صورة ارشيفية
استحوذت شهادة يلين على القطاع الأكبر من اهتمام متداولي الدولار الأمريكي هذا الأسبوع والتي كان لها تأثير متباين على الأسواق، فبالرغم من النبرة الإيجابية التي تحلت بها تعليقات يلين على تطورات الوضع الاقتصادي مؤخراً، إلا أن استمرار الحذر من سياسات ترامب المالية التي لم تُعلن بعد أثقلت على إحتمالات رفع الفائدة خلال اجتماع مارس القادم، الأمر الذي انعكس من خلال تقلب حركة الدولار على مدار الأسبوع ما بين الارتفاع والهبوط.
كما فشلت قوة البيانات في تقديم الدعم الكافي للدولار ليخلص خسائرهالأخيرة، فقد أوضحت البيانات استمرار ارتفاع التضخم خلال يناير الماضي بوتيرة أقوى من المتوقع صوب الهدف 2%، كذلك تحسنت مبيعات التجزئة بأكثر من المتوقع خلال نفس الفترة، مما دفع العديد من صناع القرار إلى التأكيد على ملائمة رفع الفائدة 3 مرات هذا العام، وربما 4 إن استمرالبيانات الاقتصادية على هذا المنوال.
أما سياسات ترامب فلا تزال غامضة تاركة الأسواق في ترقب حذر للمستقبل الأمريكي، وهو ما يثقل على محاولات الدولار في تقليص خسائره الأخيرة، إلا أن الدولار تمكن من تحقيق بعض التعافي بعد أن خلا خطاب الرئيس الأمريكي ترامب بالأمس عن التطرق مباشرة إلى توجهات الإدارة الحالية.
وعلي صعيد العملة الأوروبية الموحدة رغم من محاولات اليورو في التعافي مستغلاً حالة الضعف التي تستحوذ على العملات المنافسة، إلا أنه يبقى مثقولاً بتوتر الأوضاع الأوروبية على الصعيدين السياسي والاقتصادي.
وكشفت أحدث استطلاعات السباق الرئاسي بفرنسا لتكشف عن استمرار تقدم مرشحة الجبهة الوطنية ماريان لو بين، الأمر الذي ساهم في تكثيف الضغوط الهبوطية على اليورو تخوفاً من فوز لو بين والتي تُعرف بمناهضتها لسياسات الإتحاد الأوروبي ورغبتها في المضي قدماً على خطى المملكة المتحدة والانفصال عن الإتحاد.
وعلى الجانب الأخر، فشلت البيانات الاقتصادية بالمنطقة في دعم اليورو حيث سجلت القراءة الأولية للناتج المحلي الإجمالي ارتفاع دون المتوقع.
فيما تلقى الجنيه الاسترليني بعض الدعم من قوة البيانات الاقتصادية الصادرة هذاالأسبوع كان على رأسها التضخم وسوق العمل.
فقد استمر التضخم في ارتفاعه خلال يناير الماضي بأسرع وتيرة نمو منذ 2014 مدعوماً بالانخفاضات الحادة في قيمة العملة، أما سوق العمل فقد شهد بعض التباين لكنه مازال محافظاً على تماسكه بشكل عام، ولكن يبقى الاسترليني عاجزاً عن تقليص خسائره في الوقت الذي تستمر فيه حالة عدم اليقين بشأن سياسات بنك إنجلترا خلال الفترةالقادمة، فضلاً عن غموض المصير السياسي وترقب الأسواق الحذر لبدء مفاوضات الخروج من الإتحاد الأوروبي والتي ستلعب الدور الأبرز في تقلبات حركة العملة خلال الفترات القادمة.
بينما سجل الين الياباني ارتفاعات ملحوظة أمام العملات المنافسة هذا الأسبوع، ولعل السبب الرئيسي وراء هذا الارتفاع قد يرجع إلى هروب المستثمرين إلى الين كعملة ملاذ آمن مع استمرار غياب الثقة في الاقتصاد العالمي