صورة ارشيفية
كشفت نتائج دراسة استقصائية من مؤسسة الأبحاث العالمية جارتنر عن تحولات كبيرة طالت تفكير المديرين التنفيذيين ومسؤولي الإدارة العليا بشأن الموارد البشرية وأهداف العمل والإنتاجية خلال 2022، لا سيما القضايا المتعلقة بالاستدامة البيئية والقوى العاملة والتضخم الاقتصادي.
تعليقا قال مارك راسكينو نائب رئيس الأبحاث لدى «جارتنر» بأن 2022 هو العام الذي تغيرت فيه وجهات نظر المديرين التنفيذيين بالفعل، مشيرا إلى أن الجائحة قد أخرجت للسطح العديد من التيارات المجتمعية العميقة مثل الرغبة في تغيير أسلوب العمل، وهشاشة سلاسل التوريد العالمية، وتسبب الغزو الروسي لأوكرانيا مؤخرا بتفاقم عوامل اقتصادية كبرى أصبح يتوجب الآن على المديرين التنفيذيين التعامل معها من قبيل التضخم الاقتصادي.
الميتافيرس لا يحظى باهتمام غالبية المديرين التنفيذيين
وأظهرت نتائج الدراسة أن الذكاء الاصطناعي لا يزال يستأثر باهتمام الشريحة الأكبر من المديرين التنفيذيين للسنة الثالثة على التوالي. وبالمقابل، رأى 63 % من المديرين التنفيذيين أن تقنية الميتافيرس إما غير قابلة للتطبيق أو هناك احتمال ضعيف أن تصبح تقنية رئيسية في عالم الأعمال مستقبلا.
وقال راسكينو بأن المديرين التنفيذيين كانوا في الماضي يظهرون تحمسا كبيرا لاعتمادهم التقنيات الجديدة. لكن في حالة الميتافيرس هناك شك في مستوى الثقة التي أبداها المديرين التنفيذيون ممن رجحوا احتمال تحول الميتافيرس إلى تقنية رئيسية في عالم الأعمال.
قضايا البيئة تدخل قائمة أهم 10 أولويات في الأعمال لدى المديرين التنفيذيين
وللمرة الأولى في تاريخ هذه الدراسة، وضع المديرين التنفيذيون الاستدامة البيئية بين أهم 10 أولويات استراتيجية في الأعمال، لتحتل بذلك المرتبة الثامنة بقفزة كبيرة من المرتبة 14 في العام 2019 أو المرتبة 20 في 2015.
وأشار راسكينو إلى أنه بالنظر إلى شعور قادة الأعمال بضغوطات من المعنيين لأجل بذل المزيد من الجهود بشأن الاستدامة البيئية، فإنهم أصبحوا يتعاملون اليوم مع التغيرات البيئية المطلوبة باعتبارها فرص تزيد من كفاءة الأعمال ونمو الإيرادات.
وقد أجمع 74% من المديرين التنفيذيين بأن بذل المزيد من الجهود على المستوى البيئي والاجتماعي والحوكمة من شأنه جذب المستثمرين للاستثمار في شركاتهم.
فيما أشار 80% من المديرين التنفيذيين الذي يعتزمون الاستثمار في منتجات جديدة أو مطورة هذا العام والعام القادم بأن الاستدامة البيئية تعتبر ثالث محرك رئيس يأتي بعد الأداء الوظيفي والجودة العامة.
المديرين التنفيذيون يعتبرون التضخم قضية مزمنة
ورأى 62 % من المديرين التنفيذيين أن التضخم العام للأسعار هو قضية مستمرة أو طويلة الأمد. وأعربوا بأن استجابتهم الأولى للتضخم تكون من خلال زيادة الأسعار (51% من المستطلعة آراؤهم) عوضا عن الاستجابة للتضخم عبر الإنتاجية والكفاءة (22% من المستطلعين).
وفي الواقع، لم تأتي الإنتاجية والكفاءة حتى ضمن أهم 10 أولويات في الأعمال لدى المديرين التنفيذيين هذا العام.
وقال راسكينو: "يتضح وجود بعض التغاضي بين المديرين التنفيذيين حيال آثار التضخم"، كاشفا بأنه لدى سؤال المديرين التنفيذيين عن أهم مصدرين للفوارق التنافسية عند الشركات، أشار إلى السعر 3% فقط منهم. وتتوقع جارتنر أن هذا الرأي سيتغير بسرعة في ضوء استمرار تبعات التضخم.