعات حول نفسي أزمة الديون السيادية لدول أخري في ظل استمرار الشكوك بشأن قدرة اليونان في الاستفادة من المساعدات والخروج من أزمتها كما تحوم المخاوف أيضا حول البرتغال، وعلي الرغم من تزايد الضغوط علي الدولار بفعل البيانات المخيبة الآمال ألا أن العملات واصلت التراجع.
جاءت البيانات الأمريكية علي نحو صادم الأسبوع الماضي، حيث تراجع أعداد الأشخاص العاملين متمثلا في ارتفاع معدل البطالة إلى 9.2% من 9.1% خلال مايو ، كما سجلت بيانات التوظيف بالقطاع غير الزراعي ارتفاعاً 18,000 اقل من المتوقع الذي كان قد سجل ارتفاعا بنحو 97,000، بالرغم من البيانات الايجابية التي ظهرت خلال تداولات يوم سابق" الخميس"متمثله في مؤشرADP للتغير في التوظيف.، مما انعكس علي أداء الدولار بسوق العملة في ظل حالة الترقب التي يشدها السوق مع استمرار الفشل في الحصول إيجاد آلية محددة تهدف لرفع سقف الديون الأمريكية قبل أن تقوم مؤسسات التصنيف الائتماني بإجراء خفض فعلي بعد أن كانت قد هددت بذلك في وقت سابق.
وفي إطار البيانات الضعيفة ارتفعت مخزونات مبيعات الجملة خلال شهر مايو الماضي بنحو 1.8% في مقابل قراءة ابريل 1.1%،بالرغم ان التوقعات كانت تشير إلي 0.7% مما يعكس الصورة عن تراجع النشاط الاقتصادي الأمريكي.
ارتفع الحد الائتماني للأفراد الأمريكيين خلال مايو حيث زاد المستهلكون من ديونهم موسميا بواقع 5.1 مليار دولار وفقا للقراءة المعدلة من قبل الاحيتاطي الفيدرالي ، أو بنسبة 2.5% على أساس سنوي خلال شهر مايو كما ارتفعت ديون بطاقات الائتمان إلى 3.4 مليار دولار أو بنسبة 5.1% على أساس سنوي.
وبالرغم من انهيار الدولار مقابل اليورو بنهاية تعاملات الأسبوع الماضي إلا أن الشائعات حول انتشار أزمة الديون إلي دول أخري قللت من فرض ارتفعا العملة الأوروبية الموحدة حيث تسوك تكهنات بأن البنك البلجيكي قد يتم خفض التصنيف الائتماني له في الفترة المقبلة مما يشير إلي انتقال الأزمة من اليونان إلي بلجيكا ، بينما ينتظر السوق نتائج اختبارات التحمل التي أجريت في وقت سابق والتي قد نحدد مدي قدرة منطقة اليورو علي مواجهه الأزمات المالية وتعكس الملاءة المالية لكل دول علي حدي ومدى قوة القطاع المصرفي بها ولك بحول الخامس عشر من يوليو الجاري . وفيما يتعلق بالاقتصاديات الأكثر نشاطا وعلي رأسها ألمانيا وفرنسا جاءت البيانات الألمانية مواصلة مسيرتها حيث سجل ميزان التجارة الألماني ارتفاعاً في الصادرات بقيمة 14.8 مليار يورو في حين كانت تشير التوقعات إلى 12.2 مليار يورو.
كما ارتفعت مخرجات الصناعة الإيطالي خلال شهر مايو علي نحو اقل من المتوقع لتسجل قراءة مؤشر الإنتاج الصناعي ارتفاعا بنحو 1.8% على أساس سنوي خلال شهر مايو،في مقابل التوقعات 2.2%.
وعلي صعيد العملة التي تحتل المركز الثاني من العملات عالية المخاطرة " الإسترليني مقابل الدولار ، حيث استفاد علي نحو قوي من انهيار كلا من الدولار بعد بيانات قطاع التوظيف السلبية، وما تردد حول انتقال أزمة الديون السيادية إلي بلجيكا إضافةً إلى استمرار الشكوك حول اليونان والبرتغال كما جاءت البيانات البريطانيه علي نحو أفضل من التوقعات لتدعم ذلك حيث عكس مؤشر أسعار المنتجين ارتفاع منتجات المصانع بنسبة 0.4% على أساس شهري خلال شهر يونيو في حين على أساس سنوي ارتفعت بنسبة 17.0%.
أما بالنظر إلي الأخبار الكندية فقد سجل قطاع التوظيف الكندي نموا ملحوظا بنحو 28.4 ألف خلال شهر يونيو متجاوزا التوقعات 11.3 ألف في حين سجلت قراءة مايو الماضي 22.3 ألف، إلا أن معدل البطالة لم يشهد تحسنا ملحوظا بالرغم من ذلك ليسجل 7.4%.
وفنيا، استفاد اليورو مما انهي لية تعاملات الخميس الماضي من ارتفعا ليكون بذلك قمة هابطة علي المدى القصير خلال تعاملات الجمعة ، مسجلا ادني مستوياته في أسبوعين مقابل الدولار عند 1.4208 دولار ، ومن المتوقع أن يواصل الزوج التراجع وصولا إلي مستوي الدعم 1.4110 ومنه إلي 1.40 .
ببنما ا ارتفع الجنيه الإسترليني علي نحو ملحوظ بنهاية تداولات الأسبوع الماضي بعد أن كون قاع صاعد عند مستوي الدعم 1.5943 دولار ليترفع صوب اعلي مستوياته في يومين مخترقا مستوي المقاومة1.6030 إلا انه فشل في الإغلاق إعلان لينهي التعاملات عند 1.6043.
بينما اختلف أداء الدولار الاسترالي مقابل نظيرة الأمريكي حيث تراجع الزوج خلال تعاملات الجمعة بالرغم من ضعف التداولات إلا انه نجح في التمسك بالحاجز النفسي عند 1.07 دولار وظلت التعاملات فوقه حتى الإغلاق أعلاه عند 1.0763 دولار .
انقسمت تعاملات الدولار الأمريكي أمام نظيرة الكندي إلي قسمين الشق الأول جاء في إطار تعاملات مستقرة حول مستوي 0.9580 إلا إنها شهدت تطورت ملحوظا حيث قفزت الأسعار مستهدفه مستوي المقاومة 0.9565 الا انه فشل في الاحتفاظ به لهبط من جديد معيدا اختبر مستوي الدعم 0.9630 والإغلاق أدناه .
وعلي صعيد الفرنك السويسري استفدت العملة السويسرية من تراجع الدولار القوي حيث هبط الزوج بشكل عمودي فور البيانات ألمخيبه للآمال لصالح المنافس الثالث وهو الفرنك وصولا إلي 0.8384 والإغلاق دونه عند 0.8370 ومن المتوقع ان يواصل التراجع إلي مستوي 0.8338 في التداولات القادمة.