صورة ارشيفية
تباين أداء الدولار الأمريكي لأسبوع جديد مع غياب البيانات الهامة عن الأسواق، مما جعل الدولار رهينة شهية المستثمرين التي خضعت لتطورات المشهد السياسي. لكن بالرغم من تراجعات الدولار، إلا أنه ظل مدعوماً بارتفاع آمال الأسواق حول محافظ الفيدرالي القادم، والذي قد يتمتع برؤية أكثر تفاؤلاً من المحافظ الحالي، جانيت يلين. هذا بالإضافة إلى الارتفاعات القوية التي سجلتها أسواق الأسهم الأمريكية على مدار الأسبوع، ومن بينها تجاوز مؤشر الداو جونز الصناعي لحاجز الـ 1.23 ألف للمرة الأولى في تاريخه. الأمر الذي عزز بدوره من ثقة المستثمرين في الأسواق الأمريكية مقدماً دعم ملحوظ للدولار الأمريكي. على الجانب الأخر، جاء تراجع عائدات السندات ليثقل على حركة الدولار، بعدما تراجعت عائدات السندات لأجل عشر سنوات حوالي 10 نقاط من 2.40% إلى 2.30%.
وكان مؤشر الدولار قد تخلى عن أعلى مستوياته عند 93.63 ليسجل أدنى مستوياته الأسبوعية عند 92.89 نقطة، قبل أن ينجح في التعافي والارتفاع أعلى مستويات الـ 93 مرة جديدة ترقباً لخطاب محافظ الفيدرالي جانيت يلين، مساء اليوم. حيث من المقرر أن تلقي خطاباً تحت عنوان " السياسة النقدية ما بعد الأزمة" قبل ساعات من إغلاق الجلسة الأسبوعية. هذا بالإضافة إلى موافقة الكونجرس الأمريكي على مشروع الموازنة لعام 2018، مما عزز من آمال الأسواق في تمرير خطط الإصلاح الضريبي التي تسعى إليها حكومة ترامب، حيث من المتوقع أن تقدم دفعة قوية للنمو الأمريكي خلال السنوات القادمة.
اليورو
تسبب تأزم الوضع السياسي داخل اسبانيا في زيادة الضغوط الهبوطية على اليورو الذي سجل أدنى مستوياته الأسبوعية أمام الدولار عند 1.1728 قبل أن يحاول التعافي والاستقرار أعلى مستويات الـ 1.18 مرة جديدة.
فيما احتفظ اليورو بمكاسبه أمام العملات الأخرى كالين الياباني، الفرنك السويسري والجنيه الاسترليني. فبالرغم من التوترات السياسة داخل المنطقة الأوروبية، إلا أن تحسن تطلعات السياسة النقدية وتطلع الأسواق إلى اجتماع المركزي الأوروبي الأسبوع القادم، والذي سيشهد قرار البنك بشأن مستقبل برنامج التيسير النقدي، مازال الداعم الأول لليورو.
هذا، ولم يكن لظهور دراجي هذا الأسبوع تأثير ملحوظ عن اليورو مع غياب الحديث عن توجهات السياسة النقدية.
هذا بالإضافة إلى إيجابية البيانات الأوروبية خلال الأسبوع، بداية من مطابقة القراءات أسعار المتسهلكين النهائية لتوقعات الأسواق، مروراً بارتفاع الفائض التجاري بأكثر من المتوقع إلى 21.6 مليار خلال أغسطس وأخيراً ارتفاع الحساب الجاري بدول المنطقة إلى 33.3 مليار يورو خلال نفس الفترة، والذي تفوق هو الآخر على توقعات الأسواق.
الأسترليني
حاول الجنيه الاسترليني الاستفادة من ارتفاع توقعات رفع الفائدة البريطانية بعد أن صدق التضخم على توقعات الأسواق مرتفعاً إلى 3% خلال سبتمبر الماضي. هذا بالإضافة إلى ارتفاع متوسط الدخل خلال الثلاثة شهور المنتهية في أغسطس بنسبة تجاوزت التوقعات عند 2.2%.
لكن بالرغم من ذلك، لم تنجح العملة البريطانية في التخلص من الضغوط الهبوطية التي جاءت نتيجة التصريحات الحذرة من جانب بعض صناع القرار داخل لجنة السياسة النقدية ببنك إنجلترا. كذلك استمرت تطورات المشهد السياسي وتأزم عملية التفاوض حول الخروج من الإتحاد الأوروبي لتضفي المزيد من الغموض على المستقبل البريطاني اقتصادياً وسياسياً. وهو ما انعكس على تداولات الاسترليني خاصة أمام الدولار، حيث تراجع زوج الاسترليني دولار من أعلى مستوياته بداية الأسبوع عند 1.3310 إلى 1.3085.
الين الياباني
أدى تحسن شهية المخاطرة منذ بداية الأسبوع الجاري إلي تراجع عملات الملاذ الآمن كالين الياباني والفرنك السويسري، في الوقت الذي اتجه فيه المستثمرون نحو العملات الرئيسية كنتيجة مباشرة لتحسن تطلعات الوضع الاقتصادي ومستقبل السياسات النقدية. وعليه تكبد الين خسائر قوية ليس فقط أمام الدولار، بل أيضاً اليورو، الاسترليني والدولارين النيوزلندي والاسترالي. وعلى الصعيد المحلي، أوضح محافظ بنك اليابان كورودا أن الضغوط التضخمية على الأسعار لاتزال ضعيفة مشدداً على ضرورة استمرار السياسات التوسعية الحالية لحين ارتفاع التضخم إلى الهدف. وهو ما ساهم أيضاً في تكثيف الضغوط البيعية على عملة اليابان.