جانب من اللقاء
وصرح الدكتور عبد العاطى أن مشاركته للمرة الثانية في "مؤتمر بغداد الدولي الثانى للمياه" تأتي تعبيراً عن إيمان مصر بضرورة تحقيق أقصى درجات التعاون والتنسيق بين البلدين الشقيقين لتحقيق أهداف الشعبين في التنمية المستدامة والوصول للإدارة المثلى لمواردنا المائية ، خاصة في ظل ما تواجهه مصر والعراق والعديد من دول العالم من تحديات كبيرة تهدد مواردها المائية ، مضيفاً أن التعاون بين مصر والعراق يجري علي قدم وساق في كافة المجالات المتعلقة بالموارد المائية حيث تشهد العلاقات زخماً وتطوراً كبيراً في مجال إدارة الموارد المائية ، وبصفة خاصة لنقل الخبرات في مجالات التكيف مع التغيرات المناخية وتدوير المياه وتطهير المجارى المائية ورفع القدرات.
وأضاف سيادته أن عدداً من الدول الشقيقة والصديقة تبدي إهتمامها للاستفادة من التجربة المصرية في مجال إدارة الموارد المائية.
كما شارك الدكتور عبد العاطي في الجلسة الافتتاحية لمؤتمر بغداد الدولى الثانى للمياه والمنعقد بالعاصمة العراقية بغداد تحت عنوان "المياه والتغيرات المناخية".
وألقى الدكتور عبد العاطى كلمة في الجلسة رفيعة المستوي المنعقدة تحت عنوان "سياسة إدارة الموارد المائية للتكيف مع التغيرات المناخية – التحديات الحالية لإدارة الموارد المائية في ظل التغير المناخى" إستعرض خلالها التجربة المصرية في إدارة المياه.
وفي كلمته بالجلسة .. أشار الدكتور عبد العاطي لما تمثله قضية التغيرات المناخية من أولوية لدى دول العالم في الوقت الحالى ، الأمر الذى يستلزم توفير التمويل اللازم لمشروعات التكيف مع التغيرات المناخية ، ووضعها ضمن الخطط الوطنية الخاصة بالمياه بمختلف دول العالم ، مؤكداً على ضرورة التعامل مع الآثار السلبية للتغيرات المناخية بإعتبارها من المخاطر التى تُهدد قطاع المياه مثل التسبب فى نقص كميات المياه والحاجة لإعادة إستخدامها أكثر من مرة مما يؤدى لتدهور نوعيتها ، كما أن زيادة الضغط على الموارد المائية المحدودة سيؤدى لإنتشار الفقر وتراجع مستوى المعيشة الأمر الذى يمثل بيئة خصبة للجماعات المتطرفة ، وأن الآثار السلبية للتغيرات المناخية أصبح واقعاً نشهده فى العديد من الظواهر المناخية المتطرفة التى ضربت العديد من دول العالم ، مشيراً لعدد من الحالات البارزة لنتائج التغيرات المناخية حول العالم مثل التراجع الشديد فى مساحة بحيرة تشاد بوسط افريقيا وبحر آرال بآسيا الوسطى وتراجع كميات الثلوج على قمة جبل كليمنجارو بأفريقيا.
وأكد سيادته أن مصر والعديد من الدول العربية تُعد من أكثر دول العالم التى تُعانى من الشح المائى ، الأمر الذى إستلزم وضع السياسات اللازمة وتنفيذ العديد من المشروعات الكبرى للتعامل مع التحديات المائية ، حيث قامت مصر بوضع خطة لإدارة الموارد المائية حتي عام ٢٠٣٧ بإستثمارات تتجاوز الـ ٥٠ مليار دولار من المتوقع زيادتها الى ١٠٠ مليار دولار ، تهدف لتحسين نوعية المياه وتنمية موارد مائية جديدة وترشيد إستخدام الموارد المتاحة حالياً وتهيئة البيئة الداعمة لقضايا المياه.
وإستعرض سيادته تجربة مصر الناجحة في إدارة المياه من خلال تنفيذ العديد من المشروعات الكبرى ، مثل مشروعات تأهيل الترع والمساقى ، والتحول لنظم الرى الحديث ، والتوسع في إستخدام تطبيقات الرى الذكي ، والتوسع في إعادة إستخدام مياه الصرف الزراعى ، والتوسع في تنفيذ مشروعات تحلية مياه البحر ، ومشروعات حماية الشواطئ المصرية ، ومشروعات إعادة تأهيل المنشآت المائية ، والإعتماد على التكنولوجيا فى ادارة المياه ، بالإضافة لمجهودات الوزارة فى مجال التطوير التشريعى من خلال إصدار قانون الموارد المائية والري الجديد ولائحته التنفيذية ، وتنفيذ العديد من البرامج التدريبية للعاملين بالوزارة ، والعديد من حملات التوعية بين المواطنين بأهمية ترشيد المياه والحفاظ عليها.
وفى الجلسة الإفتتاحية لمؤتمر بغداد الدولي الثاني للمياه .. أشار جون كيري المبعوث الرئاسى الأمريكى الخاص للمناخ إلى ضرورة تعاون دول المنبع بعدم تأثير مشروعات السدود علي الإحتياجات المائية لدول المصب.
وأشادت كورين فلايشر المدير الاقليمي للشرق الاوسط وشمال افريقيا لبرنامج الغذاء العالمي بالتجربة المصرية الناجحة في مجال تأهيل الترع والتحول لإستخدام أنظمة الري الحديث في مصر ، مشيرة لإنعكاس هذا التحول على تحقيق زيادة في مساحة الأرض المنزرعة ، وخفض إستهلاك المياه ، وزيادة دخل الفلاح.