صورة ارشيفية
قد تكون السعادة مسألة نسبية، والتعاسة أيضا، وربما لا ترتبط السعادة بمستوى الدخل، أو جودة الحياة، ورغم ذلك فإن الاهتمام بوضع مقاييس رقمية لقياس مستوى السعادة، وتحديد أكثر شعوب العالم سعادة أو تعاسة لا تتوقف، بل نجد كل يوم سيلا من التقارير التي تتناقلها وسائل الإعلام.
آخر تلك المحاولات ما نشره أحد المواقع الاقتصادية الأمريكية حول أكثر شعوب العالم تعاسة، وأكثرها سعادة، وكذلك أغلى وأرخص المدن في العالم، وذلك من خلال الاستناد إلى بيانات صندوق النقد الدوليالذي يقيس نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي، مع الأخذ في الاعتبار تكاليف المعيشة النسبية، ومعدلات التضخم في البلدان لمقارنة مستويات المعيشة بين الدول المختلفة.
ووفق مؤشر 2018، احتلت قطر المرتبة الأولى عالميًا، حيث وصل نصيب الفرد من الناتج إلى 128 ألفا و702 دولار. وفي المرتبة الثانية ماكاو ونصيب الفرد 122.489 دولارا ثم لوكسمبرج (110708 دولارات)، وسنغافورة (98.014 دولارا)، وبعدهم جاءت أيرلندا وبروناي.
وأوضح مؤشر “إيكونوميست” عن المدن الأكثر غلاءً والأكثر رخصاً في العالم، والذي يعتمد على قياس 400 مؤشر سعري لـ 160 منتجا أو خدمة في 130 مدينة في العالم، وتشمل الأسعار المواد الغذائية، والمشروبات، والملابس، واللوازم المنزلية والعناية الشخصية، وإيجارات المنازل، والنقل، وفواتير الخدمات العامة، والمدارس الخاصة، والمساعدة المحلية، والتكاليف الترفيهية.
واحتلت سنغافورة، وفق مؤشر العام 2018، المرتبة الأولى بين مدن العالم من حيث تكلفة المعيشة العالية، وبعدها تأتي باريس، ثم زيورخ، وهونج كونج، وأوسلو، وجنيف وسيول… أما أكثر المدن رخصا، فهي على التوالي، دمشق، كراكاس، ألمآتي (مدينة في كازاخستان)، لاجوس (نيجيريا)، بانجالور (في الهند)، كاراتشي (باكستان)، وأخيرا الجزائر.
ووفق مؤشر بلومبيرج للدول الأكثر تعاسة، الذي يعتمد على قياس التضخم والبطالة، تأتي فنزويلا في المرتبة الأولى من حيث البؤس الاقتصادي، بمعدل أعلى بثلاث مرات من المعدل الذي سجلته عام 2017.
ووفق “مؤشر البؤس الاقتصادي 2018″، تحتل جنوب إفريقيا المرتبة الثانية بعد فنزويلا، بين الدول الأكثر بؤساً، ثم الأرجنتين، فمصر في المرتبة الرابعة، وبعدها اليونان وتركيا في المرتبة الخامسة… وصولاً إلى السعودية التي احتلت المرتبة العاشرة.
في المقابل، تتصدر تايلاند لائحة الدول الأقل بؤساً، تليها سنغافورة، ثم اليابان وسويسرا في المرتبة الثالثة، ثم تايوان.
وتصدرت فنلندا أسعد دول العالم، وفقا لتقرير سنوي يصدر مؤشر السعادة العالمي عن شبكة حلول التنمية المستدامة التابعة للأمم المتحدة، ودرس 156 دولة وفقا لنصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي والرعاية الاجتماعية ومتوسط الأعمار والحريات الاجتماعية وغياب الفساد.
وحلت النرويج في المرتبة الثانية، وبعدها الدنمارك وأيسلندا وسويسرا وهولندا وكندا ونيوزيلندا والسويد وأستراليا.
في المقابل كشفت بيانات صندوق النقد الدولي، حول أكثر الدول فقرا في العالم، استنادا إلى نصيب الفرد من الناتج المحلي، أن 28 دولة في العالم يعيش سكانها على أقل من ألف دولار سنويا.
وجاءت جنوب السودان في المرتبة الأولى كأكثر الدول فقرا مع نصيب للفرد لا يتعدى 246 دولارا من الناتج المحلي، وبعدها بوروندي 339 دوﻻرا، وملاوي 342 دولارا، ومن ثم جمهورية إفريقيا الوسطى 425 دولارا، وفي المرتبة الخامسة حل اليمن بـ449 دولارا.
في الوقت ذاته أظهر مؤشر الجوع العالمي 2018، الذي تصدره “كونسرن وولردوايد” الأيرلندية، والذي يقيس مستويات الفقر والمجاعة في 119 دولة في العالم، أن جمهورية إفريقيا الوسطى لا تزال على رأس هذه القائمة باعتبارها “الدولة الأكثر جوعًا في العالم” حيث عانت من عدم الاستقرار والعنف العرقي والصراع منذ عام 2012، مما أدى إلى تعطيل الإنتاج الغذائي، وتشريد السكان، حيث يحتاج أكثر من نصف السكان إلى المساعدات الإنسانية. وجاءت تشاد في المرتبة الثانية دوليا، حيث يعاني هذا البلد من أزمات وضعت حوالي ثلث السكان تحت سيف سوء التغذية المزمن، ويعاني 40% من الأطفال دون سن الخامسة من التقزم. وفي المرتبة الثالثة، جاء اليمن، حيث يواجه حوالي 18 مليون شخص الجوع و8 ملايين شخص معرضون لخطر المجاعة، وأكثر من 11 مليونا يحتاجون إلى المساعدات الإنسانية فقط من أجل البقاء.