صورة ارشيفية
أكد المشاركون في القمة العالمية لطاقة المستقبل، أن منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا "تشهد بداية مرحلة جديدة من الازدهار في استخدامات الطاقة الشمسية، فيما زادت التوقعات بنمو مشروعات إنتاج الهيدروجين الأخضر المستدام من الطاقة الشمسية في المنطقة ما يؤهلها للتحول إلى ثاني أكبر سوق للمحللات الكهربائية في العالم بحلول 2040.
وتقرير أفاق الطاقة الشمسية صدر في القمة العالمية لطاقة المستقبل المنعقدة حاليا في أبوظبي ضمن فاعلياتا أسبوع أبوظبي للاستدامة، وتستضيفه شركة مصدر الإماراتية للطاقة النظيفة، تحت رعاية الشيخ محمد بن زايد رئيس دولة الإمارات.
وأكد التقرير أن الإمكانيات الإنتاجية لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا يمكن أن تصل إلى 20% من إنتاج الهيدروجين الأخضر عالميا، ما يمكنها من ان تصبح مركزا رئيسيا لسلاسل التوريد بفضل موقعها الجغرافي المتميز بين قارتي آسيا وأوروبا.
تضاعف الاستهلاك المخصص للتبريد ثلاثة أضعاف
ودعت دينيزا فاينيس، الأمينة العامة لجمعية الشرق الأوسط لصناعات الطاقة الشمسية، مطوري الطاقة الشمسية الكهروضوئية، ورواد الأعمال لمحاولة الوصول إلى تعريفات جمركية منافسة وتخفيض استهلاك التبريد، من خلال تعزيز كفاءة الطاقة وتطبيق أنظمة إدارة المباني.
وقالت فاينيس، إن المناخ المشمس على مدار العام في الشرق الأوسط يؤدي إلى زيادة استهلاك الطاقة في مجال التبريد، ما يرفع مستويات الانبعاثات الكربونية في المنطقة؛ ومن المتوقع أن يتضاعف الاستهلاك المخصص للتبريد بمقدار ثلاثة أضعاف بحلول عام 2050.
وأشارت إلى إمكانية المساهمة الكبيرة لقطاع المركبات الكهربائية في تعزيز اقتصاد المملكة العربية السعودية، رغم التحديات التي تواجه اعتماد المركبات الكهربائية في الشرق الأوسط؛ وخاصة فيما يتعلق بتوافر البنية التحتية المناسبة واختبارات الطقس الحار.
وسطلت أمين عام جمعية الشرق الأوسط لصناعات الطاقة الشمسية الضوء على خطط المملكة الطموحة في تصنيع المركبات الكهربائية، وتقدر سعتها الإنتاجية بحوالي 350 ألف مركبة، مما يحفز الجهود الرامية إلى تأسيس قطاع طموح يهدف إلى إيجاد مزيد من فرص العمل وتنويع الاقتصاد.
ولفتت إلى أن الطاقة الشمسية أثبتت قدرتها على منافسة حلول ومنتجات الطاقة الأخرى فيما يتعلق بالتكلفة وسعر الكهرباء، مما أسهم في نموها المرن والسلس رغم الظروف الحديثة غير المستقرة لسوق الطاقة واستمرار انخفاض أسعار النفط والغاز.
تطبيقات جديدة
وتميزت الطاقة الشمسية عن التقنيات الأخرى بإمكانية استخدامها لتناسب جميع الاحتياجات بدءاً من التطبيقات السكنية وصولاً إلى استخدامها في مجال تطوير المرافق.
كما ساهمت هذه المرونة الكبيرة في استخدام الطاقة الشمسية في تلبية المتطلبات المتعلقة بالطاقة مثل مجالات النقل الكهربائي وإنتاج الهيدروجين الأخضر؛ حيث يقدم النقل الكهربائي وتنامي حلول تخزين البطاريات حلولاً متكاملةً مع إمكانيات الطاقة الشمسية، والتي تساعد على تسريع وصولنا إلى تحقيق الحياد المناخي في المستقبل عند استخدامها بالشكل الأمثل".
وتشير فاينيس إلى أن خبرات منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في تركيب واستخدام مرافق الطاقة الشمسية أدت إلى بروز مساعٍ جديدة لزيادة الإنتاج الطاقي وتعزيز كفاءة عمليات القطاع بالاستفادة من التقدم التكنولوجي.
وقالت، إن الاعتبارات الحديثة والمهمة في مجال إنتاج الطاقة الشمسية أدت إلى ظهور تطبيقات جديدة، بما فيها الروبوتات والذكاء الاصطناعي وطائرات الدرون وتقنيات التصوير، بهدف تعزيز كفاءات الطاقة الشمسية.
تطور تقنيات الطاقة الشمسية
واضافت أن تقنيات الطاقة الشمسية والكهروضوئية تشهد أيضا تطوراً مستمراً لتعزيز كفاءة الخلايا والمنظومات المستخدمة في هذا المجال، حيث تشير التوقعات إلى ازدهار التقنيات الجديدة غير الرائجة حالياً، مثل الوصلة غير المتجانسة والبيروفسكايت، لتسيطر على التوجه العام في القطاع بعد دراستها عن كثب بهدف تحديد مستوى الكفاءة الذي يمكن أن تضفيه على الخلايا الشمسية في المستقبل".
وأشار تقرير آفاق الطاقة الشمسية لعام 2023 إلى أهمية إدارة الأصول عن طريق المسح باستخدام طائرات الدرون، والتنظيف باستخدام الروبوتات، ورقمنة الصيانة والعمليات، والتركيز على آراء الخبراء والنقاط الأساسية حول الفرص والتحديات الخاصة بكل دولة.