الدكتور عمرو طلعت وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات
احتلت قضية الاتصالات الرقمية عبر شبكة الإنترنت مكانة محورية في اهتمامات العالم، مع تفشي جائحة كورونا، فمع إغلاق الأنشطة الاقتصادية والمطارات والمدارس والجامعات، إلى جانب تطبيق الإجراءات الاحترازية بالبقاء في المنازل، برزت أهمية استثمار تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات في التجارة الإلكترونية والتعليم عن بعد والترفيه والتواصل الاجتماعي، والحصول على الخدمات الحكومية والاستشارات الطبية وغيرها.
جاء ذلك خلال جلسة نقاشية بعنوان مستقبل التكنولوجيا والتحول الرقمي ما بعد الجائحة، والتي عقدت في إطار منتدى شباب العالم في دورته الرابعة تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي، بحضور الدكتور عمرو طلعت وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات.
وأكد الدكتور عمرو طلعت أن مصر أقامت بنية تحتية حديثة ومتطورة في قطاع الاتصالات، وأنها ستنفذ في القارة الأفريقية أحدث كابل بحري للإنترنت، كما قدمت عشرة آلاف منحة للشباب الأفريقي في مجال الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات.
ودعا الوزير إلى الحفاظ على خصوصية المستخدمين على شبكة الإنترنت باعتبار أن الخصوصية من حقوق الإنسان، كما دعا مستخدمي تطبيق ميتافيرس المحتملين إلى عدم الانفصال عن الواقع المصري الذي يتطلب بذل المزيد من الجهد والعمل لتحقيق البناء والتنمية والتقدم المنشود.
وأوضح المتحدثون في الجلسة أن الجائحة دفعت الكثير من الأشخاص في مختلف أنحاء العالم، إلى اللجوء إلى شبكة الإنترنت للتواصل مع أقاربهم أصدقائهم، وكذلك لشراء احتياجاتهم والحصول على الخدمات المختلفة، كما أدى البقاء في المنزل وإغلاق دور السينما إلى الدخول على المواقع الإلكترونية لمشاهدة الأفلام والحفلات الموسيقية، وفي هذا الصدد برزت منصات البث المباشر مثل نيتفلكس التي تذيع الأفلام والبرامج الترفيهية للمستخدمين مباشرة مقابل اشتراكات تسدد بالبطاقات المصرفية.
وفيما يتعلق باستعداد القارة الأفريقية للتحول الرقمي، تم الإشارة إلى أن أفريقيا باتت تحفل بإمكانات واعدة من الشباب المتمرس بتكنولوجيا الاتصالات والمعلومات، وإلى أن التقنيات الرقمية لم تعد حكرا على الدول المتقدمة، وتم التنويه في هذا الصدد إلى إقبال عديد من الشباب الأفريقي على الدخول بقوة إلى المجال الرقمي، وتصميم المنصات الإلكترونية وعرض منتجاتهم عليها، والتوسع في التجارة الإلكترونية بمفهومها الواسع، إلى جانب استخدامها في الخدمات المصرفية و المالية.
وأوصت الجلسة النقاشية بأن توفر الحكومات برامج تدريبية للشباب، لمساعدته على تعلم التطورات المتسارعة في مجالات التكنولوجيا والتحول الرقمي، وتطوير مهاراتهم والارتقاء بها لتتماشى مع تطورات سوق العمل في الداخل والخارج، خاصة مع ظهور وظائف جديدة غير تقليدية، تختلف عما عهده جيل الأباء، مما يتطلب التدريب المستمر والتعليم المتواصل، والتعرف على أحدث التقنيات الحديثة في العالم.
وأوصت أيضا بالتوسع في تعليم برامج وتطبيقات الذكاء الاصطناعي، باعتباره تيارا متناميا في الدول الصناعية الكبرى، حيث تستخدمه الشركات في الإسراع في معدلات الإنتاج وتقديم الخدمات في مختلف المجالات، بما فيها الأمنية والتعليمية والطبية وقطاع المعلومات والمعرفة والترفيه ودفع الاقتصاد الرقمي، بما ذلك خدمة الزبائن والتعريف بالمنتجات والإعلان.
وفي هذا الصدد تم التنويه إلى الميزة الكبرى التي تقدمها التكنولوجيا وخاصة الذكاء الاصطناعي، في تمكين المرأة وفتح أسواق العمل الجديدة أمامها، حيث أن التقنيات الحديثة تساعد المرأة على تطوير قدراتها ومهاراتها، والدخول بقوة في مجالات جديدة لم تطرقها من قبل، مثل تصميم برامج الحاسب الآلي والمواقع الإلكترونية والرسوم المتحركة، وتصميم الأزياء عن طريق تطبيقات متطورة، ثم تسويق منتجاتها على المنصات الرقمية، وغير ذلك من الوظائف التي تعتمد على المعرفة والابتكار والإبداع، وطرح أفكار جديدة غير تقليدية.
كما تم الدعوة إلى الاهتمام بالأطفال جيل الغد، وإعدادهم لتقبل التطورات التقنية الجديدة، وفي هذا الصدد تمت الإشارة إلى أن جائحة كورونا أجبرت المدارس إلى إغلاق أبوابها لفترات من الوقت، والتحول إلى تقديم الدروس والتفاعل مع التلاميذ الصغار عن طريق شبكة الإنترنت، الأمر الذي أدى إلى تغيير التركيبة التعليمية كما كانت سائدة لدى عدة أجيال.
ودعا المتحدثون إلى تعليم الأطفال كيف يتعاملون من هذه التطورات التقنية التي أصبحت واقعا معاشا، وكيف يمكن استخدامها في أغراض مفيدة تثري العملية التعليمية والقدرة المعرفية، إلى جانب تعريفهم بالتطورات المتسارعة في مجال التحول الرقمي والابتكار الجديدة مثل الواقع الافتراضي والميتافيرس وتطوير النظام التعليمي التقني، بحيث يستوعب الأطفال ما يحمله الغد من تطورات مذهلة، ومن بينها ظهور السيارات ذاتية القيادة والمدن الذكية والروبوتات، وأيضا الاستعداد للثورة الصناعية الرابعة التي تعتمد على تقنيات حديثة، مثل الطابعات ثلاثية الأبعاد التي ستغير وجه وأساليب الإنتاج.
وبالنسبة لتعامل الأطفال مع شبكة الانترنت، تم التوصية بتعليمهم كيفية الحفاظ على الخصوصية، والاستفادة مما تحتويه من معرفة، مع تجنيبهم ما ينشر على منصات التواصل الاجتماعي من شائعات وأخبار مزيفة ومضللة ومختلقة.