عادت الخلافات بين الاقتصادات المتقدمة والناشئة لتطفو على السطح خلال قمة دول آسيا والمحيط الهادى "أبيك APEC" مع تشبث واشنطن وبكين بموافقهما بشأن التجارة والعملات.
فبعد مرور يوم واحد فقط على انتهاء مجموعة العشرين، أعرب "باراك أوباما" الرئيس الأمريكى، عن حذره من الاعتماد الزائد للدول الناشئة مثل الصين على الصادرات من أجل تحقيق النمو، بينما أعاد الرئيس الصينى "هو جين تاو" التأكيد على التزام بلاده بإصلاح تدريجى لنظامها لسعر الصرف الحالي.
وخلال حديثه أمام منتدى رجال الاعمال من منطقة آسيا والمحيط الهادي، لفت "أوباما" إلى أنه من الدروس المهمة التى تمخضت عنها الازمة الاقتصادية هو الحد من الاعتماد الاساسى على المستهلكين الأمريكيين وعلى الصادرات الآسيوية كمحرك للنمو الاقتصادي.
وتتبادل الولايات المتحدة والصين اللوم عن المتسبب بالضرر الأكبر للتجارة العالمية، وتقول "واشنطن": إن اليوان مقدر بأقل من قيمته الحقيقية مما يعطى ميزة تنافسية لصادرات بكين لا تعكسها القوى الحقيقية للسوق، وتزعم بكين أن سياسة التيسير النقدى التى ينتهجها مجلس الاحتياطى الفيدرالى ترمى إلى إضعاف الدولار لتعزيز الصادرات.
وأوضح "جين تاو" أن بلاده تريد التوسع فى تنشيط الطلب المحلي، علاوة على التزامها باصلاح سعر الصرف لديها ولكن بشكل "تدريجي".
وذكر مسئول حكومى يابانى أن زعماء "أبيك" اتفقوا بعد الجولة الأولى من المحادثات على أن الاقتصاد العالمى يتحسن لكنه مازال هشًا، لاسيما مع بقاء مشاكل الديون السيادية وارتفاع معدلات البطالة وعدم التنسيق فى السياسات المالية.
ومن المقرر أن يتعهد قادة دول مجموعة "أبيك" على البدء فى اتخاذ خطوات لإنشاء منطقة تجارة حرة واسعة لدول آسيا والمحيط الهادى "FTAAP"، تسمح بالانتقال الحر للأشخاص والسلع والأموال، خصوصًا أن تلك المنطقة تستأثر بحوالى 40% من السكان فى العالم و53% من إجمالى الناتج العالمي.
كما ستسمح المنطقة الحرة بربط كبرى الأسواق العالمية بالأسواق الأسرع نموًا مثل إندونيسيا وتايلاند والمكسيك.