ازدادت الضغوط على البنوك العاملة بالسوق المحلية فى الفترة الأخيرة بشكل ملحوظ، ورغم تماسك الجهاز المصرفى فى مواجهة حالة عدم الاستقرار فى الشهور السابقة، الا أن امتدادات هذه الحالة ستنعكس لا محالة على نتائج أعمال البنوك .
كما ستُمنى أيضا بعض البنوك بخسائر كبيرة – طبقا للخبراء المصرفيين – نظرا لتأثر حجم أعمالها وزيادة السيولة لديها من دون استثمار، اضافة الى أنها مجبرة أن تزيد مخصصات الديون المشكوك فى تحصيلها، نظرا لتأثر الشركات المقترضة، وتدهور أعمال بعضها، ما يعطى مؤشرات على عودة مشكلة التعثر للطفو على السطح من جديد .
وقال ياسين الكاتب – المصرفى ونائب مدير قطاع الائتمان ببنك قناة السويس سابقا – تعليقا على الوضع :" ان ارتفاع السيولة فى البنوك بشكل كبير انما يحمل أبعادا سلبية ويعد مؤشرا على تراجع استثمار هذه الأموال فى التنمية ودعم الاقتصاد "
وأوضح الكاتب، إن السيولة ارتفعت بسبب احجام رجال الأعمال عن التوسع فى الاقتراض من أجل تعزيز استثماراتهم، بسبب الخوف من عدم استقرار السوق وعدم وضوح الرؤية للاقتصاد بصفة عامة .
وسجلت السيولة المحلية زيادة كبيرة تقدر بنحو 9 مليارات جنيه خلال شهر يوليو الماضى ، لتصل القيمة الاجمالية لها بالسوق تريليون و18 مليار جنيه، وذلك طبقا لأحدث تقرير للبنك المركزى.
وأضاف الكاتب، أن البنوك تقوم حاليا بتخفيض حجم التسهيلات التى تقدمها لعدد كبير من المشروعات، وذلك بسبب أن هناك العديد من الشركات تطالها اتهامات بالفساد ، وخضوع رؤساء شركات كبرى كحديد عز وغيرها للتحقيق فى تهم عديدة وهو الأمر الذى يؤثر على نمو أعمال الشركة وخطط تطويرها ويعطى للبنوك مؤشرات سلبية فيما يتعلق باماكنية حدوث تعثر .
وتابع ان ما يحدث من سحب أراضى وتراخيص من المستثمرين، وملاحقة عدد من رؤساء الشركات بتهم الفساد، كل هذا يزيد من الديون المشكوك فى تحصيلها لدى البنوك، ومن ثم كان لزاما على البنوك التأنى فى استخدام السيولة التى لديها، حتى وان أثر ذلك على نتائج أعمال البنوك .
وأكد ياسين الكاتب، ان عدم استغلال السيولة الموجودة فى البنوك بالشكل الأمثل، يعنى زيادة خسائر البنوك واضمحلال الارباح ونتائج الأعمال وهذا ما ستكشفه قوائم نتائج أعمال البنوك فى الربع الأخير من العام الحالى.
كما توقع أن تشهد تراجعا كبيرا بسبب زيادة الالتزامات، وتراجع التحصيلات اضافة الى زيادة المخصصات، نظرا لارتفاع قيمة الديون المشكوك فى تحصيلها ومن ثم سيكون هناك تأثير كبير على أعمال البنوك، نتيجة تراجع استخدام السيولة .
من جانبه، أكد على شاكر – الخبير الاقتصادى – ان زيادة السيولة له وجه آخر غير الوجه السلبى، يتمثل فى أن زيادة السيولة أمر فى حد ذاته أمر ايجابى، لكونها تعد الزخيرة التى يمكن أن ينطلق الاقتصاد من خلالها عندما تستقر الأوضاع .