صورة ارشيفية
الطبيعة لا تقبل الفراغ ؛واذا ما أُعيق خط مجرى الماء سيرتد باحثا عن مجاري أخرى.هذا ما تحقق بالفعل فى بلد يخرج منه 7 ملايين سائح سنويا يتجه ثلاثة ملايين منهم الى مصر على مدار العام الواحد. هذا البلد هو روسيا الذي يُعتبر من اكبر الاسواق السياحية سعة بالعالم .
تفاقم الازمات الامنية فى سيناء التى هى مقصد السائح الروسي فى مصر وحظر الحكومة الروسية تسيير رحلاتها الجوية الى شرم الشيخ من جهة ،وتوتر العلاقات السياسية بين تركيا وروسيا وحظر الاخيرة رحلاتها وعلاقتها السياحية والاقتصادية مع انقرة التى تستقطب 4ملايين سائح روسي سنويا من جهة اخرى جعل السائح وشركات السياحة الروسيين يبحثون عن مزارات سياحية جديدة بالمنطقة لا تقل كفاءة وبنفس اسعار المزار التقليدي فى مصر وتركيا، بمرونة متبادلة من شركات السياحة الروسية والحكومة التونسية استطاعت تونس ان تجذب قدر كبير من السائحين الروس والذين تقلص عددهم هم الاخرون هذا العام بنسبة 28% عن العام الماضي.
البداية مع تصريحات ذكت الوزيرة سلمى اللومي رقيق وزيرة السياحة التونسية، الثلاثاء 4اكتوبر2016؛ والتى ذكرت أن الموسم السياحي التونسي، سجل تطورا فاق كل التوقعات، منذ يونيو الماضي، لاسيما من الأسواق الجديدة مثل روسيا وأوكرانيا.
وتزايد السياح الوافدون إلى تونس من الأسواق الجديدة بأكثر من ألف في المئة، إذ استقبلت البلاد، أكثر من 570 ألف سائح روسي مع نهاية سبتمبر الماضي. وحسب بيانات مكتب السياحة الوطني التونسي في روسيا وبلدان رابطة الدول المستقلة : "ارتفع تدفق السياح الروس خلال يوليو/تموز من هذا العام، بنسبة 108.4% مقارنة مع الشهر نفسه من 2014".
ووفقا للبيانات التونسية، فإن الفترة من يناير وحتى يوليو من العام الجاري، زار البلاد نحو 318.5 ألف سائح روسي أي بنسبة أعلى من العام بنحو 95٪.
وبحسب بيانات الاتحاد الروسي للسياحة، فإن تونس أصبحت هذا العام، الوجهة البديلة للسياح الروس عن مصر وتركيا، مشيرة إلى أن الاتحاد قدم خلال الصيف الحالي رحلات جوية لأكثر من 20 مدينة روسية، بالإضافة إلى موسكو.
وتشير بوابة "انترفاكس سياحة" انه فى عام 2015، انخفض عدد السياح من روسيا إلى المناطق السياحية التونسية بنسبة 83٪ بعد هجومين إرهابيين كبيرين ضد السياح .
أحدهما في مارس/آذار استهدف متحف بوردو في تونس، والثاني في منتجع سوسة، ما أسفر عن مقتل نحو 60 سائحا من مختلف أنحاء العالم، بما في ذلك اثنان من المواطنين الروس
كيف استطاعت تونس جذب السائح الروسي :
فاذا كان اهل مكة أدرى بشعابها ؛ فسنجد الدراية في تفسيرات السيد "نبيل بازيوش" رئيس ديوان وزيرة السياحة الذي سرد مجموعة نقاط جعلت بلاد قرطاج محطة اقبال الزائر الروسي والاروبي بوجه عام .
يقول السيد بازيوش ان تحسن الاوضاع الامنية بالبلاد منذ اكثر من عام بعثت برسالة طمأنينة للسائح الروسي بالاضافة الى حالة الهدوء السياسي النسبي بالداخل .
ثانيا: الحملات الدعائية الكبيرة التى قامت بها الحكومة التونسية وشركات السياحة داخل الاسواق السياحية .
