صورة أرشيفية
أكدت الدكتورة ياسمين فؤاد ، وزيرة البيئة، أن تغير المناخ ليس تحدى بيئي فحسب ، بل أنه تحدى تنموي لتأثيره الشديد على عملية التنمية فهو لا يفرق بين دول نامية ودول متقدمة، مضيفة انه عند الحديث عن الاستدامة والتنمية المستدامة فنحن نتحدث من المنظور الاقتصادي والبيئي، لافتة إلى إعادة الربط بين اتفاقيات ريو الثلاث (تغير المناخ، التصحر، التنوع البيولوجي) من خلال المبادرة الرئاسية المصرية التي أطلقت في افتتاح الدورة الرابعة عشر لمؤتمر الأطراف لاتفاقية التنوع البيولوجي برئاسة مصر ٢٠١٨.
وأضافت وزيرة البيئة خلال مشاركتها بجلسة بمنتدى مصر للتعاون الدولي، إن الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس شدد على ضرورة تضافر الجهود العالمية للوصول الى مبادرة لمواجهة تلك الموضوعات الثلاثة معا، موضحة أنه عقب ظهور جائحة كورونا اخذ العالم اجمع يتحدث عن مشكلة تغير المناخ وضرورة المحافظة على عدم زيادة درجة حرارة الأرض عن ١.٥ درجة مئوية.
وتابعت فؤاد أنه اصبح من الضروري وضع الثلاث محاور " التصحر ،تغير المناخ، التنوع البيولوجي" في قالب واحد والعمل على دمج تلك المفاهيم في الأجندة الوطنية.
وأوضحت وزيرة البيئة أن قضية تغير المناح قبل عام ٢٠١٨ كانت خاصة بوزارة البيئة ، وكان وزير البيئة يترأس المجلس الوطني للتغيرات المناخية آنذاك، وفى عام ٢٠١٩ تحول لدعم سياسي اكبر في الدولة من خلال رئاسة رئيس الوزراء للمجلس.
وأصبحت وزارة البيئة تمثل الأمانة الفنية، وأعضاءه من الوزارات المعنية بشكل مباشر وغير مباشر ، لضمان دمج أبعاد تغير المناخ في السياسات الوطنية وقطاعات التنمية. مشيرة الى ان مصر مع الاشقاء من الدول الافريقية سوف يحتضنوا مبادرتين أحداهما عن التكيف والأخرى عن التخفيف.
مؤكدة ان الموارد الطبيعية الأفريقية هى عمود الاقتصاد فى هذه الدول . مرحبة بعودة الولايات المتحدة الأمريكية للمفاوضات، مشيرة الى بذل الجهود لتوفير مصادر لتنفيذ مشروعات لمواجهة آثار التغيرات المناخية ، و معلنة عن سعى مصر لاستضافة مؤتمر الأطراف للتغيرات المناخية السابع والعشرين.
وأشارت وزيرة البيئة أن مصر اتخذت العديد من إجراءات التكيف على المستوى المحلى ، ووسائل الحماية المتعددة مستشهدة بشاطئ الإسكندرية ورشيد فالصيادين يواجهون مشاكل كثيرة للحفاظ على رزقهم اليومي، ومن هنا كان لابد من العمل على حل تلك المشاكل ، مشيرة أيضا الى التوسع في تنفيذ مشروعات البيوجاز التي تقوم على الاستفادة من روث الحيوانات والمخلفات الزراعية بالريف لإعادة إنتاج سماد عضوي وغاز حيوي للاستخدام المنزلي، بما يمثل نموذجا للاقتصاد الدوار يحقق بعدا اقتصاديا من خلال ظهور الشركات الناشئة التي دعمتها وزارة البيئة مع جهاز تنمية المشروعات الصغيرة والمتوسطة.
واردفت الدكتورة ياسمين فؤاد بالتأكيد على أهمية تضافر الجهود والعمل الجماعي للوصول الى التعافي الأخضر وهو ما يتطلب المزيد من الإجراءات على ارض الواقع، وأهمها رفع الوعى البيئي، والعمل مع المجتمع المحلى وتوافق السياسات الموضوعة فى هذا الشأن مع تلك المجتمع. مؤكده على بذل قصارى الجهود للحفاظ على القارة الأفريقية من اثار التغيرات المناخية والتي ستؤثر على العالم اجمع.
وشاركت الدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة فى الحلقة النقاشية " التحول الأخضر: الفرص والتحديات التى تواجه الدول النامية " ،والذى عقدت ضمن فعاليات النسخة الأولى من منتدى مصر للتعاون الدولي والتمويل الإنمائي- Egypt-ICF". بحضور السيدة زينب شمسنا وزيرة المالية والموازنة والتخطيط القومي بجمهورية نيجيريا، والسيد جوناثان كوهين سفير الولايات المتحدة بمصر، كما شارك بالجلسة عبر الفيديو كونفرانس السيد ايان بريمر رئيس مجموعة اوراسيا، والسيد فريد بلحاح نائب رئيس البنك الدولي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا، والسيد هارى بويد المدير الإداري للاقتصاد الأخضر والعمل المناخي بالبنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية.
جدير بالذكر أن منتدى مصر للتعاون الدولي والتمويل الإنمائي تنظمه وزارة التعاون الدولي فى نسخته الأولى، تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال الفترة من ٨- ٩ سبتمبر الجاري ، تحت شعار شراكات لتحقيق التنمية المستدامة وبمشاركة دولية وإقليمية رفيعة المستوى، بهدف طرح الرؤى ووجهات النظر بين كافة الأطراف ذات الصلة، لبحث التحديات التي تواجه الجهود التنموية عالميًا لاسيما عقب جائحة كوفيد19، وأهمية التمويل الإنمائي في تعزيز هذه الجهود. فضلا عن الدور المرتقب للقطاع الخاص للمساهمة في دعم مساعي التنمية العالمية.