فاجأ بنك الصين الشعبي الأسواق بنهاية الاسبوع الماضي الاسواق بمجموعة من الإجراءات التشديدية. فقد أعلن البنك عن رفع الفائدة على عمليات إعادة الشراء بواقع10 نقاط أساسية وكذلك رفع الفائدة على الإقراض (SLF) للقروض قصيرةالمدى. وقد استقبلت الأسواق هذا القرار بمثابة تحولاً في مسار السياسةالنقدية للبنك. وبالرغم من التغير البسيط في معدل الفائدة، إلا أنه دفعالأسواق للاعتقاد بأن المركزي الصيني سيعمل جاهداً لوقف تدفق رؤوس الأموالخارج البلاد واحتواء المخاطر على النظام المالي الناجمة عن ارتفاع الديننتيجة الإجراءات التسهيلية. فإن ارتفاع سعر الفائدة سوف يساعد الشركاتالمثقلة بالديون في التخلص من ديونها بشكل كبير، على الرغم من أنه قد يشكلعبئاً على النمو الاقتصادي العام.
جاءت تلك القرارات لتدعم ارتفاعاليوان بشكل ملحوظ أمام الدولار الأمريكي خلال تداولات الجمعة، حيث ارتفعإلى 6.8607. وقد شهدت تداولات اليوان بعض التقلبات ما بين الصعود والهبوطمع تشتت الأسواق حيال مستقبل السياسة النقدية. وكان من الواضح تجاهلالأسواق لمحاولات البنك في خفض العملة، حيث أعلن عن تحديد سعر اليوان مقابلالدولار عند المستوى 6.8606 خلال تداولات اليوم، وتعد تلك المستويات هيالأدنى فيما يزيد عن الأسبوعين، ودون المستوى المحدد صباح يوم الجمعة عند6.8556 بما يعادل الـ 50 نقطة أو 0.07%. يأتي ذلك بينها تصب الأسواقاهتماها على التغير المفاجئ في نهج السياسة النقدية من خلال رفع الفائدةورفع تكلفة الإقراض.
ومن جانبه، أكد بنك الصين الشعبي على وقف ضخالأموال في النظام المالي عن طريق عمليات السوق المفتوحة بشكل مؤقت، وذلكنظراً لارتفاع أحجام السيولة في الوقت الراهن بالاضافة إلي المحافظة على استقرار وملائمة السياسة النقدية لما يتطلبه الوضع الاقتصادي.
وأشار البنك سيعمل البنك على حماية الاقتصاد من تباطؤ النمو أو السيولة المفرطة سوف يسعى البنك للحفاظ على استقرار قيمة اليوان والحد من التقلبات القوية في أسعار الفائدة وسعر الصرف.
بذلك تكون هذه المرة الثانية التي يعلن فيها البنك المركزي تدخلههذا العام. فقد أعلن البنك في الـ 24 من يناير الماضي عن رفع الفائدة علىالقروض متوسطة المدى، وذلك للمرة الأولى من 2014. وجاء تعليق الخبراء بأنقرارات البنك الأخيرة تعكس ارتفاع الثقة في النمو الاقتصادي وتزايد الضغوطالتضخمية، فيما تعكس تخوف البنك من تفاقم المخاطر على النظام المالي. والآنبات من المتوقع أن يستمر بنك الصين الشعبي في وتيرة التشديد النقدي بوتيرةتدريجية تحسباً لتداعياتها على الوضع الاقتصادي.