الشاب الهندي ساتيا ناديلا
قد يكون النجاح في العمل، والحصول على تقدير الذات أحد أهم الدوافع التي يسعى الموظفون إلى تحقيقها في مجال عملهم، لكن بالتأكيد تحسين الدخل، والحصول على مرتب مرتفع يأتي على قمة الأهداف التي تتصدر أولويات أي موظف في أي مجال.
ما حققه الشاب الهندي ساتيا ناديلا الذي أصبح يحمل حاليا لقب صاحب أكبر مرتب في العالم، ربما يجعله موضع إعجاب - وحسد أيضا - من جانب ملايين الموظفين حول العالم.
حقق ناديلا المعادلة الصعبة بأن يكون موظفًا بسيطًا ومليونيرًا في الوقت ذاته، وكسر قواعد النجاح والثروة، وتمسك بوظيفته وتدرّج في مراتبها، فأصبح مديرًا لأكبر إمبراطورية للتكنولوجيا في العالم، وهي شركة مايكروسوفت، براتب وصل إلى 84 مليون دولار سنويًا، وهو أكبر راتب في العالم حاليا.
بدأت قصة نجاح ناديلا من حيدر آباد إلى واشنطن، حيث تحول من طفل خجول أقصى أحلامه أن يصبح لاعب كريكيت، ليصير المدير التنفيذي الذي أنقذ شركة مايكروسوفت العملاقة من أزمتها العاصفة عام 2014 والتي كادت تتسبب في إفلاسها، بعد فشل إصدار نسختها ويندوز8، وصفقات الاستحواذ مع شركة نوكيا، الأمر الذي أفقد الشركة شعبيتها وثقتها في السوق، كما تراجعت قيمتها السوقية، وأدت إلى استقالة الرجل الأول في الشركة، ستيف بلمر.
وبشكل هادئ وثبات عالٍ أخذ ساتيا ناديلا يقتنص الفرص في مايكروسوفت ليشغل إدارة أقسام مختلفة ضمن الشركة، ويعتبر تمهيده الطريق لظهور تكنولوجيا الحوسبة السحابية من أبرز الإنجازات التي حققها ضمن الشركة، حيث شكلت الأعمال السحابية دفعة قوية للنمو. ومن المتوقع أن تسجل "مايكروسوفت" أسرع زيادة في إيراداتها خلال عقد من الزمن.
أصبح ناديلا من أصحاب الأعمال المتعددة في الشركة، ويدير مشروعات تقدر بملايين الدولارات، كما أنه يتقاضى راتبًا يفوق معظم زملائه الذين ينتمون لنفس الاختصاص، وقد أصبح اسمًا مألوفًا عام 2014 عندما أصبح مديرًا تنفيذيًا لشركة مايكروسوفت.
وتحول ساحر التكنولوجيا بعد فترة قصيرة إلى شخصية ذات شعبية في أوساط الإعلام المختلفة حول العالم، وغالبًا تتم دعوته كمتحدث في الكثير من الأحداث.