تلقت البورصة السعودية - أكبر بورصة عربية من حيث القيمة السوقية- ضربة موجعة في مستهل الأسبوع، إذ أخفقت في البقاء داخل المنطقة الخضراء، بعد أن هوت لأدنى مستوياتها منذ 5 أشهر، بضغط من قطاعي البتروكيماويات والبنوك، بعد أن قامت وكالة ستاندرد آند بورز "S&P" بخفض التصنيف الائتماني للولايات المتحدة الأمريكية لأول مرة على الاطلاق درجة واحدة من "AAA" إلى "AA+".
فقد أفاق العالم اليوم على أنباء خفض وكالة "S&P" للتصنيف الائتماني الرفيع للولايات المتحدة الأمريكية، ما مثل ضربة غير مسبوقة لأكبر اقتصاد في العالم، بعد أن وصلت نسبة الدين إلى 100% من إجمالي الناتج المحلي للبلاد.
وكان لتلك الأنباء أكبر الأثر على السوق السعودية، نظرًا لعدة عوامل، فالاقتصاد السعودي من أكثر الاقتصادات العربية انكشافًا على الاستثمارات الدولارية، كما تنتج البلاد 20% من الانتاج العالمي من النفط، ما يعني أن أي ركود في السوق الأمريكية- أكبر مستهلك للنفط في العالم – من شأنه الاضرار بمعدلات الاستهلاك وبالتالي الاضرار بعائدات البلاد النفطية.
وقال عبد الوهاب أبو داهش، الخبير الاقتصادي السعودي، أن السوق السعودية تضررت بالخطوة التي اتخذتها وكالة التصنيف الائتماني، وهي التي هوت بالمؤشر الرئيسي لبورصة السعودية "تداول" بنحو 5.5% مسجلًا 6073 نقطة، وهو أدنى مستوى إغلاق له منذ 16 مارس.
وتراجع المؤشر الرئيسي لقطاع البتروكيماويات بنحو 6.7%، فيما انخفض المؤشر الرئيسي لقطاع البنوك بنحو 4.7%، وبذك تكون البورصة السعودية عمقت من خسائرها منذ بداية العام الحالي، لتكون قد فقدت 8.3% من قيمة أسهمها.
كما هبط سهم عملاق البتروكيماويات السعودية "سابك" بنحو 5.8%، وانخفض سهم "بنك الراجحي" بنسبة 5.2%.
وأضاف "أبو داهش" أن البورصة السعودية قوية، إلا أن ارتباطها الوثيق بالدين الأمريكي وأزمة الديون في أوروبا، هو الذي ألقى بظلاله على البورصة الخليجية، متوقعًا أن تشهد تقلبًا خلال الأسابيع المقبلة.
ومن بين 147 شركة تم تداول أسهمها، لم يصعد سوى سهم واحد فقط كان سهم شركة "تهامة القابضة للاعلان والعلاقات العامة"، فيما هوت أسهم الـ 146 شركة الباقية، وكانت أسهم "تبوك الزراعية" و"بروج للتأمين" و"أليانز إس إف" و"العالمية للتأمين التعاوني" و"بترو رابغ للتكرير" هي الأكثر تراجعًا.