أعلن الدكتور محمود عيسى وزير الصناعة والتجارة الخارجية أنه تم الاتفاق مع المسئولين فى الإدارة الأمريكية على خطة تحرك عاجلة لمساندة الاقتصاد المصرى خلال الـ 6 اشهر المقبلة، وذلك فى مجالات زيادة التجارة البينية ومضاعفة الاستثمارات، وكذلك فى مجال الصناعات الصغيرة والمتوسطة، مشيرا إلى أن وفداً من مكتب الممثل التجارى الأمريكى سيزور القاهرة خلال الأسبوعين المقبلين للاتفاق على توقيتات تنفيذ هذه الخطة .
وقال الوزير – والذى يزور الولايات المتحدة حاليا – إن هذا الاتفاق يأتى استجابة من الإدارة الأمريكية لرؤية مصر بضرورة وضع برامج تعاون يتم تنفيذها على المدى القريب، لمساندة الاقتصاد المصرى خلال هذه الظروف الاستثنائية واصفا الموقف الأمريكى بالإيجابى، ولفت إلى أن العلاقات الاستراتيجية بين البلدين أسهمت فى تفهم الجانب الأمريكى للمتغيرات التى يشهدها الاقتصاد المصرى حاليا وما يتطلبه ذلك من ضرورة الإسراع باتخاذ خطوات جادة .
وأوضح الوزير أن محاور تنفيذ خطة التحرك تتضمن عقد مؤتمر موسع بالتنسيق مع السفارة المصرية بواشنطن والمكتب التجارى لتشجيع الاستثمار فى مصر ودعوة المستثمرين الأمريكيين للاستفادة من مناخ الاستثمار والحوافز التى تتيحها الحكومة المصرية للمستثمرين وكذا زيادة التجارة البينية بين البلدين، وذلك من خلال زيادة قائمة السلع المصرية المصدرة فى إطار برنامج الأفضليات المعمم وضم مناطق جديدة لاتفاق الكويز، وكذلك التوسع فى تصدير الحاصلات الزراعية المصرية للسوق الأمريكى، بينما يتضمن المحور الثالث تقديم الجانب الأمريكى الدعم الفنى اللازم لتطوير المشروعات الصغيرة والمتوسطة للمساهمة، فى خلق مزيد من فرص العمل الجديدة .
وأشار عيسى إلى أن زيارته الحالية للولايات المتحدة الأمريكية قد أثمرت عن تقريب وجهات النظر مع المسئولين بالإدارة الأمريكية خاصة بعد ان تم استعراض جهود الحكومة لعودة الاستقرار ونجاح أولى مراحل التحول الديمقراطى وهى الانتخابات التشريعية والتى حظيت بإشادة جميع المسئولين الأمريكيين ، مؤكدين أنها خطوة مهمة نحو تحقيق الديمقراطية .
وكان الوزير قد عقد جلسة مباحثات مكثفة مع السفير رون كيرك الممثل التجارى الأمريكى وفريق العمل المرافق له حيث تناولت مستقبل العلاقات الإقتصادية والتجارية بين مصر وأمريكا خلال المرحلة المقبلة ، وأهمية فتح قنوات جديدة لزيادة انسياب وتدفق التجارة البينية سواء من خلال ضم مناطق جديدة لإتفاق المناطق الصناعية المؤهلة ليشمل محافظات الصعيد وكذا زيادة حجم برنامج الأفضليات المعمم (GSP ) بما يسهم فى زيادة الصادرات المصرية للسوق الأمريكى هذا فضلا عن بحث مضاعفة الإستثمارات المشتركة فى مصر خلال المرحلة المقبلة.
وأوضح عيسى أنه تم أيضا استعراض موقف البلدين إزاء القضايا المطروحة على مائدة مفاوضات منظمة التجارة العالمية خاصة ملف التنمية وإحياء جولة الدوحة .
ومن جانبه أكد الممثل التجارى الأمريكى حرص الإدارة الأمريكية ممثلة فى الرئيس باراك أوباما والكونجرس لتقديمالمساعدة والمساندة اللازمة للشعب المصرى خلال مرحلة التحول الديمقراطى الحالية ،لافتا إلى أن التجارة تعد أحد أهم الطرق المباشرة لمساعدة الاقتصاد المصرى لعبورهذه المرحلة الانتقالية.
وقال إن مصر تمثل أحد أهم الشركاء التجاريين للولاياتالمتحدة بمنطقة الشرق الوسط ولذلك فإننا حريصون على مواصلة المشاورات واللقاءات معالمسئولين المصريين للتوصل إلى خطة عمل متكاملة لمساندة الاقتصاد المصرى على المديين القريب والبعيد .
كما التقى الدكتور محمود عيسى بجون برايسون وزير التجارة الأمريكى حيث استعرض معه سبل تنسيق التعاون بين الجانبين جلال المرحلة المقبلة والاستفادة من الخبرة الأمريكية فى تقديم الدعم الفنى والتدريب خاصة فى مجال إجراء الدراسات الاقتصادية وتحليل الصادرات وكذا المواقف التفاوضية والترويج للصادرات ، كما تناول الإجتماع امكانية مساهمة وزارة التجارة الأمريكية فى مساعدة مصر فى مجال تنشيط السياحة وإعادة السياحة المصرية إلى سابق معدلاتها وذلك من خلال برنامج تنمية التجارة بين البلدين ( CLDP) .
هذا ومن المقرر ان يختتم الدكتور محمود عيسى وزير الصناعة والتجارة الخارجية اليوم زيارته لواشنطن بلقاء مع عضو الكونجرس الأمريكى البارز دافيد دريرا وكذلك لقاء آخر مع كارن ميلز رئيس الإدارة الأمريكية للمشروعات الصغيرة ، ثم يتوجه بعد ذلك إلى نيويورك لعقد لقاءات مع عدد من الشركات الأمريكية وممثلى عدد من منظمات الأعمال .