ثالثا: ان تونس استغلت الاوضاع والحالة السيئة للبلاد المنافسة فى المنطقة وهي مصر وتركيا التى كانت قبلة السائح الروسي والقادم من شرق اوروبا ،فاستطاعت الحكومة ان توفر البديل الكفؤ والرخيص والقريب للسائح .
جزيرة "جربة" مالديف المتوسط :
تعتبر جربة قطبا سياحيا هاما له منزلته السياحية والتاريخية ؛ ترتكز الجزيرة على مجموعة من العناصر الأساسيّة للسياحة، منها التاريخ العريق لهذه الجزيرة، فهي مرتبطة بأسطورة الأوديسة و الإلياذة.
كما أنّها تحوي العديد من المعالم التّاريخيّة الأثريّة الّتي لها اتّصال بالحضارات الّتي سادت حوض البحر المتوسّط، كما أنّ للجزيرة شواطئ رمليّة قلّ نظيرها بالإضافة إلى طبيعتها الخاصّة المميّزة و ما تحويه من أشجار النّخيل الباسقة و أشجار الزّيتون و غيرها من النّباتات الطّبيعيّة، كما تمتاز الجزيرة بمناخها المعتدل.
وقد مثّل نجاح السلطات الأمنية في تأمين زيارة اليهود إلى كنيس الغريبة بجزيرة جربة، أحد العناصر الأساسية التي اعتمدتها وزارة السياحة في حملة الترويج للوجهة التونسية، من أجل إعادة تسويق صورة تونس بكونها البلد المضياف والآمن، وهي الصورة التي هزتها الهجمات التي عاشت البلاد على وقعها خلال السنوات الثلاث الماضية.
وفى تقرير أعدته وكالة سبوتنيك الروسية عن سر انفتاح واقبال السائح الروسي لتونس كمقصد سياحي لقضاء الموسم السياحي أكد الزوار ان البلد الجديد يمتاز بطقس مميز خاصة فى الصيف بل افضل من نظيره فى مصر بالاضافة الى ان حالة الفنادق ممتازة.
وتنقل شهادة سائح اخر بقوله " لم نعد خائفين ؛توجد نقطة بوليس خارج كل فندق ؛وسيارتين مدرعتين تلازم كل حافلة متجهة من المطار الى الفندق"وشهادة سائح اخر" انت كأوروبي يجب الا تثق فى كلام الجرايد والميديا وبدل من اتقضى اوقات امام التلفاز تعالى وشاهد بنفسك"
بعد عام كارثي للسياحة التونسية في 2015 تميز بالإرهاب والدم وبسقوط العشرات من الأرواح أغلبهم من السياح، فإنه ليس هناك من خيار آخر أمام الفضاءات السياحية والمؤسسات الرسمية سوى أن تتعايش مع هذا الواقع الجديد وتتجه إلى حلول بديلة.ومنذ مطلع العام الجاري باتت السوق الروسية الصاعدة بمثابة قبلة الحياة للسياحة التونسية المتهاوية.
فمع احجام اتحاد وكالات السفر الألمانية عن توجيه رحلات الى تونس والتراجع الحاد في عدد الوافدين من السوق الفرنسية الأولى في تونس، فإن الأسوأ كان على مرمى حجر.
يقول تاجر للصناعات الحرفية مزهوا بصحة تنبؤاته :"كنت أدرك قبل سنوات أن السوق الروسية ستكون لا محالة السوق المنقذة للقطاع السياحي في تونس، السائح الروسي هو السائح الوحيد الذي لا يخاف. حتى في ذروة الانفلات الأمني تجد السياح الروس يتجولون دون أي خوف أو قلق".
إمكانيات معلقة تنتظر الغد :
لا تزال الرحلات البحرية من كبرى الشركات العالمية معلقة باتجاه تونس منذ الهجوم الارهابي على متحف باردو في مارس من العام الماضي، والذي خلف 21 قتيلا من السياح الأجانب.
ويتوقع أن يكون استئناف هذه الرحلات مرتبطا بمدى نجاح الموسم السياحي الحالي، لكن انتعاش الموسم السياحي 2016 قد يدفع شركات الملاحة البحرية ان تستأنف رحلاتها الى تونس والتى قد تعود بالسائح الالماني والفرنسي الى البلاد مجددا خاصة وانه السائح التفليدي للبلاد.