جاءت التداولات أمس بسوق العملات على نحو متقلب لأغلب العملات الرئيسية أمام الدولار مقابل منافسيها، حيث تعتبر التقلبات التى عكستها مؤشرات الأداء الاقتصادى أمس كانت أهم محركات السوق.
يأتى هذا فى الوقت الذى تواصلت فيه المخاوف حيال الأزمة المالية بمنطقة اليورو، من أجل دعم الطلب على عملات الملاذ الآمن، وعلى رأسها الدولار الامريكى والفرنك والمعادن النفيسة كالذهب والفضة.
وعلى صعيد المفكرة الاقتصادية، حظى الدولار الامريكى بدعم ملحوظ خلال تداولاته أمس أمام منافسيه، بعدما صرحت مؤسسة "ADP" لمعالجة البيانات إلكترونيًا، بأن معدّل الوظائف بالقطاع الخاص الأمريكى قد ارتفع بمقدار 91 ألف وظيفة على أساس موسمى خلال شهر سبتمبر الماضى.
يأتى ذلك متجاوزًا التوقعات التى تنبأت بارتفاعه مسجلا 70 ألف وظيفة، وبعد المراجعة بلغت أعداد الوظائف 89 ألف وظيفة من الزيادة فى القراءة السابقة المسجّلة، وفيما يتعلق ببيانات الوظائف بالقطاع غير الزراعى الأمريكى الصادرة يوم الجمعة المقبل، توقعت الاسواق ارتدادًا فى نمو الوظائف.
وفى نفس السياق الامريكى، تراجعت مخزونات النفط الخام فى قراءتها الأسبوعية بواقع -4.7 مليون برميل، مقارنة بالقراءة السابقة المقدرة بواقع 1.9 مليون برميل، ومقارنته أيضًا بالمتوقع عند 1.0 مليون برميل وفقا إدارة معلومات الطاقة بالولايات المتحدة EIA.
كما تراجع مؤشر "ISM"غير التصنيعى بالولايات المتحدة إلى 53.0 خلال شهر سبتمبر، من 53.3 خلال شهر أغسطس، وفقًا للبيانات النى أصدرها معهد إدارة التوريدات "ISM" متجاوزة التوقعات عند 52.7، وارتفع مؤشر تشالنجر لتسريح العمالة بنسبة بلغت 211.5%.
كما حصل اليورو على دعم من خلال تقارير حول وجهة نظر وزراء المالية بالاتحاد الأوروبى، فى خطة إعادة رسملة للبنك عقب الموافقة على ضرورة الحاجة إلى إجراءات إضافية لدعم المقرضين الأوروبيين.
كان اليورو قد تلقى مزيدا من الضربات بعدما أقدمت وكالة "موديز" لخدمات المستثمرين على خفض التصنيف الائتمانى لإيطاليا، كما وجهت امس الاول تحذيرًا، بمزيد من التخفيض فى منطقة اليورو.
ويرجع ذلك إلى ضعف الثقة فى الأسواق بشكل استثنائى النابعة من تزايد مشاكل الديون السيادية فى عدة دول فى منطقة اليورو، وقالت "مويدز" إن دول الاتحاد الأوروبى، التى يبلغ تصنيفها الائتمانى دونAAA،قد تشهد المزيد من تخفيض التصنيف الائتمانى.
وهبط مؤشر مبيعات التجزئة بمنطقة اليورو متأثرا بضعف مبيعات المنتجات غير الغذائية، حيث تراجع المؤشر بنسبة 0.3 خلال شهر أغسطس وفقا للتوقعات فى مقابل 0.2 نسبة ارتفاع عن شهر يوليو الماضى.
وعلى أساس سنوى، هبط مؤشر مبيعات التجزئة أكثر من المتوقّع بنسبة 1% خلال شهر أغسطس، عقب الهبوط الذى شهده المؤشر خلال شهر يوليو، بلغت نسبته 0.4% فى مقابل التوقعات الرامية لهبوطه بنسبة 0.7%.
وفى الشأن البريطانى، سجلت بيانات مؤشر "PMI" الخدمى البريطانى، ارتفاعه مسجلا 52.9 خلال شهر سبتمبر، عقب تسجيله 51.1 خلال شهر أغسطس، وذلك أقل من التوقعات التى استقرت حول تراجعه إلى 50.7.
كما ارتفع إجمالى استثمارات الأعمال البريطانى خلال الربع الثانى من عام 2011، عقب تراجعها بواقع 3.2% خلال الربع الماضى، وسجلت على أساس سنوى، وارتفع إجمالى الاستثمارات البريطانية بنسبة 3.8% خلال الربع الثانى من عام 2011، مقارنة بارتفاعه بنسبة 2.7% عن نفس الربع من عام 2010.
وفى نفس السياق، صعد مؤشّر إجمالى الاستثمار فى المجال غير التصنيعى بنسبة 11.3% على أساس ربع سنوى، ليصل إلى 27.4 مليار جنيه إسترلينى.
وعلى صعيد الأخبار الاسترالية، ارتفع مؤشر مبيعات التجزئة الأسترالى المعدّل على أساس موسمى بنسبة 0.6% خلال شهر أغسطس، لتصل إلى 20.812.7 مليار دولار أسترالى ليفوق التوقعات بارتفاعه بنسبة 0.2%، وفقا لبيانات مكتب الاحصاء الوطنى الاسترالى.
وعلى أساس سنوى، صعد مؤشر مبيعات التجزئة بنسبة 1.8%، وذلك بعد أن شَهِد صعودًا بلغت نسبته 1.5% خلال الشهر السابق.
وفى الشق الفنى، واصلت العملة الاوروبية الموحدة ارتفاعها لليوم الثانى على التوالى، الا انها لا تزال عاجزة عن اختراق مستوى مقاومة 1.3349، حيث ينتظر أن يستهدف الوصول إلى 1.3552، الذى قد يتزامن مع خط الميل الهابط بشرط ثبات مستوى الدعم 1.3272، ومع اختراقه سوف يهبط إلى 1.3146.
ويستمر تماسك الجنيه الاسترلينى أمام الدولار عند مستوى مقاومة 1.5481، وتشير التوقعات لمزيد من الهبوط على المديين المتوسط والقصير، حيث يستهدف الزوج مستوى الدعم 1.5305 والاحتفاظ بالمقاومة 1.5481 دون اختراقه.
ونجح الدولار الامريكى فى تداولاته أمام الفرنك السويسرى فى الخروج من اطار القناة السعرية العرضية وسط توقعات بالارتفاع لاستهداف مستوى المقاومة 0.9329، أما فى حال اختراقه مستوى الدعم 0.9234، الذى يتزامن مع الحد العلوى للقناة السعرية فإنه سوف يستهدف الوصول إلى 0.9143.
واستمرت العملة الامريكية فى الهبوط مقابل نظيرتها الكندية خلال تعاملات أمس حتى وصل إلى 1.0398، وسط توقعات بمزيد من الهبوط مخترقًا مستوى الدعم 1.0398 والوصول إلى 1.0263 دون اختراق مستوى المقاومة 1.0505.
وواصل الدولار الاسترالى أمام نظيره الامريكى الصعود مشكلا اتجاها صاعدا على المدى القصير، ومن المتوقع أن يخترق الزوج مستوى المقاومة 0.9785، ومنه لاستهداف مستوى المقاومة 0.9843 بعد ان يخترق 0.9756.