في إطار جهود مصر الحثيثة لاستعادة الآثار المصرية المهربة بالخارج وما توليه الدولة المصرية ومؤسساتها من اهتمام بالغ للحفاظ على تراثها وتاريخها الحضاري، والدور الذي تتطلع إليه وزارة السياحة والآثار بالتعاون مع وزارة الخارجية في مجال استعادة الآثار المصرية المهربة.
وتسلم السفير هشام بدر سفير جمهورية مصر العربية لدى إيطاليا، بمقر وحدة مكافحة جرائم الممتلكات الثقافية التابعة لقوات الدرك الإيطالية (الكاربيناري) بروما، قطعتين أثريتين من العصور اليونانية والرومانية؛ الأولى عبارة عن جزء علوي من تمثال لسيدة مصنوع من الفخار، والثانية إناء صغير مصنوع من الفخار له فوهة واسعة ومقبض يربط الفوهة بالبدن، ويعودان للعصر اليوناني الروماني، وقد تم ضبطهما في منطقة جنوة بإيطاليا من خلال الجهات الأمنية المعنية.
هذا، وترأس مراسم إجراءات التسليم والتسلم بين الجانب المصري السفير المصري هشام بدر، ومن الجانب الإيطالي الجنرال Roberto Riccardi قائد وحدة مكافحة جرائم الممتلكات الثقافية في الكاربيناري.
وقد أوضح بدر خلال تلك المراسم أن ذلك يأتي استمراراً للتعاون البنّاء بين الجانبين المصري والإيطالي للحفاظ على التراث الثقافي للحضارتين المصرية والرومانية، معرباً عن تقديره لهذا التعاون المُثمر والمستمر مع الجهات الإيطالية المعنية من أجل إعادة المزيد من الآثار المصرية المهربة، بما يتماشى مع ما تقوم به مصر من جهود لاستعادة كافة أثارها المهربة إلى الخارج بطرق غير شرعية.
وقال شعبان عبد الجواد المشرف العام على إدارة الآثار المستردة، أن أحداث القضية ترجع إلى شهر ديسمبر عام 2019 عند دخول قطع أثرية إلى إيطاليا من دول مختلفة من ضمنها قطعتين تنتميان إلى الحضارة المصرية القديمة، وبالتعاون والتنسيق بين الإدارة العامة للآثار المستردة بوزارة السياحة والآثار ومكتب مساعد وزير الخارجية للعلاقات الثقافية والسفارة المصرية في روما، استطاعت مصر إثبات ملكيتها للقطعتين وأنهما تم سرقتهما من أحد المواقع الأثرية نتيجة الحفر خلسة وتم تهريبهما من مصر بطريقة غير شرعية، مؤكدا على أن هاتين القطعتين ليستا من مقتنيات المتاحف أو المخازن الأثرية التابعة للمجلس الأعلى للآثار وأنها نتيجة الحفر خلسة.
الجدير بالذكر أن مصر قد وقعت اتفاقية ثنائية مع إيطاليا في مجال استراد الآثار المهربة في عام 2008، ونجحت مصر في استرداد 195 قطعة أثرية، بالإضافة إلى 21 الف و660 قطعة عملة من إيطاليا في عام 2018.