شهدت تعاملات أمس الاثنين تراجعات قوية لشهية المخاطرة بالنسبة للعملات الرئيسية أمام الدولار الأمريكي، حيث هبط اليورو والإسترلينى والدولار الاسترالى إلى مستوياته قياسية منخفضة.
وارتفع الدولار مقابل أغلب منافسيه على نحو ملحوظ مسجلا مستوى مرتفعًا أمام الفرنك والدولار الكندي، بينما سجل تراجعا قويا أمام الين اليابانى بعد تصريحات بإمكانية تدخل اليابان بسوق الصرف مجددا.
جدير بالذكر أن وكالة فيتش قد راجعت توقعاتها للنمو الاقتصادى وجميعالاقتصادات المتقدمة الرئيسية أمس الاثنين، معتمدة على بيانات الربع الثانى التى جاءتأضعف من المتوقع، حيث توقف النمو فى الاقتصادات المتقدمة الرئيسية فى الربعالسنوى عند معدلات لم تشهدها منذ عام 2009 وسط نمو طفيف الاقتصادياتالناشئة.
كما راجعت الوكالة توقعاتها للاقتصاد العالمى على تراجع لعام 2011 على أساس سعر الصرف فى الأسواق إلى 2.6% من 3.1، وخفضت توقعات العام المقبل إلى 2.7% من 3.4%، وعام 2013 إلى 3.1% من 3.4%، مستندة إلى زيادة التذبذباتفى الأسواق المالية وحالة عدم اليقين بشأن السياسة المالية أدت إلى ضعف الثقة.
ووفقًا لوكالة فيتش، فإن الأوضاع الاقتصادية الحالية، تضعف الاستهلاك الخاص ونمو استثمارالأعمال،وأن زيادة التذبذب فى الأسواق المالية قد يؤدى إلى زيادة حالة العزوف عن المخاطرةوتشديد شروط الائتمان."
وعلى صعيد منطقة اليورو، تتوقع فيتش أن يستقر النمو قرابة المستوى صفر فى منطقة اليورو على أساس ربع سنوى وحتى الربع الأول من العام المقبل، وتعكس هذهالتوقعات جزئيًا تأثير أزمة الديون السيادية المستمرة، إذ تراجعت الثقة فى جميعأنحاء أوروبا وارتفعت حالة عدم اليقين بشكل ملحوظ منذ شهر يونيو.
وفى ختام تعاملات أمس، هبطت العملة الأوروبية الموحدة صوب ادنى مستوياتها فى أكثر من ثمانية اشهر ونصف الشهر مسجلة إغلاق متراجعا عند 1.3177 دولار، كما تراجع الجنيه الإسترلينى مقابل الدولار الأمريكى لليوم الثانى على التوالي، مسجلا ادنى سعر له فى ستة أيام عند 1.5430 دولار.
وانهارت العملة الأسترالية على نحو حاد مواصلة الانخفاض أمام الدولار لليوم الرابع على التوالى، مسجلة ادنى مستوى لها فى عام عند 0.9527 دولار، بينما انتعشت الدولار الأمريكى مقابل منافسيه مستفيدا من التراجع الذى أصاب شهية المخاطرة، مسجلا اعلى مستوى له أمام الفرنك السويسرى عند 0.9216 فرنك منذ ابريل الماضى.
كما صعد لمستوى قياسى له مقابل الدولار الكندى عند 0.1.0545 دولار كندى للمرة الأولى من سبتمبر العام الماضى 2010، فى حين سجلت العملة الأمريكى ادنى سعر لها خلال جلسة تعاملات أمس أمام الين اليابانى عند 76.51 ين.
وعلى صعيد المفكرة الاقتصادية، ارتفع الإنفاق فى قطاع البناء بالولايات المتحدة بنسبة 1.4% خلال شهر أغسطس، فى مقابل تراجعه خلال يوليو بنسبة 1.4%، وفقًا للبيانات التى أصدرها مكتب الإحصاء الأمريكى اليوم بينما جاءت التوقعات بان بتراجع بنسبة 0.2%.
ومنذ بداية العام ارتفعالإنفاق فى قطاع البناء إلى 511.4 مليار دولار بنسبة 3.0% دون القيمة المسجلة خلالعام 2010، والتى بلغت 527.3 مليار دولار.
وفى الشأن الأوروبي، أشارت مؤسسة "Markit" الاقتصادية إلى هبوط نشاط قطاع التصنيع اليونانى فى شهر سبتمبر، ليواصل هبوطه للشهر الخامس والعشرين على التوالي، وفقا لمؤشر "PMI" لقطاع التصنيع وتعنى القيمة من 50 بحدوث انكماش اقتصادى، كما هبط مؤشر الطلبات الجديدة خلال هذا الشهر، ليعكس بشكل رئيسى تراجع الطلب المحلّي. كما هبطت سجلات العمل فى شركات التصنيع فى سبتمبر للشهر التاسع والثلاثين على التوالي، حيث جاء مستوى الهبوط مماثلًا لمستوى شهر أغسطس.
كما تراجع مؤشر مديرى المشتريات المعدل على أساس موسمى إلى 48.2 فى شهر سبتمبر بعد أن وصل إلى 51.7 فى أغسطس، وانخفض مؤشر مبيعات التجزئة السويسرى على نحو مفاجئ خلال شهر أغسطس ليهبط بنسبة 3.9% فى شهر قراءة شهر أغسطس، بعد أن كان قد هبط فى قراءة المراجعة لشهر يوليو بنسبة 2.7% لشهر يوليو، وعلى أساس سنوى تراجع بنحو 1.9% فى شهر أغسطس, مخالفًا التوقعات الصعود لمعدّل 4.5%.
واستمر تراجع القطاع التصنيع الأسترالى خلال شهر سبتمبر، حيث سجلت القراءة النهائية لمؤشرPMI التصنيعى 48.5، فى حين بلغت التوقعات 48.4، وفقا لمؤشرAIGالأسترالى الذى يقيس الأداء الصناعى الذى قد تراجع بواقع 1.0نقطة خلال شهر سبتمبر، مسجلًا 42.3 مقارنة بالقراءة المسجلة خلال شهر أغسطس.
وفى نفس السياق تراجعت أسعار الصادرات النيوزيلندية للشهر الرابع على التوالي، وفقا لمؤشرANZ لأسعار السلع بواقع -1.3% خلال شهر سبتمبر، مقابل النسبة السابقة المسجلة خلال شهر مايو، والتى سجلت ارتفاعًا بواقع 4% بالنظر إلى معاييرالأسعار العالمية، للكن لمتتأثر أسعار الصادرات على نحو كبير حيث تراجعت تزامنا مع هبوط الدولارالنيوزيلندي. وسجل مؤشر"AIG " الصناعى الأسترالى تراجعًا على نحو طفيف، حيث سجلت قراءة الشهرالحالى 42.3 مقابل قراءة الشهر الماضى التى بلغت 43.3. وعلى صعيد آخر، سجل مؤشرMI لقياس التضخم ارتفاعًا بلغت قراءته 0.1% مقابل قراءة الشهر الماضى البالغة-0.1 %.