امتدت تقلبات الأسواق إلى ثاني شهور العام الجديد، وهو ما ساهم في خلق حالة من الذعر والحذر داخل نفوس المستثمرين. فهل أصبحت الأسواق العالمية محفوفة بالمخاطر وغير قابلة للتنبؤ، أم أنها مازالت غير قادرة على التأقلم مع قوة النمو الاقتصادي بعد سنوات طويلة من التباطؤ. وقد اشتدت التقلبات إلى درجات غير مسبوقة، بما دفع المسثمرين بعيداً عن الأسواق. لكن ماذا تعني التقلبات السعرية في المقام الأول؟
يشير مصطلع التقلب السعري إلى درجة التغيرات السعرية في فترة زمنية محددة، ويتم احتسابها اعتماداً على متوسط تغير حركة السعر في فترات سابقة. بمعنى آخر، تقيس التقلبات كيفية تحرك الأسواق، فهل تتحرك في اتجاهات واضحة وبوتيرة ثابتة أم تتخبط الأسعار بين الصعود والهبوط الحاد في فترات قصيرة. وخلال فترة التقلبات تتسم التحركات السعرية سواء الصاعدة أو الهابطة بالسرعة وعدم الاستقرار، بما يجعلها بيئة غير صالحة للتداول أو الاستثمار.
كيف تقاس تقلبات الأسواق؟
هناك مجموعة من المؤشرات الفنية التي تُستخدم لقياس درجة التقلبات بالتحديد داخل سوق العملات. من بين تلك المؤشرات؛ المتوسطات المتحركة، حدود بولنجر وغيرها من مؤشرات الزخم. لعل أهم المؤشرات العامة لقياس التقلبات السعرية هو مؤشر الـ VIX: مؤشر التقلبات أو الخوف. وهو مؤشر يعتمد على عمليات حسابية تتضمن الأسعار الحالية والتوقعات المستقبلية للأسعار، بما يُنبئ بدرجة التقلبات المتوقعة خلال الفترات التالية. يُعرف عن مؤشر الخوف قدرته على التنبؤ بالتقلبات السعرية لفترة الـ 30 يوماً التالية. ويكون ارتفاع المؤشر مقياساً لمدى تصاعد حالة عدم اليقين في الأسواق (ارتفاع درجة التقلبات)، بينما يكون انخفاضه مؤشراً على ارتفاع مستويات الثقة (استقرار الأسواق).
وتشير قراءة المؤشر دون مستوى الـ 20 إلى انحسار التقلبات السعرية، أما ارتفاع المؤشر أعلى 30 يعني زيادة إحتمالات حدوث تحركات سعرية عنيفة.
كيف اتعامل مع التقلبات السعرية؟
يوصي الخبراء بالتزام الهدوء وعدم الذعر، مع التأكيد على أهمية الحذر عند التداول. كذلك من الضروري وضع التحركات الأخيرة والمتوقعة ضمن الاعتبار عند تحديد مناطق البيع، الشراء أو جني الأرباح، وقف الخسارة. أيضاً يكون من الملائم تجنب تداولات المدى البعيد، والاكتفاء بالصفقات قصيرة المدى.