قال الدكتور عبدالمنعم أبوالفتوح، المرشح المحتمل لانتخابات الرئاسة، إن جميع مجالات الإعلام والأدب والفن كانت داعمةً للحرية والعدالة والكرامة الإنسانية منذ عقود، وكانت تبرز مساوئ النظام الفاسد، إلاّ أنّ رُوّادها الجريئين كانوا قلائل لا يخشون من الحكامّ المستبدين، لكن الكثير منهم أساءوا إليها خاصةً فى حقبة نظام المخلوع الذى انحدرت فى عهده جميع المجالات، لذا نحن نحتاج لهؤلاء الأدباء والإعلاميين والفنانين الجريئين الذين يخدمون ما نؤمن به.
وأوضح "أبوالفتوح" فى أولى الندوات المنعقدة فى صالون إحسان عبدالقدوس الثقافى بنقابة الصحفيين لهذا الموسم التى يفتتحها تحت عنوان "مصر بلدنا.. نظرة نحو المستقبل" قائلاً: "أستاذ إحسان كان ضمن الكتاب والصحفيين القلائل الذين تحدواّ السلطات وكتبوا فى الحريات وحقوق المواطنين فى الوقت الذى لم يجرؤ فيه الكثيرون على الكلام، لكنه كان شجاعاً وجريئًا وفى ذات الوقت إنساناً ودوداً".
وأضاف "أبوالفتوح" أنه فى الوقت الذى كانت تعانى فيه المرأة من تهميش دورها وظلم المجتمع لها والمعاملة التمييزية والتعسفية معها عبدالقدوس ممَن دافع عنها وعن حقوقها التى كفلها الإسلام لها وأعلى من قيمتها، وليس كما يدعى بعض الجهلاء من الذين ينسبون ذاك الظلم والتمييز لهذا الدين القويم فالإسلام أبعد ما يكون عن ذلك وهو منهم براء.
وتابع "أبوالفتوح" أن إحسان عبدالقدوس كان يخبرهم كشباب التيار الإسلامى بأنه مختلف معهم فى بعض أفكارهم، لكنه يحترم آرائهم لأن هذه من مبادئ الحرية التى ينادى بها، لذا علينا أن نحترم الشباب ونحتويهم ونثق فى قدراتهم على إدارة الدولة، مطالباً بأن يُقدّم العُرف الحزبى والسياسى للشباب فهذا أمرٌ طبيعى لأنهم مَن يمتلكون الحماسة والرغبة فى التغيير، كما يُمثّلون غالبية المجتمع، وعلينا أن نتحررّ من حالة الشيخوخة السياسية التى نعيشها، مُعلناً أنه يرحب بأن يكون نائبه من الشباب الذى سيكون فى المرحلة المقبلة رئيساً لمصر.
وأشار إلى أننا ما زلنا نعانى من "الأبوية" بمفهومها الشامل التى تحولتّ من علاقة حنون عطوف إلى علاقة استبدادية وفرض الرأى قسراً وتكرار نموذج "سى السيد" بين الحاكم والمحكوم، الذى عانينا منه كثيراً خلال الحقبة الماضية وتوغل أكثر بيننا بالمفاسد التى نشرها نظام الرئيس المخلوع، إلاّ أن ذلك كله لم يؤثر على الشعب المصرى وإنما كان قشرة خارجية أزاحتها ثورة 25 يناير لتُظهر لنا جوهر هذا الشعب ونقاءه وانه لا يزال يحافظ على قيمه ومبادئه.
وفى سياقٍ متصل رفض "أبوالفتوح" فكرة الاحتفال بالثورة فى يوم 25 يناير المقبل، لأننا لم نكمل ثورتنا بعد، فالاحتفال يكون بعد نجاح الثورة واكتمال أهدافها، لكننا سنجتمع فى هذا اليوم من أجل استكمالها، معبراً عن استيائه لحالة الاستقطاب التى يعيشها الشعب قائلاً: "لا أحد سيُعيد تصنيع مصر وفق هواه وفكره، لأن مصر لها هوية معروفة الكل متفق عليها وهى إسلامية وسطية فلا حاجة بنا للخلاف المزيف حولها أو المزايدة عليها، حيث أصبح الكلام عنها هذه الأيام سخيفاً، كما لن يستطيع أحد فرض قيود على حرية الآخرين مستخدماً سلطته وأغلبيته".