أنهت البورصات الخليجية تعاملاتها اليوم الأربعاء على تراجع جماعي، بعد أن كانت قد شهدت انتعاشة أمس، فيما بدا وكأنه نتيجة تضافر عدة عوامل كان لها مفعول الضغط على أداء أسواق المال، فى ظل اقتراب حلول شهر رمضان، واقتراب موعد 2 أغسطس الذى سيُحسم فيه مصير سقف الدين الأمريكي.
واتسمت التداولات بالتراجع الحاد فى أسواق الأسهم الخليجية، نتيجة تزامن شهر رمضان مع شهر العطلات فى أغسطس، ما دفع معظم المتداولين للسفر فى العطلة السنوية، علاوة على قيام المستثمرين بسحب جزء من سيولتهم فى السوق استعدادًا لزيادة الانفاق الاستهلاكى فى الشهر الكريم.
وكان لتراجع الدولار مع تعثر المفاوضات الأمريكية بين الحكومة ومجلس النواب حول رفع سقف الدين الأمريكي، أكبر الأثر على تقويض مكاسب بورصات الخليج، لا سيما وأنها الاكثر انكشافًا على الولايات المتحدة.
حيث تراجعت جميع بورصات المنطقة، بصدارة بورصة أبوظبي، التى حصدت أكبر الخسائر وتلتها بورصات السعودية والكويت ومسقط وقطر ودبي، فيما كانت بورصة البحرين الناجى الوحيد من براثن التراجع، ليصعد مؤشرها الرئيسى بنسبة 0.39%.
ففى بورصة أبوظبي، هوى مؤشرها الرئيسى بنسبة 1.22% مسجلًا 2641.41 نقطة، بعد أن كان قد حقق ارتفاعًا بنسبة 0.41% أمس، ليسجل اليوم أدنى مستوى له فى 8 أسابيع منذ 31 مايو، مدفوعًا بسحب المستثمرين للسيولة قبيل شهر رمضان.
وشهد مؤشر قطاع الاتصالات تراجعًا بعد انخفاض سهم "اتصالات" الاماراتية بنسبة 3.3%، كما مُنى قطاع البنوك بتراجعات، إثر هبوط أسهم عدة بنوك، بعد أن انخفض سهم بنك الخليج الأول بنسبة 0.6% وتراجع سهم بنك أبوظبى التجارى بنحو 0.7%.
وكانت بورصة السعودية-أكبر بورصة خليجية من حيث القيمة السوقية- فى المركز الثانى من حيث التراجع، بعد أن أنهى مؤشرها الرئيسى "تداول" تعاملاته الأسبوعية اليوم على تراجع بنسبة 0.49% مستقرًا عند 6445.17 نقطة، وهو أدنى مستوى له منذ 8 أيام.
وكان لتراجع مؤشرى قطاعى البتروكيماويات والبنوك أكبر الأثر على هبوط البورصة السعودية لأدنى مستوى لها منذ 19 يوليو، لاسيما أن مؤشرات الشركات البتروكيماوية تزن أكثر من 30% من قيمة المؤشر الاجمالية.
حيث تراجع سهم شركة السعودية للصناعات الأساسية "سابك" بنسبة 1.2%، وتراجع سهم أسمدة السعودية بنحو 0.1%، كما هوى سهم صحارة للبتروكيماويات بنسبة 3.5%، ولم يسلم سهم بنك الراجحى من التراجع بنسبة 0.7%.
وحلت بورصة الكويت -ثانى أكبر بورصة عربية- فى المركز الثالث من حيث التراجع، بعد أن حقق مؤشرها الرئيسى صعودًا بنسبة 0.39% أمس، بضغط من تراجع قطاع العقارات، حيث أشار تقرير لمؤسسة "كولدويل بانكر" العالمية فرع الكويت، فى بداية الأسبوع الحالى أن شركات العقارات فى دول الخليج، تعانى من نقطة ضعف قوية وهى ارتباطها الوثيق بأداء البورصات بسبب استثمار بعضها فى صناديق ومحافظ استثمارية، ويصل الحال فى بعض الاحيان الى الاستثمارات المباشرة فى الأسهم بما يخالف طبيعة نشاطها كشركة عقارية، الامر الذى يجعلها لا تستفيد من تذبذب اداء البورصة الطبيعى او انهياراتها الكارثية، فما تكسبه من اقبال المستثمرين على اصولها ومنتجاتها العقارية لحفظ القيمة هرباً من خسائر الاسهم، تخسره فى محافظها الاستثمارية واستثمارات فوائضها المالية، ما يدخلها فى دائرة ضغط لا علاقة لها بتوزيع المخاطر او تنويع الاستثمارات خاصة ان طبيعة المنتج العقارى صلبة لا يمكن تسييلها فى فترات الازمات.
وحلت بورصة مسقط فى المركز الرابع من حيث التراجع، إثر انخفاض مؤشرها الرئيسى بنسبة 0.36%، وتلتها بورصة قطر متراجعة بنحو 0.31%، ثم كانت بورصة دبى الأقل تكبدًا للخسائر، بعد أن هوى مؤشرها الرئيسى بنسبة 0.28%، مسجلًا أقل مستوى له منذ 4 أسابيع، مدفوعًا بالأداء السلبى لسهم "إعمار" الذى أنهى تعاملاته منخفضًا 0.7%، بعد إعلان الشركة عن تسجيلها تراجعًا فى صافى أرباحها خلال الربع الثانى بنسبة 69%.
كما تراجع سهم "أرابتك" بنحو 1.5% وانخفض سهم شركة "طيران العربية" بنسبة 1% وتراجع سهم "دريك آند سكل" بحوالى 0.6%.
.