شهد ختام تعاملات الأسبوع الماضى ليوم الجمعة، استمرار توقف شهية المخاطرة عن الدخول بقوة للسوق فى ظل الظروف الحالية، متجهة للبحث عن مزيد من الأصول الآمنة المتمثلة فى الدولار الأمريكى، وسندات الخزانة الامريكية، فى ظل تراجع سوق السلع والمعادن النفيسة.
وجاءت تداولات الجمعة عاكسة توقفا نسبيا لموجة تراجع اليورو مقابل الدولار الأمريكى وسط تعاملات متقلبة بالسوق، رغم استمرار القلق بشأن الأزمة الاوروبية، حيث أغلق اليورو على ارتفاع طفيف عند 1.3513 دولار مقارنة بإغلاق جلسة سابقة.
وبدأ الإسترلينى حركته التصحيحية للاتجاه الهابط الذى سلكه منذ مطلع سبتمبر الحالى، نزولا إلى أدنى مستوى له أمام الدولار فى عام منذ سبتمبر العام الماضى 2010 فى نهاية تعاملات الخميس، ليتعافى مغلقا الأسبوع الماضى عند 1.5747 دولار.
ومن المرجح أن يخفض البنك المركزى الأوروبى بحلول أكتوبر المقبل معدلالفائدة الرئيسى بنصف نقطة، ليصل إلى 1% وسط بوادر اشتداد أزمة الديون فى منطقة اليورو، على نحو أكبر من التوقعات مع العلم بان تخفيض أسعار الفائدة قد يزيد من تراجع قيمة العملة الاوروبية الموحدة أمام منافسيها، لان الخفض يؤدى بدوره إلى تراجع الطلب على العملة، وبالتالى تراجع سعرها بالسوق.
كما صرحت المفوضية الأوروبية اليوم الجمعة بأن البنوكالأوروبية قد تلقت حتى الآن 420 مليار يورو، لإعادة رسملتها منذ 2008 وسط توقعات باحتمال إعادة رسملة ما يقرب من 15 إلى 20 بنكا أوروبيا فى الفترة المقبلة.
وتراجع الدولار الاسترالى على نحو قوى متأثرا بالتراجع بالحاد بسوق السلع الاولية فى ختام تعاملات الأسبوع، مسجلا ادنى مستوياته فى عشرة اشهر منذ ديسمبر 2010 عند 0.9668 دولار أمريكى خلال تعاملات الجمعة، رغم ما سجله من تعاملات متقلبة مكونا زخما سعريا لتحديد الاتجاه المقبل فى التداولات الأسبوع الحالى.
وتراجع الدولار مقابل الفرنك على نحو طفيف متخليا عن اعلى سعر له بالسوق سجله خلال يوم الخميس، مستفيدا من الدعم الأمريكى وإضعاف متعمد للعملة السويسرية، مسجلا اعلى مستوياته منذ أكثر من أربعة اشهر عند 0.9182 فرنك، ليغلق يوم الجمعة عند مستوى 0.9047 فرنك.
وتخلى الدولار الأمريكى مقابل نظيره الكندى عن أعلى مستوياته فى أحد عشر شهرا بلغه، خلال تعاملات الخميس عند 1.0359 دولار كندى وسط زخم سعرى، قد يعطى إشارة لاتجاه مغاير أو استمرار الاتجاه الحالى نحو الصعود مغلقا الجمعة عند 1.0306 دولار.
وعلى صعيد المفكرة الاقتصادية، تراجعت مبيعات التجزئة فى إيطاليا بنحو مفاجئ فى شهر يوليو بنسبة 0.1% على أساس شهرى، مقابل التوقعات التى سجلت ارتفاعًا بنسبة0.1%، فى ظلتراجع المنتجات الغذائية وغير الغذائية من الشهر السابق.
فى حين تراجع مؤشر ثقة الأعمال البلجيكى إلى -9.4 فى شهرسبتمبر، مقارنة بقراءة شهر أغسطس التى سجلت -7.8، رغم أن التوقعات أشارت لتراجع بنحو-9.
كما هبطت الثقة فى الصناعة التحويلية من الشهرالسابق فى سبتمبر مع تراجع المؤشر المتطابق إلى -13.1، مقارنة بقراءة شهر أغسطسالتى سجلت -12، بينما ظل مؤشر الثقة فى قطاع البناء دون تغيير مسجلاً-4.5.
وتراجع المؤشر الفرعى، الذى يقيس الثقة فى قطاعالتجارة البلجيكى، على نحو حاد مسجلاً 6.1- فى شهر سبتمبر، مقارنة بقراءة شهر أغسطسالتى سجلت 5.
وفى ختام اجتماع الجمعة الماضى، الذى ضم وزير الخزانة الأمريكى ومحافظى البنوك المركزية من مجموعة العشرين، تعهدوا بأن يتخذوا مزيدا من الإجراءات لتهدئة النظام المالى العالمى، والحفاظ على استقرار النظم المصرفية والأسواق المالية.
ووسط الإجراءات الحالية التى تقوم بها الحكومة اليونانية للحصول على الدفعة الثانية من المساعدات، قامت مؤسسة "موديز" للتصنيف الائتمانى بخفض تصنيف ثمانية بنوكيونانية بمستويين، حيث تكافح تلك البنوك خلال أزمة الاقتصاد المحلى، فى ظل تراجعمنذ أن بدأ استعراض الخفض منذ 25 يوليو الماضى.
وفى الشأن الأوروبى، أظهرت البيانات الرسمية الصادرة عن الرابطة فى شهر أغسطسوصولها إلى 35.226 فى شهر أغسطس، مقارنة بقراءة شهر يوليو التى سجلت 33.734. كانتالقراءة المتوقعة لشهر أغسطس 33.250، كما ارتفعت عمليات سداد الرهون العقاريةبالرهون الأخرى إلى 27.114 مقارنة بـ26.229.