ارتفع الين الياباني بالسوق الأسيوية يوم الخميس مقابل جميع العملات الرئيسية ،موسعا مكاسبه لليوم الرابع على التوالي مقابل الدولار الأمريكي ،مسجلا أعلى مستوياته منذ أكتوبر 2014 ،بفعل تسارع وتيرة الإقبال على شراء العملة اليابانية كملاذ آمن مع ارتفاع المخاطر فى الأسواق المالية وتزايد المخاوف بشأن ركود الاقتصاد العالمي ،وهبط مؤشر الدولار لأدنى مستوى فى أربعة أشهر مع عزوف المستثمرين عن شراء العملة الأمريكية بعد تصريحات جانيت يلين رئيسة مجلس الاحتياطي الاتحادي أمام الكونجرس الأمريكي والتي أشارت إلي احتمالات تأجيل تنفيذ دورة رفع أسعار الفائدة الأمريكية فى حال استمر الاضطراب فى الأسواق المالية.
واصل الين ارتفاعه لليوم الرابع على التوالي مقابل الدولار الأمريكي ،مسجلا أعلى مستوياته منذ أكتوبر 2014 عند 112.27 ين لكل دولار أمريكي ،عاكسا الإقبال الواسع على شراء العملة اليابانية كملاذ آمن مع ارتفاع المخاطر فى الأسواق وتزايد مخاوف ركود الاقتصاد العالمي.
وتتمثل المخاطر من استمرار عمليات البيع المكثفة فى أسواق الأسهم العالمية ،خاصة أسهم البنوك والشركات المتضررة من توقعات بانخفاض الربحية والتخلف عن سداد ديون ،وأسهم شركات الطاقة مع استمرار هبوط أسعار النفط العالمية،و زادت المخاطر أيضا من إعلان كبرى الشركات العالمية أرباح أقل من التوقعات خلال الربع الأخير من العام الماضي ،الأمر الذي أدي إلي المزيد من الاضطراب فى أسواق الأسهم.
وعلى الرغم من لجوء بنك اليابان المركزي أواخر الشهر الماضي إلي إجراء تحفيزي جديد وخفض أسعار الفائدة إلي المنطقة السلبية ،دام تأثير هذا الإجراء بضعف الين يوما واحد هو 29 يناير تاريخ اجتماع البنك ،ثم بدأت العملة اليابانية فى الارتفاع الواسع مقابل جميع العملات ،الأمر الذي دفع الأسواق إلي التشكيك فى قدرة عمل السياسات النقدية اليابانية وجعل الين ضعيفا.
وتنتظر الأسواق تعليقات المسؤولين فى اليابان حول ارتفاع قيمة العملة المحلية ،على الرغم من أن اليوم عطلة عامة فى طوكيو وأغلقت أسواق الأسهم والبنوك وقد يدفع الارتفاع الواسع للين حاليا إلي تدخل البنك المركزي الياباني فى سوق صرف العملات للمرة الأولى منذ عام 2011 ، والتي تدخل حينها لخفض قيمة العملة المحلية بعدما وصلت إلي تسجيل مستويات قياسية مقابل الدولار الأمريكي عند مستويات 75 ين لكل واحد دولار.
و أنهي الين الياباني تعاملات الأمس مرتفعا بنسبة 1.6 % مقابل الدولار الأمريكي ،فى ثالث مكسب يومي على التوالي ،مع تراجع العملة الأمريكية مقابل أغلبية العملات بعد شهادة جانيت يلين ،بالإضافة إلي استمرار عمليات شراء الين كملاذ آمن.
تراجع مؤشر الدولار بالسوق الأسيوية ،مواصلا خسائره لليوم الرابع على التوالي ،مسجلا أدنى مستوى فى أربعة أشهر 95.53 نقطة ،مع استمرار عزوف المستثمرين عن المخاطرة مع هبوط الأسهم العالمية ،وانهيار سعر النفط الخام الأمريكي لمستوي أدنى جديد لم يصله منذ عام 2003.
وينتظر الاقتصاد الأمريكي فى وقت لاحق اليوم بيان هام عن سوق العمل ممثلا فى طلبات إعانة البطالة للأسبوع المنتهي 6 فبراير وتستكمل اليوم جانيت يلين رئيسة مجلس الاحتياطي الاتحادي أول شهادة لها أمام الكونجرس منذ رفع أسعار الفائدة الأمريكية فى ديسمبر الماضي أمام اللجنة المصرفية بمجلس الشيوخ.
انخفض مؤشر الدولار بالأمس بنسبة 0.2 % ، فى ثالث خسارة يومية على التوالي ،عاكسا استمرار عمليات بيع العملة الأمريكية مقابل معظم العملات الرئيسية والثانوية ،خاصة مع انحسار توقعات رفع أسعار الفائدة الأمريكية على المدى القريب ،وتزايد احتمالات تباطؤ تنفيذ دورة رفع الأسعار.
تراجعت هذا الأسبوع رهانات رفع أسعار الفائدة الأمريكية لمرة واحدة على الأقل خلال 2016 إلي 30 % من 90 % أواخر العام الماضي ،ويعاذ ذلك إلي الاضطرابات المستمرة فى أسواق المال وتزايد علامات تباطؤ الاقتصاد العالمي.
وفي إطار شهادتها النصف سنوية أمام الكونغرس الأمريكي قالت بالأمس جانيت يلين رئيسة مجلس الاحتياطي الاتحادي "أن المجلس قد يؤخر تشديد السياسة النقدية إذا استمر الاضطرابات فى الأسواق المالية".
وأضافت يلين "أنها لا تزال تتوقع رفع أسعار الفائدة تدريجيا لكن من الواضح أن الاضطرابات المستثمرة قد تغير توقعات الاحتياطي الاتحادي مؤكدة علي أن تباطؤ الاقتصاد العالمي والشكوك التي تحيط بالنمو الصيني تشكلان مخاطر على انتعاش الاقتصاد الأمريكي لكن الاحتمالات لا تزال قائمة باستمرار المجلس فى تنفيذ دورة رفع أسعار الفائدة".